ذا ناشيونال إنترست: انضمام فنلندا للناتو ينذر بتداعيات خطيرة على السلم والأمن العالمي
• على الولايات المتحدة الإحجام حاليا عن تقديم أي دعم مباشر لفنلندا والسويد
• على الدول الأوروبية وضع خطط مستقبلية للدفاع عن نفسها في أوقات الأزمات والحروب دون الحاجة إلى تدخل واشنطن
سلَّط تقرير صادر عن مجلة ذا ناشيونال إنترست الضوء على تبعات إعلان كل من فنلندا والسويد تقديم طلبات للانضمام إلى حلف "الناتو"، وأشار في هذا الصدد إلى أن دعم "واشنطن" لانضمام الدولتين إلى الحلف من شأنه تأجيج الصراع الروسي الأوكراني، ومن ثَمَّ يتعين على "واشنطن" في الوقت الحالي الإحجام عن تقديم أي دعم مباشر لهما منعًا لتأجيج الصراع، موضحًا أهمية أن توازن "واشنطن" علاقتها مع الدول الأوروبية من ناحية، ومع روسيا من ناحية أخرى، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية.
وأشار التقرير إلى أنه برغم رغبة الدول الأوروبية في تعزيز دفاعاتها من خلال توسع حلف "الناتو" ليشمل دولًا أخرى، فضلًا عن الدخول في تحالفات جديدة من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة، فإن انضمام فنلندا إلى الحلف من شأنه أن يضع مزيدًا من الضغوط على الدول الأوروبية، لا سيما مع إمكانية أن يؤدي هذا القرار إلى توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
ويوضح التقرير أن فنلندا لا تواجه خطرًا محدقًا في الوقت الحالي من جانب روسيا، لا سيما أن "موسكو" تسعى حاليًّا إلى توحيد جهودها من أجل الاستيلاء على شرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه برغم ما يتمتع به الجيش الفنلندي من قدرات تؤهله لصد أي هجوم محتمل عليه، فإن انضمام فنلندا إلى حلف "الناتو" لن يضيف كثيرًا لقدرات الحلف العسكرية في ضوء صغر حجم الجيش الفنلندي، فضلًا عن عدم جاهزيته للمشاركة في مهام قتالية خارج البلاد.
وأكد التقرير أن قبول انضمام فنلندا والسويد إلى حلف "الناتو" يظل رهنًا بموافقة دول الحلف الثلاثين بالإجماع على هذ الطلب، مشددًا على أهمية أن تقوم هذه الدول باستفتاء في الداخل من أجل استطلاع رأي مواطنيها، فيما يخص موافقتهم على هذا الطلب من عدمه؛ حيث إن شعوب دول الحلف من حقها اختيار من سيدافع عنها في حالة الحرب، ومن سيعمل من أجل مصالحها في حالة السلم.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف "الناتو" من شأنه أن يشجع تركيا على مساومة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب؛ حيث ستسعى "أنقرة" إلى عرقلة انضمام البلدين إلى الحلف من أجل الضغط على "واشنطن" لوقف تقديم الدعم إلى "حزب العمال الكردستاني"، وهو ما من شأنه أن يضعف من نفوذ "واشنطن" في المنطقة.
وفي سياق متصل، نوه التقرير بضرورة اضطلاع الدول الأوروبية بالدفاع عن نفسها دون مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدعم والمساعدة، لا سيما وأن الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا لا يُهدد أمن وسلامة "واشنطن" بشكلٍ مباشر، مؤكدًا أن انضمام فنلندا إلى حلف "الناتو" ينذر بتداعيات خطيرة على الأمن والسلم العالمي.
ختامًا، أفاد التقرير بأنه يجب على الدول الأوروبية أن تضع خططًا مستقبلية بشأن كيفية الدفاع عن نفسها في أوقات الأزمات والحروب، دون الحاجة لتدخل "واشنطن" للمساعدة.