من قتل شيرين أبو عاقلة؟!.. أمريكا تضغط على السلطة الفلسطينية.. والاحتلال يوقف أحد جنوده.. وشهادة مراسلة أوروبية تكشف الحقيقة
كشفت مصادر عبرية، أمس الخميس، أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطات على السلطة الفلسطينية لحثها على التعاون مع إسرائيل في التحقيق باستشهاد مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال في جنين يوم الأربعاء الماضي.
وقال موقع "واينت" العبري ان الجهود لم تفلح بزحزحة السلطة الفلسطينية عن موقفها المتصلب بشأن استبعاد إسرائيل عن التحقيق بمقتل الصحافية.
إجراءات إسرائيلية
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه لا يمكن استبعاد أن تكون الرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة صادرة من الجانب الإسرائيلي، في حين ذكرت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) أن جيش الاحتلال يحقق في اتهام أحد عناصره بقتل شيرين أبو عاقلة.
وأضاف أن الجيش حدد حالة إطلاق نار جرت أمس الأربعاء من قبل الجانب الإسرائيلي، يعتقد أنها تسببت بمقتل أبو عاقلة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن تحديد المسؤول عن مقتل أبو عاقلة، سيكون صعبا دون الحصول على الرصاصة القاتلة، على حد تعبيره.
كما أكد أنه كان لدى الجنود الإسرائيليين مجال رؤية واضح، لكن الرصاصة ربما ارتطمت بأرض أو حائط، ثم أصابت شيرين، وفق قوله.
التحقيق مع عسكري إسرائيلي
من جهتها، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش يحقق في 3 وقائع إطلاق نار من قبل جنوده خلال حادثة قتل أبو عاقلة.
وأضافت الصحيفة الأميركية نقلا عن المسؤول الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يحقق في اتهام أحد عناصره بقتل شيرين أبو عاقلة.
وبدوره، أكد موقع "والا" الإسرائيلي أن جيش الاحتلال لا يستبعد في هذه المرحلة أن تكون قواته استهدفت بالخطأ مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، فأردتها قتيلة.
وفي أحدث الشهادات الميدانية المتعلقة بحادثة اغتيال أبو عاقلة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصورها في جنين أنه لم يشاهد مقاتلين فلسطينيين بالقرب من المكان الذي استشهدت فيه مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وأضافت أن مصورها أكد أن إطلاق الرصاص كان من قبل الجيش الإسرائيلي، وأنه شاهد جثمان الزميلة شيرين التي كانت تضع خوذة، وسترة واقية من الرصاص كتب عليها كلمة "صحافة".
وتضاف شهادة مصور الوكالة الفرنسية إلى شهادات صحفيين ومصورين آخرين، دحضوا الرواية الإسرائيلية التي حاولت في البداية التنصل من مسؤولية قتل أبو عاقلة، وتحميلها لمسلحين فلسطينيين.
فرقة "دوفدوفان" الإسرائيلية
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد كشفت في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء عن تفاصيل تحقيق للجيش الإسرائيلي لا يستبعد مسؤولية عناصر من وحدة المستعربين في جيش الاحتلال (دوفدوفان) عن اغتيال مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن فحصا أوليا للجيش الإسرائيلي أقر بأن عناصر من وحدة "دوفدوفان" في الجيش الإسرائيلي أطلقوا الرصاص في مخيم جنين باتجاه المنطقة الشمالية، حيث كانت شيرين أبو عاقلة والفرق الصحفية.
كما كشف تحقيق للجزيرة عبر تحليل بيانات موقع الاغتيال وجود مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مرمى قوات الاحتلال، وفنّد التحقيق الرواية الإسرائيلية الأولية التي تحدثت عن احتمال استهدافها برصاص فلسطيني.
وأوضح تحديد الموقع الجغرافي للمقطع الذي يظهر إطلاق النار من مقاومين فلسطينيين أنهم كانوا على بُعد مسافة حوالي 260 مترا من مكان شيرين أبو عاقلة، وتفصل المكانين مبان سكنية بارتفاعات متفاوتة، وهو ما يستبعد وجود مرمى واضح لإطلاق النار بين المكانين.
استعداد أمريكي للمساعدة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للمساعدة في التحقيقات الخاصة بمقتل شيرين أبو عاقلة لكن لم يطلب منا ذلك.
في غضون ذلك، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاركة السلطات الإسرائيلية في التحقيق باستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة "لأنها من ارتكبت الجريمة".
وأكد عباس على أنه سيتم تحويل قضية شيرين فورا إلى محكمة الجنايات الدولية. مضيفا: "يجب ألا تمر جريمة قتل شيرين أبو عاقلة من دون عقاب ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية؛ لأنها هي من قتلت شيرين".
وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أن إسرائيل طلبت تحقيق مشترك وتسليمها الرصاصة التي اغتالت الصحفية شيرين أبو عاقلة ورفضنا ذلك.
وتابع خلال تغريدة على تويتر "أكدنا على استكمال تحقيقنا بشكل مستقل وسنطلع عائلتها وأمريكا وقطر وكل الجهات الرسمية والشعبية بنتائج التحقيق بشفافية عالية.. وكل المؤشرات والدلائل والشهود تؤكد اغتيالها من وحدات خاصة إسرائيلية".