عندما يموت الشخص في ميتافيرس.. يموت في الحقيقة.. عالم تحاصره النكات والكوميكس
خلال الفترة الماضية سادت مواقع التواصل الاجتماعى، حالة من السخرية المصاحبة ببعض التوجس والحذر، وذلك عقب إعلان مؤسس فيس بوك، عن خلق عالم افتراضى جديد أطلق عليه «ميتافيرس»، فإن السخرية من موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لم تكن وليدة الحدث، بل هى موجودة منذ بدايته، كنوع من النقد والاستهزاء، لكنها لم تكن يوما بهذا الشكل الهائل! ذلك لتزامنها مع حدثين مهمين جدا، أثرا فى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى.
منذ أكثر من شهر، توقف الفيسبوك عن العمل حول العالم لساعات، كما تعطلت تطبيقات واتس آب وإنستجرام المملوكين للشركة، وأوضحت شركة «كلاود فلير» للبنية التحتية للويب، أن الأمر كما لو أن «شخصا ما سحب الكابلات من مراكز البيانات الخاصة بفيس بوك مرة واحدة وفصلها عن الإنترنت»!
اعتذر مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى للشركة، وحدث جدل عالمى حول سبب العطل، وصاحبه موجة من السخرية والاستهزاء، مما حدث من مرتادى الفيس بوك، ولم نكد ننتهى من وصلة السخرية من العطل، حتى انطلقت أخرى أكثر حدة من عملية التطوير الجديدة!
فبعد أن أعلن مارك عن تغيير العلامة التجارية لمنصة التواصل الاجتماعى، وظهر فى فيديو مدعم بالجرافيك، يشرح فيه مشروعه الجديد، وهو يتجول بين أرجاء منزل كبير وجميل بين الألعاب والأنشطة، قام الملياردير إلون ماسك بتغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، تصيد خلالها خطط زوكربيرج بالسخرية، بعدما أطلق اسم «ميتافيرس» على مشروعه الجديد، وشارك رائد الأعمال الكندى الأمريكى، مؤسس «سبيس إكس» تغريداته الساخرة من مارك على صفحته على الفيس بوك، وذلك من خلال تعبير مستوحى من مقولة صادمة فى سلسة الأفلام الشهيرة «ماتريكس»، التى تعتمد على عالم مواز، فيقول على لسان أحد الأبطال، عندما يموت الشخص فى ميتافيرس يموت فى الحقيقة»!
وبالفعل أثارت هذه المقولة التى نسبت لمارك جدلا واسعا، وقوبلت بوابل من السخرية، وتم تركيب صور لمارك ومن ورائه خلفية ماتريكس الرقمية، كما تمت إضافة مشاهد للقتل من ألعاب الفيديو على مشهد له، وأخذها البعض على محمل الجد، ثم اجتهد بعضهم من أجل تفسيرها، بأن فكرة الموت نوع من المبالغة من أجل التسويق، حتى إن براد سميث أحد مسئولى شركة «مايكروسوفت»، صرح لوكالة رويترز قائلا: «نتحدث جميعا عن نقطة التقاء، وكأننا ندخل بعدا جديدا»، وأضاف «هذا ليس مثل الموت والذهاب إلى الجنة. سنعيش جميعا فى العالم الحقيقى مع أشخاص».
على صعيد آخر ظهرت سلسلة من النكات المصرية التى تسير على نفس النهج، عبر تعرض أحدهم للموت، إذا تم فصل الإنترنت عنه فى نقد لسوء حالة الشبكة، هذا فضلا عن عقد مقارنة ساخرة عبر طرح تساؤل: هل زوجة الشخص هى نفسها فى الحقيقة وفى ميتافيرس.
وفى أوروبا ظهرت موجة من الغضب الساخر لاتخاذ زوكربيرج مثل هذا القرار، ونشرت صحيفة «إنديان إكسبريس» الهندية نكتة نشرها أحدهم على تويتر معلقا، «كيف تعالج مشكلة البزنس؟ ببساطة غير الاسم»! وكذلك فعل أحدهم ساخرا من الشعار الجديد، وأنه عاد باسم جديد وسلوك جديدين وباقة من التقنيات الجديدة، للتغطية على العلاقات العامة الفاشلة للشركة! وانتقلت عبثية الفكرة لإسرائيل بشكل درامى أكثر، نظرا لأن مصطلح ميتا المأخوذ من اليونانية القديمة بمعنى «ما وراء» له معنى مشئوم، أى مؤنث كلمة «ميت»! وكذلك كلمة ميتا فى اللهجة الأمريكية الدارجة تعنى يقابل، لذا فأخذوها على محمل التهريج والتقليل من شأن العملية.