النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 10:45 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

اكتشافات أثرية جديدة في سلطنة عُمان تعود لفترة ”أم النار”

أسفرت التنقيبات الأثرية التي قام بها الفريق المشترك من وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان وباحثين آثاريين من جامعة بنسلفانيا ومن جامعة نيويورك في أبوظبي، عن اكتشافات أثرية في موقع بات الأثري بمحافظة الظاهرة بسلطنة عُمان.
تمثلت هذه المكتشفات في منازل على طول منحدر يطل على وادٍ، والموقع الأثري الآخر يقع جنوب شرق موقع بات حول منطقة تتجمّع بها مياه الأمطار منذُ القدم، وتبدو هذه المنازل متشابهة للوهلة الأولى، لكنها في الواقع مختلفة تمامًا؛ لكونها تقع في مناطق بيئية مختلفة جذريًا، كما عُثِر على مواقد وأفران وبذور قديمة محترقة داخل المستوطنات التي تم التنقيب فيها.
ويرى الباحثون أنّ هذه المكتشفات تحتوي على بيانات ثمينة يمكنها أن تساعد في فهم كيف كان يعيش سكان فترة أم النار، وكيف تمكنوا من الازدهار في موقع بات لما يقرب من 1000 عام، وركّزت أعمال المسوحات والتنقيبات هذا العام على العصر البرونزي المبكر / فترة أم النار، وقام أعضاء الفريق بتنقيبات أثرية لمستوطنات يعود تاريخها إلى 2500-2000 قبل الميلاد في موقعين مختلفين.
يُذكر أنّ موقع بات والخطم والعين الأثري يقع في محافظة الظاهرة بولاية عبري بسلطنة عُمان يمثّل نموذجًا بارزًا لمستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد؛ لكونه يضم أكبر تجمع للأبراج والمقابر الأثرية المميّزة لهذه الحقبة، ولأهميتها الاستثنائية تم إدراجها على قائمة التراث العالمي عام 1988م.
ويعدّ موقع بات أكبر المواقع الثلاثة من حيث تجمع المقابر والأبراج التي يمثّل تاريخها الزمني ما بين نهاية الألفية الرابعة ونهاية الألفية الأولى قبل الميلاد، كما أنّه يحتوي على مستوطنة وأبراج دائرية ضخمة، ويعود تاريخ التعرُّف على هذا الموقع إلى عام 1964م من قِبل ضابط بريطاني.
كانت أولى المسوحات الأثرية بموقع بات والخطم والعين عن طريق البعثة الدنماركية بقيادة الدكتورة كارين فريفلت في عام 1972م، تعاقبها قدوم عدد من البعثات والفرق الأثرية من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا، وتم من خلالها وبالتعاون مع وزارة التراث والسياحة تنفيذ عدد من أعمال المسح والتنقيب الأثري ووضع الخرائط وتحديد الإحداثيات لتسهيل عمل الدارسين والباحثين في مجال علم الآثار وتسهيل أعمال التنظيم والتطوير في الموقع، كما تم مسح الموقع هندسيًا وطوبوغرافيًا بواسطة التصوير الجوي بالتعاون مع جامعات أجنبية، وتم توظيف البيانات لإنتاج خرائط ذات وضوح ورسم مساحي كبير.