بان كي مون: لا يوجد مايمنع من استجواب الضباط الاسرائيليين من قبل لجنة التحقق

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيجتمع غداً الثلاثاء مع أعضاء لجنة التحقيق الأممية في الهجوم العسكري الاسرائيلي علي قوافل أسطول الحرية التي كانت متوجهة الي قطاع غزة في أواخر مايو الماضي.واكد بان كي مون للمرة الأولي عدم صحة التقارير الاسرائيلية التي زعمت وجود اتفاق مسبق أو تفاهم يمنع علي أعضاء لجنة التحقيق الأممية استجواب ضباط اسرائيليين أو عسكريين لهم علاقة بالهجوم علي أطول الحرية والذي اسفر عن مصرع 9 من نشطاء السلام الأتراك.واضاف الأمين العام في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الأمم الأمم المتحدة في نيويورك أنه يحدوه الأمل في أن يقوم أعضاء اللجنة بمسئولياتهم وتنفيذ التفويض الممنوح لهم طبيقا للبيان الرئياسي الصادر عن مجلس الأمن.وقالإن اعضاء اللجنة سيباشرون أعمالهم اعتبارا من الغد،وانا علي يقين من أن نتائج عملهم سيسهم في دعم الاستقرار بالمنطقة.ونوه بان كي مون الي أن المهمة الرئيسية لأعضاء لجنة التحقيق هي استعراض نتائج التحقيقين الوطنيين اللذين أجراتهما السلطات المعنية في كل من اسرائيل وتركيا،اضافة الي بحث الظروف والملابسات المتعلقة بالحادث وبحث الوسائل التي تضمن عدم تكرارها في المستقبل.وكشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النقاب اليوم عن تشكيله لجنة الاستدامة الدولية المعنية بتعزيز القدرة على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، ومواجهة التحديات المتشابكة التي يفرضها الفقر والجوع، والمياه وأمن الطاقة، ومواجهة قضية تغير المناخ وضمان التنمية الاقتصادية.وقال بان إن الوقت ضيق ولم يعد هناك مجال للتفكير قصير النظر. وأضاف أن اللجنة سيتولي رئاستها رئيس فنلندا تارجا هالونين ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ، وتضم 21 عضوا ممثلين من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في البلدان الغنية والفقيرة.وتابع باختصار ، نحن في حاجة الى خطة جديدة للحياة بشكل أفضل من ذلك ، ومستقبل مزدهر ومستدام للجميع.وقال الأمين العام انه يتوقع ان يتوصل الفريق الجديد إلى حلول عملية لمعالجة الترتيبات المؤسسية والمالية اللازمة لوضع الخطة الجديدة موضع التنفيذ.ومن المتوقع أن تقدم اللجنة الجديدة تقريرها النهائي بحلول نهاية العام المقبل، قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في عام 2012، فضلا عن المؤتمرات السنوية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.ويضم الفريق جرو هارلم برونتلاند وهان سيونج سو ويوكيو هاتوياما ولويزا ديوجو ودياس وكيفين رود، رؤساء الوزراء السابقين من النرويج ، وجمهورية كوريا ، واليابان ، وموزمبيق ، واستراليا ، على التوالي ، فضلا عن رئيس وزراء بربادوس دافيد تومسون ووزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان وميشلين كالمي وزيرة خارجية سويسرا.وردا على سؤال بشأن انتظار أعضاء لجنة التحقيق الأممية في حادث اسطول الحرية تلقي التقريرين المحليين من قبل اسرائيل وتركيا،قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن أعضاء لجنة التحقيق الأممية سيشرعون في تحقيقهم دون الحاجة لانتظار لتقريرين الاسرائيلي والتركي.وأضاف : لا توجد علاقة بين عملهم وعمل لجنتي التحقيق في البلدين، فكل تحقيق منفصل عن الآخر.وتعهد بان كي مون بتقديم تقرير الى مجلس الأمن حول النتائج التي توصل اليها فريق التحقيق الأممي.وردا علي سؤال بشأن ملف ايران النووي المثير للجدل، طالب مجددا طهران بضرورة الامتثال الكامل لقرارت مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. مؤكدا أن حل الخلاف النووي بين ايران والمجتمع الدولي لابد أن يتم من خلال الحوار.وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته إزاء مقتل عشرة من العاملين في مجال الإغاثة الطبية شرقي أفغانستان. وقال إن القانون الدولي يضمن حماية العاملين في الإغاثة الطبية الدولية الذين يجاهدون لانقاذ حياة البشر.وقتل الأشخاص العشرة، في الخامس من أغسطس الجاري. وهم يعملون ضمن بعثة المساعدة الدولية وهي منظمة عاملة في المنطقة منذ سنوات وتقدم الخدمات الطبية إلى القرى النائية في أنحاء أفغانستان.وقال بان كي مونإن الأمم المتحدة تدين هذه الجرائم والإعدامات الخطيرة، خاصة أن هؤلاء ذهبوا إلى أفغانستان لمساعدة المحتاجين والضعفاء.وأكد أهمية حماية العاملين في المجال الطبي لكي يؤدوا عملهم دون خوف والوصول إلى المحتاجين.وقال إن على كل المنخرطين في هذه الأعمال وغيرها من الحوادث التي تستهدف العاملين في المجال الطبي أن يحترموا قيمة الحياة الإنسانية، وقدم تعازيه لعائلات الضحايا وأصدقائهم وزملائهم.ونفى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا أن يكون قد عقد أي اتفاقات سرية مع اسرائيل تتضمن عدم استجواب مسئولين عسكريين اسرائيليين للحصول على موافقتها على تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في حادث الاعتداء على سفن قافلة الحرية التركية التي كانت تهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.وقال بان من المهم التفكير في المستقبل لضمان عدم تكرار هذه الحوادث المأساوية.وتتشكل اللجنة التي قاومت إسرائيل إنشاءها لأسابيع برئاسة رئيس وزراء نيوزلندا السابق جيفري بالمر، ورئيس كولمبيا السابق الفارو اوريبي نائبا للرئيس، وممثلين لكل من تركيا واسرائيل.وكانت المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة سوزان رايس أثارت جدلا حين قالت إن اللجنة ستبحث فقط في كيفية منع حوادث مماثلة في المستقبل واعتبارها وسيلة لتحسين العلاقات التركية الإسرائيلية، وهو ما أغضب أنقرة .وبشأن قدرة اللجنة على استجواب الجنود الاسرائيليين، قال بان كي مون، إن العمل الرئيسي للجنة سيكون الدراسة والتحقق من التحقيقات المحلية والتنسيق مع السلطات المحلية، وأي احتياجات أخرى قد تنشأ بعد ذلك، يجب عليهم مناقشتها بين أعضاء اللجنة وعبر التنسيق اللصيق مع السلطات المحلية. هم يجب عليهم أن يقرروا خطواتهم المستقبلية.وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أصرت على ألا يتم السماح للجنة التحقيق المحلية والتي مثل أمامها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين بالتحقيق مع الجنود والقادة الاسرائيليين الذين شاركوا في الهجوم، وان تقتصر صلاحياتها على البحث في شرعية الحصار المفروض على غزة وظروف الهجوم على السفن وكذلك طبيعة المنظمة التركية التي نظمت رحلة الاسطول في اطار المزاعم الاسرائيلية بأن لها ارتباطات بتنظيم حماس.كما رفض بان كي مون الانتقادات التي وجهتها صحف أمريكية لاتينية لاختيار رئيس كولمبيا السابق لعضوية اللجنة مع الوضع في الاعتبار الشكوك التي حامت حول علاقته مع عصابات تجارة المخدرات في بلاده، وكذلك اقترابه اللصيق من المواقف الأمريكية المؤيدة لاسرائيل.وقال بان كي مون انه يعرف اوريبي منذ فترة طويلة ولديه ثقة كاملة في قدرته على المشاركة في التحقيق والمساهمة في عمل اللجنة.من ناحية أخرى، رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعليق على التسريبات الخاصة بقرب اصدار المحكمة الخاصة بلبنان قرار الاتهام والذي قد يشمل مسئولين في حزب الله.. وقال إن كافة الأمور المتعلقة بالمحكمة لا تخضع لسلطاته، بل لسلطة المدعي العام دانييل بيلمار.وردا على سؤال عما اذا كانت التسريبات المتواصلة بشأن عمل المحكمة وقرار الاتهام المتوقع يقلل من مصداقية المحكمة، قال بان كي مون محكمة اغتيال الحريري أمر يضطلع به المدعي العام للمحكمة، ولذلك لا يجب أن أدلي بأي تعليق. وأنا شخصيا لست على دراية بكيفية التقدم في التحقيق، لان هذا أمر لا يقع في نطاق صلاحياتي أو سلطاتي.كما أكد الأمين العام استعداد الأمم المتحدة لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن حول الاشتباك الأخير بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي وذلك بعد انتهاء قوة اليونيفيل من تحقيقها.وكانت اسرائيل قد وزعت خطابا على أعضاء مجلس الأمن يطالب بعقد اجتماع مغلق لمناقشة الاشتباك وذلك بعد أن ساندت الأمم المتحدة وقوة اليونيفيل موقفها القائم على أن الاشجار التي ازالتها اسرائيل كانت في اراضي تحت سيطرتها جنوب الخط الأزرق.وقال بان كي مون الذي عاد للتو من زيارة لليابان حيث كان أول أمين عام للأمم المتحدة يحضر الذكرى السنوية للقصف النووي الذي قامت به أمريكا على هيروشيما ونجازاكي، إن قوة اليونيفيل تلعب دورا مهما ساهم في تقليل التوتر واستعادة الهدوء في جنوب لبنان.وأضاف أنه فور أن تنهي اليونيفيل تحقيقها في الظروف التي ادت لتبادل النيران بين القوات المسلحة اللبنانية وجيش الدفاع الاسرائيلي، فإننا سنقدم تقريرا لمجلس الأمن.وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة هذا الأسبوع بناء على الطلب الاسرائيلي حيث قال متحدث باسم الأمين العام أن تقرير اليونيفيل النهائي على وشك الانتهاء وقرر الحقيقة الأهم وهي أن الاشجار كانت في الجانب الإسرائيلي.