النهار
السبت 26 أكتوبر 2024 05:26 مـ 23 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مملكة البحرين تعرب عن إدانتها للعملية العسكرية على إيران وتدعو إلى وقف فوري للتصعيد العسكري في المنطقة باستضافة سعودية كريمة: اكتمال الاستعدادات لعقد مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في الساحل وبحيرة تشاد بمقر منظمة التعاون الإسلامي هالاند يقود تشكيل مانشستر سيتي ضد ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي سام مرسى خارج قائمة إيبسويتش تاون أمام برينتفورد بالدوري الإنجليزي الأمين العام لمجلس التعاون يدين ويستنكر الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترتيبات خاصة في الأهلي لاستقبال بعثة العين الإماراتي مهيب عبدالهادي يكشف مفاجأة بشأن صفقات الزمالك الجديدة المشدد 6 سنوات لصاحب محل ملابس لإتجاره في الهيروين بشبرا الخيمة بشري سارة لأعضاء اتحاد المهن الطبية لصرف الاعانات ”فيفا” يخطر الأهلي باللجوء لوقت إضافي حال انتهاء لقاء العين بالتعادل نجم الأهلي السابق: «أفشة أحسن من رونالدو وعضلته مقوية قلبه» محافظ الشرقية يستقبل نائب سفير جمهورية أندونيسيا بمكتبه بالديوان العام

تقارير ومتابعات

خبراء: الإسلاميون سيضاعفون الرفاهية التي عاشها «مبارك» في قصور الرئاسة

الفاتورة «السوداء» لحكم مصر

محمود ديابنقلا عن العدد الأسبوعىلا أحد يستطيع إنكار أن حياة الترف والرفاهية التي يعيشها رئيس الجمهورية لايتمتع بها أي شخص علي أرض مصر، تلك الرفاهية التي تغري أي شخص بالتكالب للوصول لمقعد الرئيس بخلاف السلطة والنفوذ.الإغراءات المادية والمعنوية دفعت الرئيس السابق حسني مبارك إلي التشبث بهذا الكرسي والقتال من أجل البقاء فوقه لأطول وقت ممكن، ولم يكتف بذلك بل جاهد من أجل توريثه لنجله، كي يظل في نفس المستوي، ما يكشف سحر وبريق المقعد وأيضًا الصراع الشرس الدائر حاليا بين مرشحي القوي الثورية والفلول والمجلس العسكري علي المقعد والملايين التي تهدر والدماء التي تراق تحت أقدامه علي أمل الدخول للقصور الرئاسية.دارت في الفترة الأخيرة تساؤلات عديدة طرحت نفسها؛ منها هل تبقي الصلاحيات الواسعة للرئيس القادم فيما يتعلق بإهدار المليارات داخل القصور الرئاسية علي الوجبات والزيارات والتشريفات والحراسات والرفاهية غير المبررة.وإذا ما فاز مرشح إسلامي هل سيقبل بإهدار أموال الدولة علي تلك الرفاهية أم سيحول قصور الرئاسة، لمزارات سياحية ويتواجد في قصر أو اثنين منها فقط؛ وأيضًا كم سيتقاضي رئيس مصر القادم وما هي مكتسباته وأين سيعيش وهل ستنفق الدولة علي معيشته؟يؤكد التاريخ أن الإسلاميين أكثر الناس زهدًا في الحياة فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحكم المسلمين من فوق حصيرة مهترئة وكان ذلك واضحًا في مقولة رسول الفرس: حكمت؛ فعدلت؛ فأمنت؛ فنمت ياعمر، وعمر بن عبدالعزيز أعدل الخلفاء الأمويين كان زاهدًا في الدنيا وينفق مال المسلمين علي الفقراء والمساكين فقط.لكن الأرقام والحقائق حالًيا تؤكد أن المرشح الإسلامي ستكون شهيته مفتوحة أكثر من غيره لإنفاق مزيد من المليارات علي رفاهيته هو وأسرته، والدليل علي ذلك الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، استبدل سياراته بأخري ذات موديلات أحدث عقب توليه المسئولية، والبلكيمي عضو البرلمان عن حزب النور أجري عملية تجميل في أنفه حتي يكون وجهه أكثر سينمائية؛ وذلك عقب فوزه في الانتخابات وتقدمه بطلب إحاطة لإدخال مبارك سجن طرة.أما راتب رئيس الجمهورية فقد أكد النائب سعد عبود، أنه كان أول من فتح هذا الملف وقدم طلب إحاطة بمجلس الشعب عام 2007 عن مرتب رئيس الجمهورية ومكتسباته؛ وقتما أعلن مبارك عن نيته التبرع بمبلغ 20 مليون جنيه قيمة أجهزة طبية لمستشفيات في الصعيد والواحات.وأضاف عبود، أنه كان من المعروف والمعلن وقتها أن راتب رئيس الدولة 12 ألف جنيه أساسي، مضافًا إليها 12 ألف أخري حوافز بإجمالي24 ألفا؛ وبما أن مبارك لم يكن لديه إرث أو ثروة خاصة فمن أين أتي بـ20 مليونا كي يتبرع بها؛ مشيرًا إلي أنه بعد فترة من محاولة قتل الموضوع، وحينما تسرب الموضوع للصحافة سارعت الرئاسة للإعلان بأن مبارك لا يتبرع ولكن يوجه جزءًا من مخصصات الرئاسة لصالح مشروع معين ليفتح بذلك ملف مخصصات الرئاسة.وألمح إلي أنه تبين بعد ذلك أن دخل قناة السويس حوالي 5 مليارات دولار سنويا ما هو إلا أحد مصادر تمويل الرئاسة والإنفاق عليها، بخلاف عمولات الرئيس من صفقات السلاح؛ مشيرًا إلي أن مبارك تحديدا كان له بيزنس مشبوه في مجال صفقات السلاح منذ أن كان نائبًا لـالسادات.وشدد عبود علي ضرورة مواجهة مرشحي الرئاسة بهذا الأمر؛ ليكشف كل منهم نواياه وكيف سيتعامل مع هذه المخصصات التي تؤكد سفه الإنفاق علي مؤسسة المفترض أن دورها خدمة الشعب، لا نهب قوته لتهدر المليارات علي العزومات والسيارات والتشريفات وحتي الشاي والقهوة.وقال حسن فتيح، المنسق العام لحركة 6 أبريل، إن الحركة قررت ألا تدعم أحدًا من مرشحي الرئاسة؛ لأنها لم تجد في تصريحات أي منهم ما يشير لأنه من الممكن أن يتخلي عن الإقامة والتنقل بين قصور الرئاسة الفارهة، التي يزيد عددها علي 50 قصرًا واستراحة، وأنه لا يريد أسطول السيارات الفارهة التابع للرئيس وحاشيته، باستثناء الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، الذي أعلن قبل استبعاده من السباق الرئاسي أنه من أول يوم أنه سيظل مقيمًا في شقته الحالية ولن يذهب لقصر الرئاسة إلا لممارسة العمل وإدارة شئون البلاد ثم يعود للمبيت في بيته، وأنه قال أيضًا إنه سيستخدم سيارته الخاصة في التنقل ويبدو أنه دفع ثمن هذه المواقف بأن قررت اللجنة استبعاده، وأضاف أن حمدين صباحي، هو الآخر أكد أنه مش بتاع قصور وأنه فلاح تربي في الطين واعتاد الجلوس علي الأرض مع البسطاء.وقال الدكتور فريد إسماعيل، عضو مجلس الشعب، القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن رئاسة مصر في المرحلة الحالية ليست غنيمة لذلك فالرئيس القادم عليه عبئًا ثقيلًا في أن ينقذ اقتصادًا مترنحًا ويحقق نهضة مرجوة يستحقها الشعب الذي منحه ثقته؛ مشيرًا إلي أن تلك المرحلة الحساسة لا يظهر فيها أمثال مبارك ونجليه وأحمد عز لأنهم يعرفون أنهم لن يجدوا ما ينهبوه، ولو حاولوا فالشعب لن يرحمهم والبرلمان المنتخب سيفضح سرقاتهم وسفه إنفاقهم ومشترياتهم الاستفزازية.وقال أحمد صالح، القيادي بحزب الكرامة، إن تلك المرحلة تحتاج لرجال يتحملون المسئولية وعلي عاتقهم مهمة النهوض بوطن واستثمار وتنمية كل ما لديه من موارد وإمكانات وطاقات، لأن زمن استنزاف ثروات البلاد وامتصاص دماء الشعب ونهب قوته، انتهي والمرحلة القادمة لن تتحمل شخصا جديدا يمص دماء الغلابة.وتابع: من لم يستطع القيام بمهامها عليه أن يعلم من الآن أن الشعب لن ينتظر حتي تنتهي فترة رئاسته، ولكن سينزل ليسقطه مثلما أسقط من هم أكثر تجبرًا منه.وطالب من لا يجد نفسه قادرًا علي تحمل تلك المهام الجسام، ومن يخوض الانتخابات بحثًا عن حياة القصور والتشريفات أن يدرك أن هذا العهد ولي إلي غير رجعة، وأن رئيس مصر القادم موظف وخادم لهذا الشعب يطاع متي أطاع الله ورسوله في الشعب، ويحقق العدالة والمساواة والتنمية والحرية والديمقراطية، وإذا لم يفعل فهو غير جدير بتلك المسئولية لأن الناس لا تنتخب شخصًا، لكن المفترض أن تنتخب صاحب برنامج طموح فإن حققه لهم يعيدوا انتخابه ولو لم يفعل فلينتخبوا غيره؛ ويمكن أن يعودوا لينتخبوه في الدورة التالية لو وجدوا أنه أنجز أكثر، مشيرًا إلي أن تلك هي الروح التي يجب أن تحكمنا وأنه يجب أن ننسي فكرة النظام الأبدي الذي لا يتحرك ولا يستفيد منه إلا المجموعة المحدودة المحيطة به.