سفير روسيا: 12 ألف طالب مصري يتلقون تعليمهم في روسيا حاليا.. و110 منح دراسية مجانية
أكد السفير جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا بالقاهرة، أن العلاقات الروسية – المصرية متميزة في كافة المجالات.
وقال السفير – بمناسبة احتفال روسيا بيوم الطالب الشهر الحالي – إن تطبيق التبادل الطلابي بين مصر وروسيا انطلق منذ ستينيات القرن الماضي وشهد تطورًا هائلًا خلال السنوات العشر الأخيرة. واليوم تحتل مصر مكانًا ثابتًا في قائمة الدول العشر الأوائل من حيث عدد الطلاب الذين يقع اختيارهم على روسيا للحصول على المؤهل الجامعي، سواء كان المؤهل الأول أو الثاني.
ووفقًا لبيانات وزارة التعليم الروسية عن عام 2021 فإن هناك أكثر من 12,400 طالب مصري يتلقون تعليمهم في روسيا في الوقت الحالي. وبالنظر إلى الحجم المتزايد في طلبات الحصول على تأشيرات الدراسة التي تتلقاها القنصليات الروسية بمصر فإن هناك مؤشرات بأن اهتمام المصريين بالدراسة في روسيا سيستمر بالنمو في المستقبل.
أضاف السفير جيورجي بوريسينكو أنه الطلاب يمكنهم الالتحاق بالجامعات والمعاهد الروسية إما بنظام الدراسة مدفوعة الأجر، وإما بالحصول على إحدى المنح الدراسية الحكومية المقدمة سنويًا، حيث خصصت الحكومة الروسية لمصر 110 منح دراسية مجانية للعام الدراسي 2022 – 2023، وقد يرتفع هذا الرقم ليتناسب مع حجم الإقبال على الدراسة في روسيا لدى الطلاب المصريين.
قال إن الإحصائيات تؤكد إن الشباب المصري يبدون اهتمامهم بروسيا - كالمعتاد - من أجل دراسة التخصصات الطبية (وفي مقدمتها الطب البشري وطب الأسنان)، وهندسة البترول والغاز الطبيعي، وهندسة البرمجيات، والاقتصاد. كما أن هناك العديد من الطلاب المصريين الذين يدرسون في تخصصات البناء والتشييد، والإلكترونيات، وعلوم الحاسب، وتكنولوجيا الروبوتات.
لافت للنظر أن أعدادًا كبيرة من المتقدمين من مصر يفضلون الدراسة باللغة الروسية. وفي السنوات الأخيرة أصبحت الفيزياء النووية واحدة من التخصصات الأكثر إقبالًا لدى الطلاب المصريين؛ حيث إن مصر وروسيا تتعاونان معًا في مجال الطاقة النووية. خاصة و أن هيئة "روساتوم" الحكومية الروسية تقوم في الوقت الحالي ببناء أول محطة للطاقة النووية بمصر بمنطقة "الضبعة" على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والمتخصصون الذين سوف يعملون بهذه المحطة في المستقبل يتلقون تعليمهم في روسيا، حيث تتوفر التخصصات والبرامج التعليمية ذات الصلة في الجامعة الوطنية للبحوث النووية، وجامعة تُومْسِك للبوليتيكنيك، وجامعة الأُورال الفيدرالية، وجامعة سان بطرسبورج المتعددة التقنيات "بوليتيكنيك"، وغيرها من الجامعات الروسية الأخرى.
وكشف السفير الروسي النقاب عن عملية إرساء أسس للتبادل الطلابي في المجال النووي قائلا في يناير الحالي تم البدء في إرسال طلاب الجامعات الهندسية والتقنية في روسيا لإجراء التدريب العملي بموقع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية. فقد شارك المتدربون الأوائل - وعددهم ستة - لمدة شهر كامل في التحضير لبدء بناء المحطة، حيث يشرفون على الأعمال الإنشائية، وإعداد الوثائق الخاصة بالمستودعات، وإعداد الأرشيف.
هناك بعض الجامعات الروسية التي تقوم بتأهيل متخصصين في مجال الطاقة النووية بالتعاون مع الجامعات المصرية. فعلى سبيل المثال تمنح جامعة تُومْسِك المتعددة التقنيات "بوليتيكنيك" شهادة جامعية مزدوجة من خلال الدراسة ببرنامج "محطات الطاقة النووية: التصميم والتشغيل والأعمال الهندسية" بالشراكة مع الجامعة المصرية الروسية، حيث يدرس الطلاب المصريون الأعوام الثلاثة الأولى بمصر ثم يأتون إلى روسيا لثَقْل معارفهم من خلال التدريب العملي في مفاعل الأبحاث النووية، وهو بمثابة مركز علمي تعليمي بمدينة تُومْسِك الروسية، ويحصل الخريجون على شهادة من كلا الجامعتين: جامعة تُومْسِك المتعددة التقنيات "بوليتيكنيك" والجامعة المصرية الروسية.
أوضح السفير جيورجي بوريسينكو إن خريطة انتشار الطلاب المصريين في أرجاء روسيا - على اتساع مساحتها - هو أمر مثير للدهشة. فبالإضافة إلى وجودهم في المدن الكبيرة بمنطقة وسط روسيا يمكننا أيضًا أن نري بعضهم في أقصى الشمال الروسي. ففي عام 2020 التحق 10 طلاب مصريين بجامعة "سورجوت" الحكومية لدراسة التخصصات الطبية. وقد قال هؤلاء الطلاب إن الأمر استلزم بعض الوقت لكي يعتادوا على أجواء البرد القارس في إقليم "خانطي مانسيسك"، حيث من المعتاد هناك أن تكون درجات الحرارة في الشتاء 20 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أن استقبال زملائهم الروس لهم بالحفاوة والترحاب ودفء المشاعر.