النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 09:53 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

جريمة قتل د . ياسمين ودرس الآباء والأبناء

د. هانى أبو الفتوح
د. هانى أبو الفتوح

بقلم د. هاني ابوالفتوح

أخيرا تم القبض على الزوج المجرم القاتل بعد أن هرب كالجرذان من بيت عائلته في قرية شاوة بالدقهلية هاربا في الثالثة فجرا متخفيا و مختبئا في شقة في الإسكندرية في منطقة ابوتلات وتمكنت سلطات الأمن من القبض عليه بعد ٤٨ ساعة وباشرت النيابة التحقيق واعترف المجرم القاتل والاعتراف سيد الأدلة انه قتلها بعد أن فتح باب الشقة ووجدها على سجادة الصلاة فاستل سكين المطبخ وطعنها ١١ طعنة مختلفة بلا أدنى رحمة بلا اي ضمير بلا ذرة شفقة ليسلبها حياتها وهي من عاشت حسنة السيرة عفة اللسان والخلق بشهادة كل من عرفوها وتعاملوا معها وبعد أن ضحت بعملها معيدة في الكلية التي تخرجت منها في القاهرة لتتزوج في شقة في بيت عائلة في قرية وتحافظ على بيتها وتنجب ثلاثة أبناء تركتهم لليتم والمعاناة فقط لانها لم تعرف كيف تختار ولم تعرف كيف تفعل ومتى تتحدث عن كم المعاناة التي عاشت فيها طوال ثلاث سنوات من شخص مدلل يفتقد لكل القيم الإنسانية والتربية والخلق القويم تربى وسط أسرة زرعت فيه الأنانية المفرطة وحب الذات وعدم الاعتماد على النفس وعدم التحكم في التصرفات فأطلق لنفسه العنان بعد الزواج ليظهر حقيقة معدنه الخبيث وتربيته المنحطه فاعتاد السب واعتاد مد اليد عند اي خلاف أسري وهو أمر عادي يحدث في كل الأسر ولكن نتاج التربية الغير سوية أخرجت شخص اناني لا يرى إلا نفسه وما يريد ولا يتحكم في فعل او رد فعل وقبل حادثة القتل بفترة قام بضرب الزوجة القتيلة ثم اخذها لعيادته وقام بخياطة ٤ غرز في الشفة السفلى وصمتت الزوجة ورضخت واستجابت بعد أن غلبت على أمرها وبعد فقد الأب ولم تحرك امها ساكنا حين استجارت بها قبل حادثة القتل بساعتين بدعوى الصبر والحفاظ على البيت فلقت حتفها وانهار كل البيت

بعد أن صعد الشيطان الى شقته في بيت عائلة نفثت فيه كل شر وأزهق روحها البريئة

الدرس الواجب لكل الأسر والأبناء احرصوا جيدا على حسن الاختيار اهتموا اولا باختيار الأسرة لأن الابن المحترم نتاج أسرة وبيئة علمته معنى الاحترام ومعنى الخشية من الله ومعنى الرجولة ومعنى القيم التي تردع عند الخلاف

واختيار الشخص السوي الذي يستطيع أن يحافظ على بيته وأسرته ويصون ويحمي لا من يضيع ويفرط مع اول خلاف ابتعدوا عن اختيار الطفل المدلل الذي اعتاد أن يحصل على كل شيء وان يفعل له كل شيء فلن يعرف معنى التضحية ومعنى الواجب وقيمة الرجولة ففاقد الشيء لن يعطيه

ولكل الأهل والأبناء حتى ولو شاءت الأقدار ووقع المحذور من سوء الاختيار استمعوا لبناتكم واستجيبوا لأول نداء معاناة منهن ولا تتركوهم وحيدات في معترك الحياة دون سند او ظهر ولا ترغموهم على الطاعة العمياء وعلى التحمل بدعوى الحفاظ على البيت ولا تتركوهم في أشد المحن والمعاناة بين نار الصبر ونار الجور وعلموهن ان اول التفريط هو السماح للزوج باعتياد السب فمن اعتاد السب اعتاد الضرب ومن ضرب هدد ومن هدد تساهل أمام عينيه كل فعل ووجد لنفسه كل مبرر ولن يجد في أسرتة من يمنعه ويردعه بل سيجد من يشجعه بدعوى إثبات القوة والرجولة فكم من بيوت تهدمت واطفال تيتمت نتيجة للزواج الخاطئ والتصرف الخاطئ ورد الفعل الصامت في وقت الشدة الخاطئ

نعم تخيروا لنطفكم تحفظوا أبناءكم .

موضوعات متعلقة