النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:08 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

بلومبرج: مخاوف غربية بشأن الرد الروسي حال انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”

سلطت وكالة "بلومبرج"، الضوء على تحول فنلندا والسويد من سياسة الحياد، إلى محاولة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إثر الصراع الروسي الأوكراني، حيث سلم سفراء البلدين طلبات الانضمام إلى "الناتو" في مقر الحلف في "بروكسل"، في 18 مايو الجاري، أي بعد 84 يومًا فقط من بدء الصراع.

وعلى الأرجح ستتم الموافقة على طلبات الانضمام، وسيزداد حلف "الناتو" قريبًا إلى 32 دولة عضو، ولكن يجب أن ينظر الحلف في التكاليف المحتملة لإدخال دولتين أخريين في منظمة الدفاع الجماعي.

وبالرغم من وجود فوائد لانضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي، من خلال إظهار التضامن الأوروبي ضد التدخل الروسي في أوكرانيا، فإن قادة الحلف عليهم التفكير في مخاطر رد الفعل الروسي.

جدير بالذكر أن "موسكو" قد بدأت ثلاث حروب، بسبب المحاولات التوسعية لحلف شمال الأطلسي، حيث دخلت قواتها جورجيا في عام 2008، وشبه جزيرة القرم في عام 2014، فضلًا عن الصراع الدائر في أوكرانيا منذ فبراير الماضي.

وأشار التقرير إلى القدرة الدفاعية العالية التى تمتلكها الدولتان، وخاصة فنلندا، التي حافظت على التجنيد الإجباري في فترة ما بعد الحرب الباردة، ولديها مجموعة واسعة نسبيًّا من الكفاءات العسكرية، بما في ذلك أكبر قوة مدفعية في القارة، مضيفًا أن البلدين يمكنهما المساهمة في القدرات التكنولوجية لحلف "الناتو"، من خلال شركات وطنية رائدة مثل "Ericsson AB" و"Nokia Oyj".

وفي هذا الصدد، تعهدت الدولتان بزيادة إنفاقهما العسكري وقدرتهما على تعزيز دفاعات أوروبا الأوسع نطاقًا، في الوقت الذي لم تقترب أي دولة عضو من تحقيق هدف "الناتو" المتمثل في إنفاق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، حيث اعتمدت العديد من الدول الأوروبية على القوة العسكرية الأمريكية - ومظلتها النووية – لسنوات.

وأوضح التقرير ، أن الاعتراف بالسويد، سيمنح قوات "الناتو" الفرصة في التحكم بشكل أفضل في بحر البلطيق، فضلًا عن استخدام جزيرة "جوتلاند"، كنقطة انطلاق لأي صراع مستقبلي، بينما ستمثل الأراضي الفنلندية خطرًا استراتيجيًّا، حيث تشترك في حدود 800 ميل مع روسيا، وهو ما سيعرض الحلف لتهديدات عسكرية محتملة من قبل "موسكو".

وبحسب التقرير، فمعارضة تركيا الشديدة لانضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي، تُعد بمثابة محاولة لانتزاع تنازلات سياسية من التحالف، فضلًا عن كونها تعارض دعم الدولتين للقضايا الكردية.

وأشار التقرير إلى أن فنلندا والسويد لن تكونا في خطر متزايد، إذا لم يُسمح لهما بعضوية "الناتو"، حيث ستحتفظان بوضعهما المحايد، والذي اعتمدتا عليه في تعزيز قدرتهما الدفاعية المحلية.

يُذكر أن المادة 10 من معاهدة شمال الأطلسي تمنح الأعضاء الحاليين الحق في دعوة دول جديدة للانضمام إذا كانوا سيساهمون في أمن منطقة شمال الأطلسي.