العرب يستردون كبرياءهم
إنه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضتة الجيوش المصرية و السورية إسترد العرب كبرياءهم و ثقتهم في أنفسهم مما أدى إلى تدعيم النفوذ العربي على الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الإستراتيجية و السياسية في أن مصر قد كسبت الحرب .
وإن كفاءة الإحتراف في التخطيط و الأداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكناً لأي جيش آخر في العالم أن يفعل ما هو أفضل منها و لقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب أركان الحرب و على الأخص عنصر المفاجأة التي تم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس على جبهة عريضة .
لقد فشلت المخابرات الإسرائيلية فشلاً ذريعاً حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية على النوايا المعادية بينما تم تجاهل القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان و أدى الخطأ في حساب القدرات العربية إلى نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب أخر يجب إعطاء فضل كبير إلى الأمن العربي و السرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفى لتأكيد المفاهيم الإسرائيلية الخاطئة المسبقة .
لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها بأسلوب إستراتيجي و خاضها الإسرائيليين بأسلوب تكتيكي ففرض المصريون حصاراً ناجحا على حركة الملاحة إلى ميناء إيلات و ذلك بإغلاق مضيق باب المندب و يبدو أن حصارهم في البحر المتوسط منع معظم السفن المحايدة و الإسرائيلية من الإقتراب من الشاطئ الإسرائيلي .
في الجبهة الجنوبية فشلت محاولات إسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلاً ذريعاً بفضل فاعلية الذفاع المصري .
قرر الإسرائيليون أيضا محاولة الإستيلاء على مدينة السويس و لكن رغم أن دباباتهم توغلت إلى قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة جداً لدرجة أجبرتهم على الإنسحاب بعد أن أصيبوا بخسائر كبيرة .
المؤرخ العسكري الأمريكي / تريفور ديبوي - رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن