إيناس عبد الدايم فى مؤتمر وزراء الثقافة العرب: سنراجع خطة الثقافة العربية
شاركت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، مع نورة بنت محمد الكعبى، وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية والدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فى المؤتمر الصحفى الذى انعقد فى جناح دولة الإمارات فى اكسبو 2020 دبى والخاص بإعلان جدول أعمال الدورة الـ 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربى.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، ورئيسة الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربي، إن المؤتمر يهدف إلى مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وهو الأمر الذى لا تفرضه فقط أهمية البحث عن سبل جديدة لتعزيز التواصل والتعاون الثقافى المشترك بين الدول العربية والحاجة لمراجعة ما تم إنجازه فى الفترة الماضية، بل تحتمه أيضاً الظروف الحالية التى يمر بها العالم فى مواجهة جائحة كورونا التى وضعت كافة الأنشطة الثقافية على المحك، فى مواجهة التباعد الاجتماعى الذى أصبح فرضا حتمياً فى كثير من الأحيان.
وأكدت أهمية العمل الثقافى العربى المشترك، باعتبار الثقافة هى الإطار الأمثل لجمع شمل البلدان العربية، واضافت ان هذه الدورة تأتى لوضع تصورات واقتراحات الدول الأعضاء فى اللجنة الدائمة للثقافة العربية، فى إطار التعاون البناء، لإنجاز مشروع الخطة وتطويرها، وعلى رأسها الأوضاع الثقافية فى الوطن العربي، وسبل تعزيز التعاون الثقافى العربى المشترك، وتقدمت بالشكر إلى دولة الإمارات، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى على استضافة المؤتمر، وإلى نورة بنت محمد الكعبى وزيرة الثقافة والشباب، على التنظيم المتميز لهذه الدورة، وإلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو"، وعلى رأسها الدكتور محمد ولد أعمر، وإلى الوزراء العرب وفريق العمل من خبراء وباحثين من الدول الأعضاء، متمنية لهذه الدورة أن تحقق نتائج ملموسة فى رفعة الثقافة العربية، وأن تمد جسوراً جديدة إلى العالم.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب: إن مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشؤون الثقافية يكتسب أهمية خاصة، كونه ينعقد فى اكسبو 2020 دبي، أكبر منصة ثقافية عالمية، تتيح فرصة التعرف إلى ثقافات 192 دولة، وتؤكد أن هذه المنطقة كانت على الدوام منطلقاً للتبادل الثقافى وواحة للتلاقى الإنسانى والحضارى الهادف والبناء، كما ينعقد هذا المؤتمرُ بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، وهو اليومُ الذى تم فيه اعتمادُ اللغةِ العربيةِ لغةً رسميةً فى الأمم المتحدة عام 1973، حيث شكَّل هذا التاريخُ تأكيداً لأهمية ومكانة اللغة العربية التى يتكلّم بها حالياً أكثر من 420 مليونَ نسمة، ودورها المحورى فى إغناء حركة التراث والثقافة العالمية، وإثراء مسيرة الحضارة البشرية عبر الكم الكبير من الإنتاج العلمى خلال الفترة الذهبية للحضارة العربية، وأضافت ينعقد هذا المؤتمر فى مرحلة يشهد خلالها العالم تحديات جمة، نتجت عن جائحة كورونا، وأظهرت الحاجة إلى الثقافة والإبداع والفنون التى منحت الناس الأمل فى مواجهة الجائحة خلال الإغلاقات الواسعة التى شهدها العالم، وهو الأمر الذى يدعونا إلى تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية لتكون مساهما رئيسيا فى التنمية المستدامة.
وأوضحت وزيرة الثقافة، أن المؤتمر شكل منذ دورته الأولى منصة رئيسة لتعزيز آفاق التعاون الثقافى العربي، وبلورة أبعاد جديدة تعزز حضور الثقافة العربية والارتقاء بها، حيث ستشهد هذه الدورة بحثُ الخطةِ الشاملة للثقافة العربية وتحديثها بهدف تعزيز التعاون الثقافى العربى البينى ومع ثقافات شعوب العالم، إلى جانب توحيد الجهود العربية فى المجالات الثقافية المختلفة، بما فى ذلك التعاونُ فى سبيل تسجيل التراث غير المادى فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وتوحيد الجهود العربية لتطوير منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية. كما سيناقش المؤتمرُ أيضاً برنامجَ سفيرٍ فوق العادة للثقافة العربية، خاصةً بعد أن اختارت (الألكسو)، الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، أولَ سفير للثقافة العربية واختتمت كلمتها قائلة "الإمارات حريصة على تعزيز التعاون والشراكة القائمة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) فى الجوانب المتعلقة بمجالات عمل المنظمة كافة، فهى شريك فاعل فى قيادة جهود التعاون الثقافى العربى وتعزيز التنسيق على مستوى الدول العربية، واستضافة المؤتمر، ترجمة لرؤية قيادتها لدعم الثقافة العربية باعتبارها الرابط بين شعوب المنطقة، وتأكيد دورها المحورى فى هذا المجال".
من جانبه أكد الدكتور محمد ولد أعمر على الشراكة الاستراتيجية بين المنظمة ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها فى تحقيق التكامل الثقافى بين الدول العربية، لافتاً إلى إبراز أهم أهداف المشروع الثقافى العربى المشترك الذى جاء لتلبية الاحتياجات العاجلة للفاعلين، والعاملين فى الحقل الثقافى ومجال حماية وتثمين التراث، ولدعم قدرات المؤسسات الثقافية الأهلية والرسمية فى البدان العربية.
وأشار إلى أهمية العمل الجارى لتطوير وإعادة هيكلة عمل مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الدول العربية ليتماشى مع تطورات المرحلة خاصة فى الحكامة الثقافية، وإلى دور الثقافة فى تعزيز قيم الحوار والسلم ومواجهة التصدعات والحواجز بين الأمم.
يذكر ان انعقاد مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربى ياتى فى إطار علاقات التعاون بين وزارة الثقافة والشباب بدولة الإمارات والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، وتنفيذاً لقرار الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربي؛ إذ حقّق المؤتمر فى دوراته المختلفة رصيداً مهماً من المكاسب والإنجازات، تشمل مجالات العمل الثقافى العربى المشترك. وفتح آفاق جديدة لبلورة خطط نوعية ومشاريع ثقافية ترفع الثقافة العربية إلى المنزلة التى هى جديرة بها.