عنوان صادم ومحتوى دسم
”كي لا تكون صهيونية إسلامية”
كتب : هاني الشريفكي لا تكون صهيونية إسلامية .. عنوان لافت ـ وصادم في نظر البعض ـ للكتاب الذي صدر منذ أيام عن مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة ، للباحث والصحفي الشاب محمود عبده . والكتاب في مجمله ـ كما يقول الكاتب في المقدمة ـ هو صيحة تحذير وتنبيه للمنتمين للفكر الإسلامي من مجموعة أفكار تُتداول في الكتب والمجلات والأشرطة الإسلامية ، ويلقيها الخطباء من على منابر المساجد ، وهي في الأصل أفكار ذات جذور صهيونية ، أو توافق الفكر الصهيوني وتصب في صالح الصهاينة في النهاية .لم يتبع الكاتب في تقسيمه للكتاب الطريقة التقليدية بتقسيمه لأبواب وفصول ، بل قسمه إلى 12 عنواناً داخلياً ، كل منها يقدم تحليلاً لفكرة من الأفكار الإسلامية المتداولة بشأن الصراع العربي الصهيوني ، ويناقشها في ضوء المعطيات العلمية والتاريخية والشرعية .جاءت العناوين في قالب ملتبس ومشجع على القراءة ، من قبيل : شعب الله المختار/الملعون .. انتظار المسيح/الماشيح ..معركة الحجر والشجر/هرمجدون..علو بني إسرائيل أم علو إسرائيل ..بروتوكولات حكماء صهيون وتأليه اليهود ..التعاطف مع النازية والهولوكوست ..صراع وجود أم صراع حدود .وفي الختام قدم الكاتب دراسة جديدة في موضوع لم يُطرق كثيراً في الأدبيات السياسية الخاصة بالصراع العربي الصهيوني ، وهو موضوع التطبيع الديني في مصر ، وجاءت الدراسة تحت عنوان صادم كعادة أغلب العناوين : خيانة القضية باسم الدين .مزج الكاتب في كتابه بين التحليل السياسي ، والبحث التاريخي ، والبحث الفقهي ، في أسلوب غير معتاد في الكتابات الإسلامية ، وحوى الكتاب اجتهادات فكرية وفقهية من المتوقع أن تثير جدلاً ومعركة جديدة في ساحة الفكر الإسلامي ، خاصة أن مؤلفه يجمع بين التخصص في القضية الفلسطينية ، والتخصص في الفكر الإسلامي .