رشا عبادة تكتب : و النعمة ما أنا شارية
هي العملية العاشرة التي أُقرر إلغاؤها؛ الاتصالات لا تتوقف، ورسائل الاستفسار عن سبب الإلغاء تطاردني طوال اليوم!
هذا يشبه أن يدوس أحدهم على قدمك ثم يسألك ببرود عن سبب شعورك بالألم؟!
الحقيقة أن نية شرائي في كل مرة؛ كانت متوفرة عن آخرها، سرحت كثيرا أمام المرآة وأنا أتخيلني في البنطلون المضلع الليكرا، أو في السويت شيرت الأحمر على شكل رأس كلب، واخترت حلق يناسب القميص الذين كتبوا تحت صورته في العرض أنه يجعل "العجوز شابة والوحشة قمر 14 وبينور في الضلمة!"
لكن السؤال الذي تُصر كل الشركات على إجابته، يبدو كصفعة أرمي معها الورد، وأطفىء الشمع، وأذرف الدمع يا حبيبي!
أكتب لهم:"لو سمحت عايزة اللون البندقي من المقاس الفُحلقي"
فيردون:"وزن حضرتِك كام يا فندم وطولِك؟"
ماشأنهم بوزني وطولي؛ إذا كنت أنا صاحبة الشأن التي تطلب بكامل قواها الشرائية "اللون الفلاني والمقاس العلاني"؟
أقول: "حضرتي كتلة لا خيال يتسع لوزنها، ولا طول يتماشى مع قِصرها "
فيسألوني عن مناطق تراكم الدهون في جسمي، وعن الجين المُتنحي المُسبب لقِصر القامة في عائلتي ويعرضون خدماتهم عن إمكانية التواصل مع دكتور كريم أخصائي نحت الجسم وشفط دهون البطن والأرداف بدون عمليات جراحية!
أكتب لهم: المُتنحي ده يبقى خالك ياض!
فيردون برسالة مسجلة يعبرون فيها عن سعادتهم البالغة بوجودي كعميل ضخم في شركتهم الموقرة!
أبلغهم في رسالة صوتية ما لا تسعه الحروف المكتوبة من شتائم لدهون قلة ذوقهم المتراكمة على العملاء؛ فيكتبون إنه يمكنني الفوز بكبسولات لسد الشهية وبدلة تخسيس رياضية وماسك ذبل الحمام للبشرة الجافة؛ عند شراء 5 قطع من المنتج نفسه !