الوعي المصرى في مواجهة ” كورونا ”
بقلم : أميرة أبو الحسن
لا أحد يختلف على أن مواجهة الوباء " كورونا " تتطلب منا أن نعمل معاً ..الجميع دون استثناء من أجل أن تجتاز بلدنا الحبيب مصر الأزمة التى عصفت بدول كبرى ، فحصدت الأرواح ، وشلت الحياة ، و هذه المواجهة من المستحيل أن تتحقق دون وجود وعى ،فالوعى هو ما نرجوه ونسعى دائماً لتواجده فى كل وقت لكنه فى زمن الأزمة يبدو ضرورة ملحة ووسيلة انقاذ ...باعتباره حاله يقظه لا تتحقق إلا بالمعرفة .
والوعى الذى اقصده فى هذا المقال هو الوعى المصرى فى مواجهة كورونا
لأن هذا الوعى ليس فقط وسيلتنا الهامة لعبور هذه الأزمة لكنه الإطار الذى سيحدد شكل المستقبل أيضاً .
و ليس هناك خلاف على أنه إذا اردت أن تغيب الوعى فليس عليك سوى أن تضرب جذور المعرفة والثقافة فيفسد العقل الجمعى ومع الزمن يفقد القدرة على مسايرة العصر و النظر للمستقبل ، و رغم أننا تعرضنا فى العهود السابقة إلى تجريف لكل ماهو من مصادر المعرفة التى تصنع الوعى إلا أن الأمل لم يمت فى إحياء الوعى كما أن المعرفة لم تتبخر .. ومن هنا فأننى ادعو صُناع الوعى لجهد أكبر لعلها تكون ثمرة من ثمار هذا الوباء فالأزمات ليست كلها شراً كاملاً فقد علمتنا الأحداث و الوقائع أن المحنة تولد من رحم المحنة
تذكروا معى أنه عندما ظهر وباء كورونا فى الصين بمقاطعة " ووهان " كان الوباء وحصد منهم الآلاف كان العالم يقف متفرجا دون أن يسجل موقفا داعماٍ ومساندا للحرب التي كانت تخوضها الصين في مكافحة " كورونا " ووحدها مصر من خاضت غمار الذهاب للخطر فى معقله داعمة للصين ، و مستفيدة من تعاملها مع الأزمة و هذا الوعى من القادة السياسية منح لوزيرة الصحة معرفة تفوق نظرائها فى الدول الأخرى التى فؤجئت بحضور الفيروس لتعيش صدمة حادة لها تداعيات سلبية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم يسبق لها مثيل ، بينما وزيرة صحة مصر قالت من البداية أن الوباء قادم قادم وعلينا الاستعداد لمواجهته وكان هذا تمهيد جيد للوعى بمعرفة تواجه ولا تهرب ... تستعد ولا تتكاسل .
و قد ترتب على هذا إجراء الفحص لكل الوافدين مصر دون استثناء وإيقاف الرحلات المنافذ البرية أمام جميع المسافرين ثم تعليق الدراسة والامتحانات في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات و تنظيم إجراءات الحجر الصحي مع تأهيل المرافق الصحية للمواجهة
وهذا ما وصل بنا إلى أن تكون مصر من الدول بسيطة الإصابة بكورونا بفضل الله وجهود ووعى مؤسساتها الذى يبقى أن نرتقى إليه جميعاً فى مواقفنا وكلماتنا و تصرفاتنا فهناك سلبيات لا تزال بحاجة لوعى أكبر لننجو جميعاً من الخطر الأكبر
إن الفرق ما بين التجربة الصينية والغربية في التعامل مع فيروس كورونا أن الأولى أخذت الموضوع على محمل الجد منذ البداية وهذا ما تبين من خلال الإجراءات الاحترازية الاستباقية تجاه الوباء، بالرغم من أن خبراء الصحة أشاروا في بداية الأمر إلى أن الفيروس الجديد ليس فتاكا كما يصوره الأعلام خاصة عند معرفة أن معدل الوفيات في أوج مراحل تفشي الوباء في الصين قُدر بحوالي 3.3% بين المصابين، فيما بلغت أعداد الوفيات جراء فيروس سارس 9.6%، إلا أن الخبراء فى الصين انتبهوا إلى الفارق في سرعة الانتقال، حيث فاق عدد الحالات المصابة بعد شهر واحد من ظهور كورونا الجديد العدد الإجمالي للمصابين بفيروس سارس على مدار ثمانية أشهر، فسارعت الصين إلى ايقاف تمدده من خلال تكثيف الإجراءات الاحترازية الحاسمة للحيلولة دون تفشي الوباء إلى مختلف المقاطعات، وهو ما اعُتبر مؤشراً جيدا على أن الوضع إجمالا يتخذ منحى إيجابيا وهو ما يعني نجاح الصين في ما قامت به من إجراءات بهدف احتواء انتشار الفيروس أساسه الوعى و اتمنى أن ندرك هذا فمازال وعى بعضنا بالخطر أقل مما يجب و ربما منعدم .