النهار
الإثنين 30 سبتمبر 2024 12:22 صـ 26 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

لكي لايخذل اليمنيون رئيسهم

فيصل الصفواني
فيصل الصفواني
بقلم: فيصل الصفوانييواجه الرئيس عبد ربه منصورهادي إرباكات ومعوقات كبيرة تصل في رأي بعض المطلعين الي حد الحصار العسكري من قبل قوات الحرس العائلي التي مازالت قياداتها خاضعة لأفراد عائلة الرئيس السابق ، وتهدف المعوقات الي إخضاع فخامة الرئيس لهيمنة وتبعية الرئيس السابق الذي ما زال يسعي هو الآخر لتكريس سلطة رئاسية مهيمنة علي سلطات الدولة وموازية لسلطة الرئاسة من خلف الكواليس .اذ تفيد معطيات الواقع ان صالح مازال يحاول إدارة الهيئات الحكومية والرسمية من خلف الستار المسدل علي جرائم رئاسته السابقة والمعروف بقانون الحصانة، وإذا أردنا من المشير عبدربه منصور ان يبقي رئيسا فاعلا وعادلا لكل اليمنيين علي حد سواء ، وان يكون قادرا علي خدمة اليمن خلال المرحلة الراهنة ، فينبغي علينا ان نمنحه تأييداً شعبيا مستمرا طيلة فترة حكمه بدء بكسر الحصار العسكري الراهن .اما التفويض الشعبي والثقة الوطنية اللذان منحهما الشعب للرئيس يوم الحادي والعشرين من فبراير الماضي ،لايختزلان الدور الشعبي ولاينتهي دور المواطن اليمني بهما أوبالتوقف عند حدودهما .وبفعلهما فقط لن يتمكن الرئيس من فرض قراراته الرئاسية وممارسة صلاحياته الدستورية وتنفيذ المبادرة الخليجية بآلياتها التنفيذية بالشكل المجدي والمطلوب .اذ ندرك جميعا ان الرئيس يواجه عوائق شتي وان البيئة السياسية والعسكرية والأمنية غير مواتية حاليا لمهمة البناء بسلام وهدوء.وبالإضافة الي صالح واولاده ينبغي ان نشير الي وجود مراكز قوي آخري لم تنجح ثورة الشباب الي الان في تفكيك روابط قواها وبعضا منها تعتبر نفسها ربائب النظام المخلوع والوريث الشرعي لقوته ،ورغم تعدد مراكز القوي وتناقض مصالحها الا ان كلا منها يحاول ان يحجز له مكانه ونفوذ سياسي في المستقبل عبر الهيئات السياسية والحكومية ان وجد الي ذلك سبيلا ، ورئيس الجمهورية اذا لم يجد قوة شعبية داعمة لسلطته ومؤيدة لقراراته ،فانه وبلا شك سيقع فريسة سهلة لاستغلال مراكز القوي النافذة والمهيمنة علي فاعلية المشهد السياسي والاجتماعي ، خصوصا وان قيادات معظم الوحدات العسكرية ما زالت مرتهنة لبقايا نظام الحكم السابق.وعليه فان نجاح الرئيس يتوقف علي وعي ناخبيه ، باعتبار ان سلطة الرئاسة هي المدخل الحقيقي لمؤسسة العمل وحل اشكالية السلطة الرسمية في البلد عموما .واذا تخاذلنا عن ممارسة دورنا الجمعي في دعم الرئيس ومساندته في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا السياسي فاننا سنكون قد أسهمنا الي حد كبير في إعادة انتاج سلطة رئاسية قائمة علي الاستقواء بمراكز قوي متعددة تعمل علي حماية شخص الحاكم ومعاونيه وتسهم بدور كبير في تقويض فكرة الدوله بمشروعها المؤسسي، ومن حسن حظ اليمنيين ان رئيسهم الراهن قادم من سلطة رئاسية سابقة نعرف جميعا انها تحولت الي عائق امام الهيئات الحكومية والرسمية وتحول وجودها الي ازمة سياسية خانقة في مختلف مجالات الحياة اليمنية ، واليمنيون جميعا يدركون ان عبد ربه منصور هادي لم يكن ضالعاً في جرائم الرئاسة السابقة ولم يكن مشاركا في صناعة ازماتها رغم وجوده فيها .