النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 01:26 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الأزمات الدولية: «حماس» بحالة تحول إثر الانتفاضات العربية

حركة حماس
حركة حماس
رأت منظمة الأزمات الدولية أن حركة حماس الفلسطينية تمر حاليًا بمرحلة من التحول وعدم وضوح البوصلة، إلا أنه في كل الأحوال يبدو أنها لن تتنازل عن مواقفها الأساسية بشأن شروط الرباعية.وقالت المنظمة: بالعمل والتنسيق مع مصر وآخرين، على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشروع في تحقيق تغيرات لا تقتصر على التصريحات العلنية، وذات قيمة عملية ولا تشكل عبئًا مرهقًا لحماس.وأضافت: يمكن لهذه التغيرات أن تشمل الدخول في اتفاق وقف إطلاق نار أكثر رسمية مع إسرائيل في غزة؛ وبذل الجهود للمساعدة في تحقيق الاستقرار في سيناء، وهو ما تبينت أهميته الحاسمة من خلال الهجوم الذي شُن في 5 أغسطس 2012 على الجنود المصريين؛ والتأكيد، كجزء من اتفاق الوحدة الوطنية، على تفويض الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتفاق الوضع النهائي مع إسرائيل؛ والتعهد باحترام نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي سيطرح على الفلسطينيين حول مثل ذلك الاتفاق.وتابعت المنظمة في تقرير حمل عنوان ضوء في نهاية النفق.. حماس والانتفاضات العربية: بالمقابل، يمكن لحماس أن تستفيد من ضمانات إسرائيلية مقابلة حول وقف إطلاق النار في غزة؛ وتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع؛ والحصول على تأكيدات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما سينخرطان مع حكومة وحدة وطنية تنفذ هذه الالتزامات.وأوضحت أن حماس لم تواجه في تاريخها تحدياتٍ وفرصًا كتلك التي ظهرت مع الانتفاضات العربية، وقالت: حماس تخلت عن مقرها في دمشق، على حساب علاقاتها مع أكبر الدول الداعمة لها، إيران، في حين حسَّنت علاقاتها مع حلفاء للولايات المتحدة مثل مصر، وقطر، وتركيا، وعندما طُلب منها أن تحدد الجانب الذي تقف معه في صراعٍ إقليميٍ متصاعد، فإنها لم تختر أي جانب.وجاء في التقرير: التوترات الداخلية في الحركة وصلت إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، وتركَّزت على كيفية الاستجابة للتغيرات الإقليمية على المدى القصير، وقادة الحركة في الضفة الغربية وفي المنفى ينزعون إلى الاعتقاد أنه مع استلام الإخوان المسلمين السلطة في مصر بشكل خاص وتصالح الغرب مع الإسلاميين بشكل عام، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوات أكثر جرأةً نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية، بشكل يُيسر اندماج حماس إقليميًّا ودوليًّا، على العكس من ذلك فإن قيادة غزة تنظر بقلق إلى أية خطوات استراتيجية وسط ما يزال مستقبلاً إقليميًّا غير واضح.وأضاف: ما كان يمكن للانتفاضات العربية أن تُحدث انقلابًا أكثر شدة في حظوظ حماس، ففي السنوات الراكدة التي سبقت هذه الانتفاضات، كانت حماس في مأزق؛ فقد كانت معزولة دبلوماسيًّا؛ ومحصورة اقتصاديًّا بين مصر وإسرائيل؛ ومقموعة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية وقوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ وبالكاد قادرة على إدارة وقف غير مستقر لإطلاق النار مع عدو أكثر قوة بكثير؛ وغير قادرة على تلبية المطالب الشعبية بتحقيق المصالحة مع فتح؛ وفي وضعٍ لا تحسد عليه في غزة، حيث رأى بعض مؤيديها أنها لطخت نفسها بالتناقضات الكامنة في كونها حركةً إسلامية مقيدة بضرورات الإدارة العلمانية وحركة مقاومة تعارض بشدة الهجمات التي تنطلق من غزة ضد إسرائيل.