«النيازك».. ثروة قومية فى سلطنة عُمان تُقدر بملايين الدولارات
* السلطنة تسلمت 100 نيزك تتضمن قطعتين نادرتين من القمر والمريخ
وقعت وزارة التراث والثقافة العُمانية، اتفاقية مسح وتوثيق ودراسة وتصنيف النيازك العُمانية، مع متحف "بيرن للتاريخ الطبيعى" بسويسرا.
وقد وقع الاتفاقية من الجانب العُمانى سالم بن محمد المحروقي وكيل الوزارة لشئون التراث، ومن الجانب السويسري البروفيسور "بيدا هوفمان" رئيس قسم علوم الأرض بالمتحف رئيس البعثة السويسرية للنيازك.
وقال "المحروقي" إن الاتفاقية جاءت امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة عام 2009 بين وزارة التجارة والصناعة العُمانية والمتحف، لدراسة النيازك وتصنيفها، والذي بدأ فعلياً عام 2011 وأثمر عدداً مهماً من النيازك بأجناسها المُختلفة وحمايتها وحفظها وفق المعايير العلمية المتبعة.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تسليم المجموعة الأولى من المتحف المتمثلة فيما يزيد عن 100 نيزك تتضمن قطعتين نادرتين على المستوى العالمي مصدرهما القمر والمريخ، ويعودان إلى آلاف السنين وتصل قيمتهما إلى ملايين الدولارات، وتعتمد أسعارها على أوزانها وندرتها، حيث يصل سعر الجرام للنيزك القمري ما يقارب 10 آلاف دولار للجرام الواحد، والنيزك المريخي ما يقارب 5 آلاف دولار للجرام.
وأوضح "المحروقى" أن ذلك يأتى مع بداية وصول فريق من العلماء السويسريين لمواصلة برنامج المسوحات الذي استمر 3 أسابيع ماضية، وغطى مناطق محددة من محافظات السلطنة، مشيراً إلى أن سلطنة عُمان تمتلك حوالى 10 آلاف قطعة نيزكية 80% منها موجودة بالسلطنة ومحفوظة بمخازن الوزارة، بينما تم إرسال 20% لمتحف التاريخ الطبيعي ببيرن لغرض الدراسة.
ودعا إلى التعاون مع الوزارة لمن يعثر على النيازك من أجل توثيقها وضمها لرصيد الوزارة لتكون متاحة للعرض والدراسة، مشدداً على أن التنقيب عنها غير قانوني بدون موافقة مسبقة من الوزارة.. وقال إن هناك تعاوناً مع الجمارك بشرطة عُمان السلطانية وباقى الجهات المعنية، لفرض رقابة على تصدير النيازك أو المقتنيات الأثرية، وإن هناك تبعات قانونية وعقوبات مُغلظة لمن يحاول تهريبها.
من جانبه قال الدكتور علي بن فرج الكثيري استشاري بوزارة التراث والثقافة العُمانية في مجال النيازك، إن الوزارة ستسعى إلى تركيب كاميرات تراقب السماء في 4 مواقع مختلفة، وتم اختبارها في أستراليا، وذلك لرصد أي نيازك تدخل أجواء السلطنة، والوصول إليها فور سقوطها لإجراء المزيد من البحوث العلمية عليها قبل تأثرها بالعوامل الأرضية.
وأوضح أن الأرض العمانية مثالية للبحث عن هذه الصخور وذلك بسبب ما تحويه من طبيعة جيولوجية وجغرافية وامتداد الصحاري وعدم وجود التضاريس يؤدي إلى كثرة العثور على هذه التحف القيمة التي تعد تراثا حضاريا لهذا البلد .
وكشف أنه حتى الآن لم يتم الحصول على نيزك لحظة سقوطه، وجميعها كانت في فترات سقوط مختلفة، وقال: "على سبيل المثال سقط نيزك في عام 2012 وعثر عليه بعد 5 سنوات، كما أنه لا توجد منطقة محددة تسقط فيها النيازك بشكل أكبر دون غيرها".
ومن جهتها قالت رحمة بنت قاسم الفارسية مديرة عام المتاحف بالوزارة، إن الوزارة ستنظم في شهر أبريل المقبل معرضاً يحتضنه المتحف الوطني بالسلطنة، يحتوي على أهم النيازك التي عثر عليها في عُمان، موضحة أن المعرض يستهدف طلبة مدارس وكليات وجامعات السلطنة والمهتمين والسياح، ويصاحبه إقامة عدد من المحاضرات يلقيها متخصصون في هذا المجال.