لماذا لا يفقد الجسم السعرات الحرارية بعد الجري؟.. دراسة تجيب
يعتبر الإنسان عدّاءً من الدرجة الأولى، فقد بدأ حياته بالجري وراء الفريسة، والهروب جريًا من الأخطار، فنحن البشر بصفتنا عدّائين بالفطرة، لدينا القدرة على تحمل الجري لفترات طويلة، ونحن من أسسنا لشعار "البطيء والثابت يفوز بالسباق".
وألقت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي بجامعة ستانفورد، تم نشرها في مجلة الأحياء حاليًا، الضوء على العلاقة بين الجري والحفاظ على السعرات الحرارية الموجودة بالجسم، حيث استطاع فريق البحث تجميع بيانات من مئات العدائين، الذين ارتدوا جهاز تتبع اللياقة البدنية.
ويأتي ذلك لمعرفة تأثير جريهم على مقدار الطاقة التي حصلوا عليها، ومقدار حرق السرعات الحرارية.
ووجدت الدراسة أنه بغض النظر عمّا إذا كان الشخص يجري لمدة 10 دقائق، أو يجري لمدة ساعة، فإن الجسم يقوم بالعمل على توفير الطاقة لكي يستطيع العدّاء أن يجري لأطول وقت ممكن، وبالتالي حرق سرعات حرارية أقل خلال الجري.
كما أوضحت الدراسة أنه وبالرغم من أن الشخص يجري لحرق السرعات الحرارية، إلا أن جسده يتحرك بسرعة أقل، فلا يحرق المزيد من السرعات الحرارية، كما يظن العدّاء أنه سيفعل.
وقال الباحث سكوت ديلب: "عندما تخرج من منزلك لممارسة رياضة الجري، عليك أن تعلم أنه بغض النظر عن المسافة التي ستقطعها، فإن جسمك سيحاول أن يحافظ على أكبر قدر ممكن من طاقتك، وكأنه على سبيل المثال يحافظ على وقود السيارة، فيجعلها تسير لمسافات طويلة دون حرق المزيد من الوقود، ولذلك يحتفظ الجسم بالسرعات الحرارية".
فيما أشارت الدراسة إلى أن الجري مازال مفيدا على الرغم من أنه قد لا ينقص الوزن، لأنه يساعد على الإبداع، ويحسن من الحالة المزاجية، كما أنه يساهم في علاج الاكتئاب، فإذا كنت ترغب في تحقيق هذه الفوائد، فالجري لمدة محددة دوريا سيكون مفيدا بالنسبة لك.
أما من يريد إنقاص وزنه عن طريق الجري، أو من يريد أن يصبح عداءً محترفا، فنصحته الدراسة بأن يخرج من منطقة الطيار الآلي، أو أن يضع جسده تحت ضغط وتحد جديد، حتى يعلم الجسم أنه ليس عليه الحفاظ على الطاقة، ويقوم بحرق المزيد من السعرات الحرارية.