حمدوك: زيارة رئيس البنك الدولي للسودان تاريخية ودليل عملي على فك العزلة
أكد رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، أن زيارة رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس إلى السودان تاريخية وتعتبر دليلا عمليا على فك عزلة السودان الدولية.
وانعقدت اليوم في الخرطوم جلسة مباحثات مشتركة بين السودان والبنك الدولي، حيث رأس الجانب السوداني رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، فيما رأس جانب البنك الدولي رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس.
وذكر مجلس الوزراء السوداني، في بيان صحفي، أن حمدوك قدم، خلال الجلسة، شرحا حول مسار الانتقال الديموقراطي بالسودان، حيث ذكر لرئيس البنك الدولي أن زيارته تأتي مع انتصاف فترة الانتقال المعقد الذي يمر به السودان من الحرب إلى السلام ومن الديكتاتورية للديموقراطية والحكم الرشيد، ومن الانهيار إلى الاستقرار الاقتصادي والنمو الإيجابي، ومن العزلة الدولية إلى الاندماج الكامل في المجتمع الدولي.
وأوضح حمدوك أن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة الأخيرة كانت مؤشرا لدرجة التعقيد والمخاطر المحيطة بهذا الانتقال الديموقراطي التاريخي للسودان، مما يتطلب حشدا أكبر للموارد من المجتمع الدولي، وتعميق واستمرار التأكيد على رسالة أن هذا الانتقال لابد أن ينجح.
وقال حمدوك: "نحن من جانبنا مقتنعون بأنه لا خيار لدينا غير إنجاح هذا النموذج السوداني برغم ما يصاحبه من تعقيدات، وسنعمل على حلها بكل صبر ومسؤولية".
وأشار رئيس الوزراء لتطور عملية السلام، مؤكدا أن الحكومة أنجزت المرحلة الأولى من عملية السلام وتمضي بخطي حثيثة لإنجاز المرحلة الثانية من السلام مع "الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو" و "حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور".
وأضاف أن أي تقدم في المجال الاقتصادي يصبح بلا معنى مالم يتوفر الدعم اللازم من البنك الدولي والشركاء الدوليين لتطبيق اتفاق السلام وضمان مخاطبة محنة المواطني من النازحين واللاجئين في توفير الخدمات.
وقدم رئيس مجلس الوزراء كذلك شرحا حول الإصلاحات الاقتصادية التي تم تطبيقها خلال الفترة الماضية كجزء من البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة كانت قاسية وصعبة على المواطنين ولكنها ضرورية.
وأكد بداية ظهور "الضوء في آخر النفق" متمثلا في ظهور النتائج الأولية لتلك الإصلاحات في استقرار سعر الصرف، وانخفاض معدل التضخم، واستعادة الاقتصاد لقدرته على النمو الإيجابي.
كما قدم رئيس الوزراء سردا للمجالات التي يتوقع فيها السودان دعم البنك الدولي، مبينا أن السودان يتوقع من البنك الدولي أن يرى تسارعا في مُحركات النمو.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السودان يتوقع من البنك الدولي العمل مع السودان للعمل على استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين بيئة الاستثمار ودعم الموازنة.
من جانبه، قال الدكتور جبريل ابراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، إن السودان ظل محروما لقرابة ثلاثة عقود من الوصول للموارد المتوفرة لدى المؤسسات المالية الدولية، مما أدى لحدوث فجوة تنموية كبيرة بالبلاد، وبالتالي عدم قدرتها على تحقيق أي تقدم في أي من مؤشرات التنمية فيما يخص أهداف التنمية المستدامة، أو التنمية البشرية.
وتناول وزير المالية قضية التحويلات من وإلى البنوك السودانية، حيث إنه ورغم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإصدار قرار من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، إلا أنه ما تزال تواجه القطاع المصرفي، تحديات مع البنوك الأمريكية.
من جهته، أكد رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، خلال جلسة المباحثات، أن البنك الدولي يتعاون مع السودان منذ فترة، معبرا عن تقديره الكبير للعمل الشاق والإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى توافر إرادة إيجابية كبيرة لدى المجتمع الدولي لدعم السودان في مختلف المجالات.