في الذكرى 72 لمذبحة دير ياسين
السفير محمد صبيح : الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر جرائم الاحتلال الاسرائيلي
شدد السفير محمد صبيح امين سر المجلس الوطني الفلسطيني ، الامين العام المساعد السابق لدى جامعة الدول العربية على أن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر جرائم الاحتلال الاسرائيلي وستبقى في ذاكرته ، مؤكدا في الوقت ذاته ان الشعب الفلسطيني ، لا يخاف ارهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال ؛ وسيبقى متمسكاً بحقوقه المشروعة ومناضلا من أجل نيلها .
جاء ذلك في تصريح للسفير صبيح اليوم بمناسبة مرور ٧٢ عاما على ذكرى مذبحة دير ياسين والتي كانت احدى مشاهد التاريخ الدامي لاسرائيل .
وقال السفير صبيح : لقد ارتكبت منظمتان عسكريتان صهيونيتان ، هما الارجون بقيادة مناحم بيجن ، والثانية شتيرن ليحي بقيادة اسحق شامير ،مذبحة وحشية مروعة .
فقد حاصر مسلحو التنظيمين الارهابيين قرية دير ياسين في قضاء مدينة القدس في فجر الثامن من نيسان 1948؛ ونفذ المسلحون عملية تنظيف عرقي، بالقاء المتفجرات على المنازل ،واعدام بالرشاشات ،وتمثيل وحشي ؛ بالجثث ؛ مما تسبب في ابشع مذبحة ، راح ضحيتها 260 فلسطينياً من اهالي القرية ؛من اطفال ,ونساء وشيوخ ؛كانوا نيام عزل من السلاح .
ونفذت هي الجريمة الوحشية ؛وفق تخطيط محكم مدبر؛بين هذين التنظيمين ؛ومنظمة الهاجاناة برئاسة ديفيد بن غوريون ،ترمي الى تهجير ،الشعب الفلسطيني من قراه ،ومدنه .
ولم تكن هذه المذبحة ؛ معزولة عن غيرها من المجازر التي نفذت ،وهي عديدة جدا في قرى ومدن فلسطين، والتي كان من ضمنها هدم اكثر من 540 قرية فلسطينية ؛ حتى لايعود لها اهلها .
وقد تمت هذه المذبحة البشعة ،بالقرب من معسكر للجيش البريطاني ؛ ومعسكر آخر لقوات الهاجاناه ، وقد حاول ممثل الصليب الاحمر السيد جاك دي رينيه فرنسي الجنسية من دخول القرية ، لاكثر من يوم . مع انه حاول الاستعانة بالقوات البريطانية القريبة وقوات الهاجاناه ؛ولما استطاع دخول القرية وجد عشرات الجثث قد القيت في بئر ، او لازالت تحت الانقاض ؛ ولم يجد ،احيائنا ، وكتب تقريراً مطولاً عن وحشية ؛ وسادية ؛ وتشويه الجثث .
وقد ارسل ، مناحيم بيجن ، الى قائد الارجون العسكري برقية تهنئة ، يقول فيها " قل لجنودك انهم صنعوا التاريخ في اسرائيل ".وقال ايضاً؛ ان مذبحة دير ياسين اسهمت مع غيرها من المجازر الاخرى في تفريغ البلاد من 650 الف عربي ، كما جاء في كتابه ،(الثورة ) ، واضاف لولا دير ياسين لما قامت اسرائيل .
اما بن غوريون رئيس الهاجاناه ، والذي اصبح رئيس وزراء اسرائيل ؛ قام بمكافأة ؛ قائد كتيبة الهاجاناه شموئيل لاجيس ، المسؤول عن تنسيق المذبحة ، بمنحه بعثة دراسية للخارج ؛ ومن نافلة القول ان كل من اسحق شامير ؛ ومناحم بيجن اصبحا رؤساء وزارة في اسرائيل فيما بعد .
واضاف السفير صبيح : لقد مر على هذه المذبحة الوحشية 72 عاماً ، وارتكبت اسرائيل الكثير من المذابح في فلسطين وخارجها خلال هذه المدة ؛ ويذكر منها بحر البقر في مصر في 8 ابريل 1970 ، بقصف مدرسة ابتدائية ، وفي لبنان مذبحة قانا الشهيرة التي قصف فيها ملاجىء ضم العديد من المدنيين في 18 ابريل 1996 ؛ ومذبحة قانا الثانية بقصف عمارة سكنية في
30 يوليو 2006 اودت بحياة عدد كبير من الاطفال والنساء والرجال .
وبهذه المناسبة ؛ وبرغم هذا التاريخ الدموي الارهابي لدولة اسرائيل ، الذي لا زال مستمراً لاكثر من سبعة عقود ، وراح ضحيته ،ابرياء فلسطين في الضفة الغربية وغزة ،كما راح ضحيته غير فلسطينيين ؛ الكونت برنادوت ،واسحق رابين ؛ وراشيل كوري الناشطة الامريكية للسلام والناشط البريطاني للسلام توم هوراندال ؛ وقتل واغتيال اكثر من عشرة آلاف طفل فلسطيني منذ عام 1967 .ومئات الالاف من الجرحى من كل الاعمار .
وبمناسبة هذه الذكرى الاليمة اكد السفير صبيح ان جميع هذه المجازر الوحشية لا تسقط بالتقادم .
وان هناك أعدادا كبيرة، جداً من اليهود يرفضون ، جرائم اسرائيل الدموية ، وهم مطالبون بتنظيم انفسهم لتطهير التاريخ اليهودي ؛ ووقف هذه المجازر التي ترتكب باسم الجميع .
و ليعلم المحتل الاسرائيلي ؛ ان الشعوب لا تهزم ؛ وهذا هو درس التاريخ .