محمد بن زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة
انتخب المجلس الأعلى للإمارات، بالإجماع، اليوم السبت، الشيخ محمد بن زايد رئيسا للدولة، حيث أجمع أعضاء المجلس الذي يعتبر سلطة عليا مكونة من حكام جميع إمارات الاتحاد، على أن هذا الرجل الذي يجر وراءه سيرة زاخرة بالعطاء والإنجازات ورصيدا وافرا من حب وولاء أبناء شعبه، سيكون أفضل رئيس لخير سلف.
وبحسب المادة 51 من الدستور الإماراتي، فإن المجلس الأعلى للاتحاد ينتخب، من بين أعضائه، رئيسا للاتحاد ونائبا لرئيس الاتحاد، ويمارس نائب رئيس الاتحاد جميع اختصاصات الرئيس عند غيابه لأي سبب من الأسباب.
فيما تحدد المادة 52 مدة ولاية الرئيس ونائبه بخمس سنوات ويجوز إعادة انتخابهما لذات المنصب.
أما المادة 53 فتنص على أنه عند خلو منصب الرئيس أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر.
سند قانوني يرسم خارطة انتقال سلس لرئاسة الدولة، يمضي بالتزامن مع توافق على شخصية تتقاطع عندها مؤهلات القيادة الحكيمة، بما يعزز المسيرة التنموية الناجحة للإمارات وإشعاعها الإقليمي والدولي.
وبتوليه المنصب، يصبح الشيخ محمد بن زايد ثالث رئيس في تاريخ البلاد، ومعه تستمر بصماته البارزة في مسار النهضة والبناء والتنمية، وهو الذي يسجل له التاريخ جهودا بارزة في العديد من المجالات، بمقدمتها تطوير القوات المسلحة الإماراتية التي تدرج في عدد من المناصب بها منذ تخرجه عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وصولا لتعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في يناير 2005.
جهود ومبادرات محلية رافقت مسيرته منذ تعيينه ولياً لعهد أبوظبي في نوفمبر 2004، وساهمت في إحداث نقلة نوعية بالإمارة على جميع المستويات، واختزل الزمن في محطات فارقة حفزت التنمية المحلية بشكل عام وشكلت دفعة للتقدم الوطني.
وحرص محمد بن زايد على أن تعبر ثمار الفاهية أسوار أبوظبي لتعم على مواطني الدولة، في إشعاع لم يكتف بالداخل أيضا وإنما وشحت مبادراته التاريخية ومواقفه الإنسانية جميع أنحاء العالم بثقافة التسامح والسلام ونزع فتيل الأزمات والتخفيف من حدتها، والتصدي للفكر العنيف والمتشدد.
وبتوافق ومحبة، يتسلم الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان رئاسة دولة الإمارات في تداول مرن للمنصب يحترم التسلسل الهرمي للسلطات الاتحادية.
ثلاثية تختزل المسار القانوني الذي يحدده الدستور الإماراتي لانتخاب رئيس جديد عقب وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مخلفا مسيرة من العطاء.