النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:43 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رياضة

الوجه الآخر لإصابات رونالدو وعلاقة ماردونا

ترسخ لدى العالم بأثره أن رونالدو دي ليما الظاهرة البرازيلي، قد انتهت مسيرته جراء العديد من الإصابات، التي ألحقت به خلال مشواره بالملاعب وأبرزها إصابته في إبريل عام 2000 مع إنتر ميلان الإيطالي في مواجهة قوية أمام نسور لاتسيو بسقوط غريب دون أن يلمسه أحد وتخرج شلالات دموع من عينيه لتختفي معهم ابتسامته المعروفة.

 

الحقيقة أن إصابة رونالدو عام 2000 لم تكن إطلاقا وحدها السبب بتأثر قدراته الفنية والذهنية بخلاف اختفاء سرعاته، بل أن هناك 3 أمور لم يحاول أحد البحث عنها وكأنهم انتظروا سقوطه.

 

1_ سحر في برشلونة وذكريات ماردونا

 

انتقل رونالدو نازاريو لصفوف نادي برشلونة الإسباني عام 96 قادما من بي اس في أيندهوفن الهولندي بقيمة 12 مليون يورو، بعد أن لعب مع الطواحين 57 مباراة مسجلا 54 وهو معدل من الطبيعي يلفت نظر أي فريق، حتى أنه خلال موسمه الوحيد مع البلوجرانا سجل 47 هدفا خلال 49 فلك أن تتعجب رحيل البرازيلي لصفوف إنتر ميلان الإيطالي والحقيقة أن ما كان يفعله رونالدو أعاد لأذهان الإدارة أحداث الأسطورة ماردونا فيما مضى من سكر وتعاطي مخدرات ونساء، فلم يكن بيت رونالدو خاليا من السهرات والمشروبات الكحولية وقتها وهي أمور شبيهة تماما لما كان يفعله ماردونا ليرحل اللاعب نتيجة تصرفاته تلك، التي أزعجت مدربه "بوبي روبسون"، الذي أتي به للفريق الكتالوني عقب نجاحهم معا في أيندهوفن ولكن انتهى شهر العسل بين الثنائي بكتالونيا ليرحل الظاهرة ومن بعده روبسون.

 

انتظرن وأقرأ أولا فلا تتعجل بالحكم على الأمور ففعليا لم يكن ما سبق وحده هو السبب الحقيقي وراء انتقال رونالدو للانتر ميلان بل كانت الكحوليات وما تفعله بجسد أي إنسان خاصة الرياضي، من جفاف كبير بجسده نظرا لكون أن الكحوليات مدرا كبيرا للبول ووقت الرياضة تختلط بالعرق ويسبب ذلك خلال كبيرا بالكلى والكبد وهو ما قد رأته إدارة النادي الإسباني، الذي توقع حقيقة نهاية تلك الموهبة بوقت قريب، إلا أن هناك سبب آخر فمع ضغط جمهور برشلونة كادت إدارة النادي أن تجدد عقد اللاعب بجلسة غداء مع وكيل أعماله "مينو رايولا" غير أن مكالمة هاتفية من نادي إنتر ميلان حولت دفة اللاعب نحو إيطاليا بإصرار كبير خاصة مع العرض المادي المميز.

 

2_ الوجه الحقيقي لتأثر الظاهرة بنكسة 2000

 

وكما ذكرت سابقا بأن تناول الكحوليات يتسبب بتعب كبير للكلى والكبد نتيجة اختلاط العرق وكثرة البول الناتج عن هذه المشروبات بجانب نقص الأكسجين وهو ما يساهم بتأثر حالة الجسد بدنيا جراء الجفاف والسخونة المفرطة بخلاف تأثر الكبد وعدم القدرة على إنتاج الجلوكوز وانخفاض معدلات السكر بالدم، حتى أنه ووفقا لأحد الأطباء يدعى "وايت" حسم الأمر تماما مؤكدا على بطئ الجسد فيما يفعله الإنسان مع مرور الوقت نتيجة تلك المشروبات اللعينة.

 

وهو ما لاحظناه تماما على رونالدو بعد عودته من الإصابة وقتها مع مرور نحو عام حينها بطئ شديد لم نعتده منه وتراخي كبير لأقدامه أو بأوتار القدم مما تسبب في اختفاء موهبته قبل أوانها وشئ آخر خاص بوزنه فتلك المشروبات ومعلوم هذا لدى الكثير بأنها تسبب برغبة في أن يسعى الشخص لتناول الكثير من الطعام وبالفعل أصابت رونالدو التخمة والوزن الزائد فكان من الطبيعي أن تتلف عضلات أقدامه وهو ما عانى منه بأخذ فترات لعبه مع فريقيه الأخيرين ميلان الإيطالي وكورينثيانز البرازيلي .

 

3_ العشق الممنوع ونهائي الأحزان 98

 

لم يبتعد أمر المشروبات الكحولية وجانب عن انهيار مستوى أو تأثر رونالدو قبل مواجهة هامة مثل نهائي كأس العالم 98 أمام فرنسا صاحب الأرض الجمهور، فقد بلغ رونالدو خبر خيانته من خطيبته سوزانا مع المعلق البرازيلي "بيترو بايل" ورأى بن 21 عاما وقتها صورا بتبادل الضحك بين الثنائي مما أثار حفيظة بن السيلساو وغضبه لتصيبه حالة من المرض الشديد في غرفته مع روبرتو كارلوس، الذي صرخ على اللاعب ادموند وبرواية الأخير فكان رونالدو بحالة موت حقيقي رغوات من فمه وابتلاع اللسان غير أن هناك فحوصات أجريت لقلبه نتيجة نوبة صرع وهستيرية شديدة أصابت نجم إنتر ميلان بذلك الوقت، إلا أن اللاعب شارك بشكل ضعيف في النهائي المخذي لبطل نسخة 94 بهزيمة مذلة 3 أهداف مقابل لا شئ وحسب تقارير أطباء الجهاز الفني ومظهر رونالدو بالملعب فبكل تأكيد أن ما حدث لهذا نتيجة تناوله الكحوليات فتلك الأعراض معروفة تماما أنها تأتي من هذه المشروبات وبالنسبة لواقعة خطيبته فالمصدر هو كتاب "الحياة على الطريقة البرازيلية" للمؤلف أليكس بيلوس ورغم كل هذا كان رونالدو هو صاحب جائزة أفضل لاعب بالعالم عام 97 بنجاحه الكبير مع إنتر ميلان ومعاقبة كافة الخصوم التي واجهها بتلك السنة فهي الفترة الأفضل له مع النيراتزوري قبل إصابته اللعينة.

 

وفي النهاية لا أوجه اتهامات للظاهرة البرازيلي دون واقع، فقد كان معروف عن اللاعب شوقه للنساء والشرب، إلا أنه ترك لنا ذكريات خالدة كهداف لكأس العالم 98 ولقب خامس لبلاده البرازيل في مونديال اليابان 2002 ليأكل الأخضر واليابس أمام كل من واجهه من منتخبات القمة والمتوسطة ليكون المنتخب الألماني ضحيته بنهائي عظيم لن يتكرر كثيرا بتحطيم الكبير أوليفر كان بهدفين على طريقة وسحر الظاهرة وحده مكتفيا بتسجيل 8 أهداف وهو أعلى معدل تم تحقيقه لتلك البطولة التاريخية، التي أصبح هدافها التاريخي برصيد 15 هدفا بمشاركته الرابعة بكأس العالم 2006 وتمزيق شباك منتخب غانا بهدف مميز ليسحب منه ميرو سلاف كلوزة البساط ويصبح الهداف التاريخي لوقتنا هذا برصيد 16 هدفا، إلا أن رونالدو يبقى من القلائل المتواجدين بنهائي كأس العالم 3 مرات أعوام 94/98/2002 وهداف البطولة مرتين على التوالي بإنجاز يصعب تكرار ولكنه لم يكن سعيد الحظ في التتويج بدوري أبطال أوروبا.