النهار
السبت 28 سبتمبر 2024 12:30 صـ 24 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

انسحاب القوات الإثيوبية من مدينة إستراتيجية في أمهرة

انسحبت القوات الإثيوبية من مدينة ديسي الاستراتيجية الواقعة في إقليم أمهرة المحاذي لإقليم تيجراي، وفق ما ذكر سكان لوكالة فرانس برس السبت عقب مواجهات عنيفة وانقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة.

وفي حال تأكيده، سيشكّل سقوط المدينة في قبضة "جبهة تحرير شعب تيجراي" ضربة كبيرة للحكومة الفيدرالية، المنخرطة في حرب ضد قوات تيجراي منذ نحو عام.

وأفاد أحد سكان ديسي عرّف عن نفسه باسم أمير "بدأ الجنود الإثيوبيون الانسحاب من المنطقة حوالى الساعة 02,00 صباحا".

وقال آخر عرّف عن نفسه باسم محمد إن قوات تيجراي "دخلوا المدينة ولم يشاهَد جنود قوة الدفاع الوطني الإثيوبية.. لا أعرف إن كان الجنود غادروا أو اعتقلوا"، مضيفا أنه يحاول الفرار من المدينة.

ولم يصدر أي تعليق بعد عن جبهة تحرير شعب تيغراي أو الحكومة بشأن الوضع في ديسي.

والاتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا حيث تُفرض قيود على وصول الصحفيين، ما يصعّب مهمة التحقق من الأنباء الواردة منها بشكل مستقل.

وتقع ديسي على بعد 400 كلم شمال أديس أبابا.

وسبق أن تحدّث السكان عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة، فيما تدفّق مدنيون فروا من بلدات شهدت معارك شمالا إلى ديسي.

قصف على تيجراي
في الأثناء، تتعرّض تيجراي لقصف جوي يومي تقريبا منذ الأسبوع الماضي في وقت يكثّف الجيش اللجوء إلى سلاح الجو في النزاع.

وأفاد مسؤول في إحدى المستشفيات بمقتل عشرة أشخاص جرّاء ضربة جوية الخميس فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أن ضربتين استهدفتا ميكيلي عاصمة تيجراي في 18 أكتوبر أسفرتا عن مقتل ثلاثة أطفال. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل هذا الشهر.

وذكرت الحكومة أن المنشآت التي تعرّضت للقصف في شمال وغرب تيجراي كانت عسكرية في طبيعتها وتساعد متمرّدي جبهة تحرير شعب تيجراي.

وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.

وتتفوق الحكومة الفدرالية عسكريا على المتمرّدين بفضل سيطرتها على الأجواء وعديد جنودها.

واندلع النزاع في تيجراي، في نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى تيجراي في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية فيما بات شبح المجاعة يخيّم على المنطقة.

وأشار رئيس الوزراء الحائز على نوبل للسلام سنة 2019 حينذاك إلى أن العملية جاءت للرد على هجمات استهدفت معسكرات للجيش نفّذتها جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم للإقليم سابقا والذي هيمن على المشهد السياسي في البلاد على مدى ثلاثة عقود قبل وصول أبيي إلى السلطة.

وتعهّد بتحقيق انتصار سريع لكن بحلول أواخر يونيو أعاد المتمرّدون تنظيم صفوفهم وسيطروا على معظم تيجراي بما فيها ميكيلي فيما امتدت المعارك إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.