النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 01:37 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

استشارات

مشاهدة التلفزيون خطر على الاطفال

كتبت : سلوى السيدعن تأثير التلفزيون على الأطفال، وكيف يمكن أن نحمي الصغار من مخاطر الإدمان التلفزيوني الذي يقف أمام النمو الطبيعي لحواسهم.تحدثنا د.سهير عبد الحميد أستاذ علم نفس الطفلكلما ازدادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون ارتفع خطر إصابتهم بمشكلات في قدرتهم على الانتباه والتركيز عند سن السابعة. و رؤية مشاهد العنف تزيد من عدوانية الأطفال، و العنف هدف رئيسي في الإعلام الموجه للطفل، خاصة ألعاب الكمبيوتر.ومن آثاره أيضا زيادة معدل الخوف لدى الطفل وفقدانه الثقة بنفسه وبمن حوله، ويخلق رد فعل مباشر عنيف لحماية نفسه من أي سلوك غير مقصود، ويكون لدى الطفل حالة من تبلد المشاعر واللامبالاة، خاصة إذا تعرض للعنف بطريقة عشوائية ومتكررة.اللعب أيضا له وظائف كثيرة و ما يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون يحرمهم من الأنشطة التي تساعدهم على التطور والنمو، ويجعله أقل خيالا وأكثر سلبية، كما أن له علاقة بالسمنة، لذا أوصت بأن الأطفال دون الثانية ينبغي ألا يشاهدوا التلفزيون في هذه السن المبكرة.و أن قدرة المخ على أن يقوم بعمل معين تنمو في فترة قصيرة ويحدث هذا في السنوات الأولى من عمر الطفل. وبما أن المناطق الخاصة بمخ الطفل تنمو في فترات قصيرة ومحددة، فقد حرص التربويون على أن ينبهوا الآباء والأمهات إلى أهمية الحفاظ على نضج مخ أطفالهم في هذه الفترات، ومن ثم منعهم من مشاهدة التلفزيون حتى لا يؤثر عليهم بأية تأثيرات سلبية.مخاطر شديدةوتقول الدكتورة سهير عبد الحميد إن أهم توصية يجب أخذها في الحسبان بالنسبة لطفل عمره سنتان هي ألا يشاهد التلفزيون مطلقا؛ لأن الأطفال في هذه السن يتعلمون الكلام، ويبدأ الفص الأيسر لمخ الطفل في التمايز عن الفص الأيمن، وفي هذه السن يبدأ في اكتشاف العالم من حوله عن طريق حواسه، ومن خلال اللعب يتطور مخه وتنمو مساراته، ومشاهدة التلفزيون من قبل هذا الطفل تتدخل في هذه التغييرات بصورة سلبية.وفيما يتعلق بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و6 سنوات، فإن بعض الهيئات العلمية توصي بألا يشاهد أطفال هذه المرحلة التلفزيون، وألا يلعبوا ألعاب الفيديو والكمبيوتر لأكثر من ساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر يوميا .وعن كيفية تفاعل الأم مع ابنها عندما يحاول بالقوة والصراخ إملاء إرادته لمشاهدة التلفزيون تقول سهير عبد الحميد إن على الأم أن تتعامل بهدوء مع طفلها بدون أن تنزلق معه إلى ساحة الصراخ والصوت العالي؛ بل تأخذ بيديه إلى ساحة الهدوء والعقل، وأن تطلب منه أن يأخذ نَفَسًا عميقا مرة واثنتين حتى يهدأ، وفي هذه المرحلة يجب أن تتعامل الأم مع ابنها بكثير من الحب والاهتمام والعناية؛ لتعوضه عن الأمان الذي كان يناله أثناء جلوسه أمام التلفزيون، كما يجب أن تتعامل معه بحزم حتى لا يخلط بين حبها إياه وعدم الإفراط في مشاهدة التلفزيون.فعلى الأم أن تتذكر أن هذه الفترة الصعبة ستكون مؤقتة، فإذا تحلت بالصبر ساعدت على إنقاذ ابنها من براثن التلفزيون، وتحقيق أعظم فائدة له في المستقبل.ويجب تذكر أن النشاط الأساسي للأطفال في هذه المرحلة يجب أن يكون اللعب؛ فعن طريق اللعب يستطيع الطفل إثارة حواسه وعقله واكتشاف عالمه الاجتماعي والعاطفي والعقلي، ويجب على الآباء قراءة الكتب لأطفالهم من 10 إلى 15 دقيقة يوميا قبل النوم، فهذا من شأنه تحفيز عقولهم وقدراتهم على التخيل، كما يشعرهم بالاهتمام والحب.