بعد عاصفة آنا.. لماذا تضرب العواصف والأعاصير السواحل الإفريقية؟
على مدار نحو أسبوع، تعاني منطقة جنوب وشرق إفريقيا من آثار عاصفة استوائية شديدة، أُطلق عليها "آنا"، ويواصل عدد ضحاياها في الارتفاع؛ لتصل حصيلة القتلى إلى نحو 86 شخصا، بحسب "سكاي نيوز".
وكانت المحطة الأولى من مدغشقر في 22 يناير، وصاحبها أمطارا غزيرة على مدى أيام، لتعلن البلاد حالة الطوارئ، مساء الخميس الماضي، مسجلة زيادة في عدد القتلى 48، بسبب انهيارات أرضية أو تهدم مبان أو الانجراف مع المياه.
وبعد يومين وصلت إلى موزمبيق في 24 يناير، وأسفرت عن مقتل 18 شخصا، لتتحرك بعدها صوب مالاوي؛ حيث تسببت في انقطاعات واسعة للكهرباء، وارتفعت حصيلة القتلى هناك إلى 20، الخميس الماضي، وذلك وفقا لـ"رويترز".
ويعد هذا السيناريو متكررا في القارة السمراء، التي تعرضت لأكثر من 30 عاصفة إعصارية بتوثيق بدأ من عام 1872، وكان أبرزها عام 2019، الذي تعرضت فيه موزمبيق لعاصفتين خلال شهر واحد عام 2019، كان الإعصار الأول في مارس بالقرب من منطقة بيرا، الذي قتل 1000 شخص، ومع بداية أبريل، تلاه "كينيث" أقوى إعصار استوائي على الإطلاق من حيث السرعة، لكنه كان أخف في الضحايا البشرية التي وصلت أعدادها إلى نحو 45 قتيلا، وذلك بحسب المجلة الإفريقية للعلوم والتكنولوجيا.
وما سبق نخلص منه بأن السواحل الإفريقية من المناطق المكررة في تلك العواصف الكارثية، وتُثار الأسئلة حول هل لذلك سبب علمي؟ وأُجيب على هذا السؤال عبر تقرير نشره موقع قناة "إن بي سي" الأمريكية.
ذكر التقرير أنه باستخدام بعض المرئيات التي تصور ما يحدث عندما تتحرك العواصف قبالة إفريقيا وفوق المحيط، نجد أن السبب الأهم الذي يرجع للأثر الكبير لتلك العواصف، هو تضاريسها، إذ أن جزء كبير من القارة عبارة عن صحراء ضخمة.
وتابع التقرير أن تلك المساحات الشاسعة من الصحراء، وخاصة في جنوب القارة، تعد من المناطق غزيرة المطر الاستوائي، التي يصاحبها عواصف رعدية، ما يكون في النهاية ظاهرة تسمى بـ"المجموعات الاستوائية".
وأوضح التقرير أن من أسباب الأعاصير الإفريقية "دوران الغلاف الجوي" فوق هذا الجزء الجنوبي من القارة السمراء، مع طبييعة الرياح التي تهب من جهة الشرق إلى الغرب، والذي يكون من نتيجته توجيه العواصف غربًا نحو المحيط الأطلسي (أقصى سواحل أطراف إفريقيا)، ومع بداية حركة العاصفة من صحراء اليابسة، تصطدم بمياه المحيط، وهذا الانقلاب يتبعه إطلاق الطاقة في شكل حرارة كامنة عندما يرتفع الهواء الدافئ ويبرد ويتكاثف، هذا يمكن أن يسمح للعواصف الرعدية أن تكبر وتصل إلى حد الأعاصير المدمرة.