وول ستريت جورنال: «فيتنام» الرابح الأكبر من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
• رفعت الإدارة الأمريكية متوسط الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية من 3.1٪ إلى 21٪، وردَّت بكين بالمثل
• تضاعف الاستثمار الصيني في فيتنام منذ 2017 إلى 1.9 مليار دولار في 2020
• الحرب الاقتصادية الأمريكية- الصينية أدت إلى تراجُع النشاط الاقتصادي الصيني، وتدني دخل المواطن بنسبة 2.5٪ في المناطق الخاضعة للرسوم الجمركية، مقارنة بالمناطق غير المتضررة
نشرت صحيفة "وول ستريت حورنال" تقريراً ألقى الضوء على أنّ فيتنام تُعد المستفيد الرئيس من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأشار إلى زيادة صادرات فيتنام إلى الولايات المتحدة بمقدار 50 مليار دولار، في الوقت الذي تراجعت فيه صادرات الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2021؛ بسبب التعريفات الجمركية التي رفعت من تكلفة الواردات على "بكين".
وكشف التقرير عن أنّ فيتنام نجحت في جذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز بنيتها التحتية، وأكد أنّها أصبحت مركزًا لتصنيع الإلكترونيات، بالتزامن مع استثمارات من شركات عملاقة، مثل: شركة "إنتل"، و"سامسونج"، بالإضافة إلى تزايد شحنات المنسوجات والملابس.
يُذكر أنّ عائدات التصدير الإضافية ساعدت فيتنام على بناء المواني والطرق، وجذب الصناعات ذات الأجور العليا للموظفين، مثل الإلكترونيات. فوفقًا لشركة "Moody’s Analytics"، وهي شركة لأبحاث السوق، فإنّ 46٪ من صادرات فيتنام إلى الولايات المتحدة تتمثل في أجهزة كهربائية، ويشير التقرير إلى أن تلك العائدات ارتفعت بنحو ثلاثة أضعاف النسبة التي كانت عليها قبل الحرب الأمريكية-الصينية.
ورغم الموقف الإيجابي للعلاقات التجارية بين الولايات وفيتنام، فإنّ عجز الميزان التجاري بينهما تضاعف بنحو ثلاث مرات خلال فترة الحرب الاقتصادية الأمريكية- الصينية، ليصل إلى 90 مليار دولار، ويشبه ذلك الموقف عجز الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ولكن الدوافع السياسية للحرب بينهما جعلت السياسيين الأمريكيين يتراجعون عن تحقيقات كانت قد بدأت خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، ومن الجدير بالذكر أن تلك الخطوة كان سيترتب عليها فرض عقوبات ورسوم على المنتجات الفيتنامية المُوجهة إلى الولايات المتحدة، ولكن الإدارة الأمريكية للرئيس "بايدن" قررت التراجع عن هذه الخطوة مقابل ضمان دعم فيتنام للولايات المتحدة في الحرب التجارية ضد الصين.
وعلى الجانب الآخر، تضاعف الاستثمار الصيني في فيتنام منذ 2017 إلى 1.9 مليار دولار في 2020. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "لوكسشير" الصينية التي تورد أجزاء إلكترونية لشركة "آبل" وغيرها من الشركات الأمريكية، في 2019، أنّها ستبني أربعة مصانع في فيتنام، هذا إلى جانب استثمارات تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار حتى الآن، كما تخطط لتحويل ثلث إنتاجها إلى فيتنام.
وذكر التقرير أنّه بين عامي 2018 و2020، خاضت الولايات المتحدة والصين أكبر حرب تجارية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث رفعت الإدارة الأمريكية متوسط الرسوم الجمركية على البضائع الصينية من 3.1٪ إلى 21٪، وردت الصين بفرض رسوم مماثلة.
وبحسب التقرير ، فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا باهظة على 75% من صادرات الصين إليها؛ لكي تجبر الصين على تغيير سياستها الاقتصادية، فيما صرحت "شارلين بارشيفسكي" الممثلة التجارية السابقة للرئيس الأمريكي "كلينتون"، أنّ الصين لم تغير نموذجها الاقتصادي، بل ارتفعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة إلى مستويات ما قبل 2018.
وأضاف القادة السياسيون بالصين أنّ الحرب التجارية أضرت بالولايات المتحدة أكثر من الصين، مشيرين إلى معدلات التضخم المتزايدة نتيجة الرسوم الأمريكية على المنتجات الصينية، الأمر الذي يمثل الآن تهديدًا لـ "بايدن" مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المُقبل.
ولفت التقرير الانتباه إلى أنّ "بكين" تعهدت العام الماضي بتخصيص ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة؛ لدعم أكثر من ألف شركة ناشئة صغيرة، في خطوة اتخذتها الصين لتقليل اعتمادها على استيراد التكنولوجيا الأمريكية، كما ألزمت الصين العام الماضي، الكيانات الحكومية بالاعتماد على المنتجات التكنولوجية ذات الصناعة المحلية، مثل المعدات الطبية.
ونوه التقرير إلى انتقال الشركات الأمريكية من الصين، فوفقًا لمسح أجرته شركة "كيرني" للاستشارات الإدارية، أكد نحو 80٪ من المديرين التنفيذيين الذين لديهم شركات تجارية في الصين أنهم نقلوا جزءًا من عملهم إلى الولايات المتحدة أو يخططون لذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.
اتصالًا، يعتمد اقتصاد الصين على التجارة أكثر من الولايات المتحدة، الأمر الذي انعكس بالسلب على الشركات الصينية التي واجهت رسومًا جمركية أمريكية، حيث دفعها ذلك لتصدير كميات أقل إلى الولايات المتحدة وخفض نسبة التوظيف، وإنفاق أقل على البحث والتطوير.
ومن جانبها، قالت "يانج زو" الخبيرة الاقتصادية بجامعة "فودان": إنّ الحرب الاقتصادية الأمريكية- الصينية أدت إلى تراجع النشاط الاقتصادي الصيني، وتدني دخل المواطن الصيني بنسبة 2.5٪ في المناطق الخاضعة للرسوم الجمركية، مقارنة بالمناطق غير المتضررة.