شعبان خليفة يكتب : سد النهضة7 سنوات من المفاوضات .. هذا يكفى ؟! ( 1 )
استغلت أثيوبيا حالة الفوضى ، والارتباك التى حلت بمصر على وقع احداث 25 يناير 2011 ، و شرعت فى إجراء أحادى الجانب لبناء سد جديد اطلقت عليه سد النهضة متزامناً مع "هيصة " إخوانية " فنكوشية " أطلق عليها مشروع النهضة .
ما قامت به اثيوبيا يخالف القانون الدولى والإتفاقيات الخاصة بالإنهار سواء الدولية أو الموقعة بينها ، و بين مصر و دول حوض النيل .
الأحداث التالية شجعت اثيوبيا على التمادى فى مخططها ، خاصة "هيصة " الوفد الشعبى الذى ظن أنه "جاب الديل من ديله " كونه التقى رئيس الوزراء الاثيوبى زيناوى الذى اسمعهم تطاول على الرئيس مبارك وعمر سليمان يكشف أن الرجلين لم يقصرا فى حماية النيل الذى هو دور رئيسى وحاكم لأى حاكم يتولى السلطة فى مصر من الفراعنة وحتى اليوم .
زاد الطين بله زيارة عصام شرف رئيس وزراء الميدان الذى اعجبه تعبير فتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين .. مع أن الصفحة القديمة كانت مجيدة وتدعو للإعتزاز .
زاد البلة بله و بلاهة أيضاً اجتماع الرئيس الإخوانى الراحل محمد مرسى مع شخصيات مثل ايمن نور ، وغيره على الهواء ليشاهد العالم مهزلة المهازل فى إدارة أهم ملفات الأمن القومى المصرى برعاية مستشارنه باكينام الشرقاوى .
شعاع الأمل الذى بدا فى النفق المظلم كان فى اللجنة الثلاثية التى تشكلت ، وتضم خبراء من مصر ، و السودان واثيوبيا فضلاً عن اربع خبراء دوليين ، و قد اصدرت هذه اللجنة تقريراً بالغ الأهمية يكشف بجلاء مخاطر السد الاثيوبى ، والتى لا تقتصر على كارثة مائية بل تتجاوز ذلك إلى أزمات أخرى تتعلق بالاكسجين والكهرباء .... و غيرهما نعرضها بالتفصيل كما وردت بالتقرير فى المقالات التالية من هذه السلسلة خاصة و أن خبراء فرنسيين قالوا صراحة : إنه لا بديل عن الالتزام بمراحل تنفيذ الدراستين الفنيتين التى أوصى بها تقرير اللجنة الدولية فى مايو 2013 لإنقاذ ما يمكن انقاذه ..
لقد نقل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته فى الأمم المتحدة الملف لمرحلة جديدة ذات بعد دولى بعد أن ثبت أن اثيوبيا تراوغ فى محاولة لكسب الوقت حتى تنتهى مما خططت له رغم أن تقرير اللجنة الثلاثية حذر صراحة من أن احتمالات انهيار السد كبيرة ونتائجها كارثية خاصة على السودان . .. محتوى تقرير 2013 هو موضوع المقال القادم