النهار
الجمعة 11 أكتوبر 2024 06:27 مـ 8 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

الثقافة المصرية تفقد ثلة من مبدعيها ولسان حالها يقول أيها الموت رفقا

سلامة أحمد سلامة
سلامة أحمد سلامة
رغم أن لسان حال الثقافة المصرية في هذا الصيف الساخن يكاد يقول أيها الموت رفقا بعد الرحيل المتوالي لثلاثة من سادة الكلمة وهم سلامة أحمد سلامة ومحمد البساطي وحسن شاه، فإن هؤلاء الكتاب بمعايير الزمن الإبداعي لن يموتوا أبدا أو يسقطوا من الذاكرة الثقافية المصرية والعربية.ولئن كانت صحيفة (نيويورك تايمز) قد وصفت الكاتب الأمريكي فيليب فرادكين الذي رحل مؤخرا عن عمر ناهز 77 عاما بأنه الكاتب الذي سبر أغوار الغرب الأمريكي وثقافته واستكشف تيماته ودافع عن تراثه وأصالته في مواجهة العدوان البيئي، فلعله يحق وصف محمد البساطي الذي قضى عن 75 عاما بأنه الكاتب الذي ابتكر وعزف أروع ألحان الإبداع على تيمات الريف المصري بقدر ما قدم قراءة جديدة لهذه التيمات.ومن المفارقات أن يكون من بين أخر الأعمال المنشورة لمحمد البساطي قصة قصيرة بعنوان الميت، حيث بطل القصة المدفون بعد موته في مقبرة العائلة يسمع ويرى ويتحرك ويتذكر جنازته بكل تفاصيلها حتى ذلك الذي قبله في النعش ورائحة البصل تفوحمن فمه .وأذا كان بطل قصة الميت الذي يخرج من قبره عليه دين صغير لصاحب مقهى ويشعر بالحيرة في كيفية رد هذا الدين له، فان محمد إبراهيم الدسوقي البساطي، وهذا اسمه الكامل، له الكثير من الديون والأفضال على أجيال وأجيال من المثقفين المصريين الذين عرفوا قيمته كمبدع كبير بقدر ماهو إنسان نبيل في بساطة أبعد ما تكون عن الإدعاء.