الفنان أحمد كمال في ندوته بأسيوط: الأفلام التاريخية تحتاج للدولة ولا نريد اعادة تجربة فيلم الناصر صلاح الدين
قال الفنان الكبير أحمد كمال في ندوته بنادي أدب أسيوط مساء أمس إن المخرج هو مرآه الممثل وصاحب الفضل في نجاح العمل أو فشله مشيرًا إلى المخرج العبقري داود عبدالسيد في فيلم الكيت كات وكيف تدخل للحد من أفيهات الفنان الكبير محمود عبدالعزيز والاحالة دون تحويل الفيلم لكوميدي وفي النهاية نجح الفيلم بشكل مبهر حتى للفنان الكبير محمود عبدالعزيز الذي لم يكن يتصور نجاح الفيلم لكونه نخبوي ويحمل رسالة ثقافية يصعب على العوام التفاعل معها.
وأوضح الفنان الكبير أحمد كمال حجم الخسائر الكبيرة التي تحملها منتج مسلسل واحة الغروب كما غيره من المسلسلات الجادة التي تتكلف عشرات الملايين في إنشاء قرية بالكامل وتجهيز موقع والتصوير مطالبًا الدولة بالتوجه نحو انتاج الافلام والمسلسلات التاريخية لأن القطاع الخاص لن يستطيع أن يفعل ذلك.
مطالبًا بتفعيل دور الدولة نحو دعم انتاج السينما بوجه عام والأفلام التاريخية بوجه خاص لان لها دور خطير تجاه وعي الشباب وانتمائه، وفي ذلك امكانية توفير المواقع وتقديم التسهيلات أو الإعفاءات المالية حتى لا تتكرر تجربة فيلم الناصر صلاح الدين الذي تسبب في افلاس واحدة من كبرى شركات الانتاج، وكاشفًا أن فيلم الناصر صلاح الدين نفسه حاول الجيش مساندته بتوفير جنود المعارك الحربية، لايمان الجيش بأن الفيلم يحقق رسالة نحو حماية الهوية المصرية.
واضاف الفنان الكبير احمد كمال إن الفنون أقوى سلاح لمواجهة كل الشرور وليس من مصلحة أي شخص إفلاس أي منتج أو توقف شركة انتاج لأننا في النهاية سنؤدي بمزيد من السلب على الأوضاع الحالية السيئة للسينما المصرية التي تحتاج لجهود كبيرة لإعادتها للمكانة التي تستحقها، مطالبًا بضرورة دعم الدولة للمنتجين وفي الوقت ذاته ضرورة الارتقاء بالرسائل التي تحملها الأفلام والمسلسلات فلدينا مئات الأعمال الإبداعية الخالدة والرائعة والمعاصرة ايضاً التي تستحق أن يتم تحويلها لأفلام ومسلسلات وان استغرقت جهد اكبر ولكن سيكتب لها الخلود وكذلك للمنتج الذي قدمها.
واشار الفنان الكبير احمد كمال إلى رحلته وبداياته مع التمثيل في مسرح الدولة بمختلف اقسامه منذ الثقافة الجماهيرية مرورًا بالبيت القومي للمسرح ثم انتقاله للسينما والدراما التليفزيونية منوهًا أن مسرح الشارع هو السبب في شعوره بالواقعية والبساطة في الأداء وأنه حريص باستمرار على عدم الاكتفاء بقراءة الأعمال الإبداعية لكن النزول لقراءة البشر، وضاربًا المثال بما لاقاه خلال رحلة القطار من القاهرة إلى أسيوط التي استغرقت أكثر من 8 ساعات لتتضمن قرابة الثلاث ساعات زيادة عن الموعد وتمكن خلالها من رصد كفاح انساني متكرر لأخرس يبيع بصراخه وفي الوقت ذاته فاقدًا للتركيز والوعي من صخب المعاناة، ومعبرًا عن سعادته بزيارة أسيوط للمرة الأولى في حياته، وعن حرصه على التجول في شوارعها خلال ليلته بها، وخلالها رافقه بعض المختصين ليلاحظوا التفاف الاسر لالتقاط الصور التذكارية مع الفنان الكبير.
تضمن اللقاء المقام بقاعة التذوق بقصر ثقافة أسيوط بحضور الفنانة التشكيلية الدكتورة صفاء كامل مدير قصر ثقافة أسيوط وتقديم وإدارة الروائي فراج فتح الله رئيس نادي أدب أسيوط والكاتب أحمد اسامه مسؤول المكتبات بقصر الثقافة عرض العديد من مقاطع الأفلام والمسلسلات للفنان احمد كمال صاحبها تعليق الكاتب أحمد اسامه وحوار الفنان الكبير عنها وخلالها تم التطرق لقضايا متنوعة كمسلسل اليهود والصهيونية، وأن الدور الذي قدمه عن اليهودي المصري شحاته هارون هو يهود وطني ومخلص وليس له أدنى صلة بالحركة الصهيونية، وعلينا التفرقة بين اليهودية كديانة واسرائيل، كما تطرق اللقاء إلى قضايا كثيرة كالشعور بالشارع اليومي ورسالة الافلام القصيرة الاكثر اتساعاً وحرية وتمرد ممتدحًا الكثير من التجارب الشبابية الجديدة ومراهنًا على أفكار الشباب الجدد.
يذكر أن الفنان القدير أحمد كمال هو فنان وممثل سينمائي ومسرح ومدرب تمثيل، شارك في عشرات الأعمال، منها أفلام "أرض الخوف"، و"مواطن ومخبر وحرامي" و"ايام السادات" و"هدى ومعالي الوزير" و"الكيت كات" و"مسجل خطر" و"يا مهلبية يا" و"البحث عن سيد مرزوق" و"دليل المرأة الذكية" و"عنبر الموت" و"أنت عمري" و"أولاد حظ" و"المعلمة سماح" و"يوم مر ويوم حلو" و"سرقات صيفية" و"سكة سفر" و"يوميات امرأة عصرية" و"محامي تحت التمرين" وبحب السيما" و"سهر الليالي" و"شباب على الهواء" و"كليفتي" و"أحلى الأوقات" و"غاوي حب" و"مفيش غير كده" و"حنين" و"كلام في الحب" وأحلام حقيقية" و"عصابة الدكتور عمر" و"أشرف حرامي" و"مفيش فايدة" و"قبلات مسروقة" و"واحد صفر" و"الشوق" و"أسماء" و"صندوق الدنيا"، وكذلك مسلسلات "بين شطين وميه" و"فريسكا" و"هدوء نسبي" و"ملكة في المنفى" و"الغفران" و"دوران شبرا" و"ذات" و"فرح ليلى" و"حارة اليهود"، بالإضافة إلى عشرات المسرحيات والورش التدريبية.