مفتي موسكو في ندوة المركز الثقافي الروسي: الأزهر كان ولا يزال منارة الإسلام
قال مفتي موسكو ونائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية "ايلدار علاء الدينوف"، إن الأزهر الشريف الذي تخرج فيه كان ولا يزال منارة الإسلام.
جاء ذلك في ندوة "البيت الروسي" بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة برئاسة "أليكسي تيفانيان"، بعنوان (مواجهة الفكر المتطرف بين الخبرة المصرية والإدارات الدينية الروسية).
شارك في الندوة الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لفضيلة مفتي الديار المصرية، الدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، والدكتور خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، والدكتور هشام عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الاوقاف، والاستاذ محمد بحيري الباحث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
ومن الجانب الروسي، شارك إلياس غنييف الأمين العام لمجلس العلماء بالإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ود."روسلان صياحوف" نائب رئيس الأكاديمية البلغارية الإسلامية، ووفد كبير يمثل إدارات الأقاليم الروسية.
وقال شريف جاد مسؤول النشاط الثقافي بالمركز، اليوم الخميس، إن اللقاء بدأ بإهداء الوفد الروسي لمكتبة المركز 100 كتاب عن الإسلام، أعقبه عرض لفيلم تسجيلي عن حياة المسلمين في روسيا، ثم رحب الدكتور مجدي عاشور بالوفد الروسي وأشاد بالتعاون المثمر واللقاءات التي تمت على مستوى المؤسسات الدينية في مصر وموسكو، وتبادل الخبرات عن طريق عقد الدورات التدريبية بدار الإفتاء المصرية.
وأضاف أن مكافحة الفكر المتطرف ليست أمراً مشتركاً بين مصر وروسيا فقط ولكن بين دول العالم جميعاً، لذلك أنشئت دار الإفتاء مرصداً إعلامياً لرصد الأفكار الشاذة المتطرفة سواء في مصر أو خارجها ومن خلاله تمت معالجة ظواهر كثيرة على رأسها ظاهرة الإسلاموفوبيا ومجابهة أصحاب الفتاوى الشاذة والرد عليها بجميع اللغات، مؤكداً أن الخطر الأول الآن المعوق لأي حضارة هو الفكر المتشدد والتيارات المتشددة الإسلامية وغير الإسلامية.
وقال الدكتور هشام عبد العزيز إن رجال الدين في مصر وروسيا يتعاونون معا من أجل الإنسانية وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومحاربة الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان (خطورة التكفير والفتوى بدون علم) صدر عنه كتاب مفاهيم في مواجهة التطرف الذي تمت ترجمته إلى اللغة الروسية في تعاون مشترك بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة المصرية، كما أن الوزارة لديها أكثر من 20 صفحة وموقعا على الإنترنت تعمل على التصدي للفكر المتطرف.
وأشاد الدكتور خالد عمر أن باللقاء وقدم الشكر للمركز الثقافي الروسي على الدعوة، آملاً تنظيم سلسلة من اللقاءات من أجل تبادل الأفكار للقضاء على ظاهرة الفكر المتطرف المعادي للإنسانية، مؤكدا أن دار الإفتاء بصدد الإعداد لخطط وأفكار لتدريب المعنيين بالاعتدال الإفتائي حول العالم.
وأشار الدكتور أحمد ممدوح إلى أن التطرف هو ظاهرة إنسانية وليست إسلامية، وأن التوجه العام في الشريعة الإسلامية هو توجه مضاد تماما للتشدد، وأكد أنه يجب على الجميع التعاون من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة التي نشرها المتطرفون واستبدالها بالفكر الصحيح.
ومن جانبه أشاد مفتي موسكو بالعلاقة الوثيقة بين المؤسسات الدينية في روسيا وبين وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف الذي تخرج منه وكان وما زال منارة الإسلام، لافتا إلى أن مشاكل الفكر المتطرف في مصر تتشابه مع ما تواجه روسيا.
وذكر ايلدار علاء الدينوف أن روسيا تضم أكثر من 20 مليون مسلم وهم ممثلو أعراق ومذاهب مختلفة، وأن الأشخاص ذوى الأفكار المتطرفة أحد أساليب إيصال أفكارهم إلى الناس تعتمد على تشويه صورة المساجد والإدارات الدينية والأئمة، ولمواجهة ذلك قاموا بإصدار الفتاوى وطباعة الكتب لنشر الأفكار الصحيحة عن الإسلام وإقامة عدد من الفعاليات مثل المسرحية الإسلامية التي يحضرها المسلمون وغير المسلمين.
كما عبر روسلان صياحوف عن اعتزازه بزيارة بلد الأزهر الشريف فهم جميعا من طلابه وأبنائه الذين استقوا العلم من أساتذته، لافتاً إلى أن الأزهر له دور كبير في حياتهم بل وحياة أسرهم أيضا، مشيرا إلى أنه تم افتتاح أكاديمية بولغار الإسلامية في تتارستان في شهر سبتمبر 2017 بدعم مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن أهدافها إعداد رجال دين وأئمة مساجد مؤهلين لخدمة كافة المسلمين في مختلف أرجاء روسيا ومكافحة الأفكار المتطرفة وإنشاء حيز ديني وتعليمي موحد وثقافة مؤسسية داعية لاحترام ثقافة الشعب والشعوب الأخرى.