بدأوا بـ 15 شخصًا.. المنوفية المحافظة التي رفضت حكم الإخوان
اختلف الأمر كثيرا بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو بمحافظة المنوفية، فبعد أن كان هناك عدد من الميادين الرئيسية التى تشهد فعاليات الثورة من مسيرات ووقفات، مثل ميدان عمر أفندى وميدان شرف، أصبح الميدان الأوحد للثورة على نظام الإخوان، الساحة المقابلة لديوان عام محافظة المنوفية.
بدأ الأمر بوقفة نظمها مجموعة صغيرة جدا من شباب الحركات السياسية والثورية، احتجاجًا على قرار الرئيس المعزول محمد مرسى بتعيين المهندس أحد شعرواى محافظا للمنوفية، بعد خلو المنصب لنحو 6 أشهر كاملة.
وقفة من 15 فردا، تحولت إلى اعتصام هزيل مع قرار تعيين شعرواى، لتصل إلى تجمع ضخم، ضم نحو 40 ألف متظاهر، مع البيان الأول للقوات المسلحة، مطالبين برحيل نظام جماعة الإخوان والمعزول محمد مرسى.
أكد محمود الدسوقى، أمين اتحاد الشباب التقدمى وقتها، أن التصعيد كان خارج حسابات القوة والعدد، فتنظيم الإخوان كان يمكنه فض اعتصام ديوان عام المحافظة فى مهده، وقبل تزايد الأعداد، بعد أن اختار الأمن الوقوف على الحياد، ووعد بعدم التعرض للمعتصمين، كانت كوادر الجماعة والحزب على علم بأن التعدى على هذه المجموعة الصغيرة من المتظاهرين ستحول المنوفية إلى سويس جديدة، خصوصا مع انهيار شعبية الإخوان منذ تولى مرسى، وأصبحت من المحافظات المناهضة بشكل كبير لتنظيم الإخوان، وهو ما ظهر فى الانتخابات الرئاسية التى حصل فيها مرسى على 23% من الأصوات، وذهب الباقى لصالح المرشح المنافس، الفريق أحمد شفيق، مرورا برفض المنايفة دستور الإخوان، وكانت ضمن 3 محافظات فقط قالت لا لدستور الجماعة.
وأضاف الدسوقى: "فى الأسبوع الأول بدأ القائمون على الاعتصام بالتصعيد ضد تهديدات الإخوان بفض الاعتصام بالقوة، فقاد الشباب مسيرات الموظفين، وأغلقوا مبنى الديوان العام بالجنازير، وأخلى المبنى بالكامل، وفى تلك الفترة أصدرت القوى السياسية بالمنوفية بيانها الأول بإعلان استقلال المنوفية عن حكم جماعة الإخوان"
وأضاف أحمد الهلباوى، الناشط السياسى: "ديوان عام المحافظة كان إجباريا لسببين، أولهما أن الاعتراض الأساسى كان ضد تعيين المهندس أحمد شعرواى، والمكان فى حد ذاته ورقة ضغط، بعد منعه من دخول مكتبه، واستمرار الموقف دون أى تغييرات مكسب مهم للثوار، والثانى هو أن القوى السياسية كانت تحتاج إلى مكان للحشد يتوسط المدينة، ولا يتسبب فى أضرار كبيرة للمواطنين"
وفى النهاية، أكّد الهلباوي أن المظاهرة التى قادها نحو 15 شخصا، والاعتصام الذى بدا صغيرا ونجح فى حشد ما يقرب من 40 ألفا يوم 30/ 6 فى شبين الكوم وحدها، نجحا فى تحقيق أغراضهما، مع الدعوة لتدعيم جميع الاعتصامات والفعاليات التى نظمتها القوى الثورية فى جميع المراكز.