النهار
الإثنين 30 سبتمبر 2024 06:24 مـ 27 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الدول العربية تستعد لتمديد مهمة المراقبين في سوريا

من المرجح ان تقرر الدول العربية المنقسمة بشأن كيفية التعامل مع الازمة في سوريا تمديد مهمة المراقبين التي يقول منتقدوها انها تمنح الرئيس السوري بشار الاسد المزيد من الوقت لقتل معارضي حكمه.ويلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد لمناقشة نتائج مهمة المراقبين التي استمرت شهرا وانتهى تفويضها يوم الخميس وينبغي عليهم الاختيار بين التمديد والانسحاب وزيادة عدد افراد المهمة.وترغب بعض الحكومات العربية في زيادة الضغط على الاسد لوقف حملة بدأها منذ عشرة اشهر لسحق انتفاضة شعبية تقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا خلالها بينما تخشى حكومات اخرى من ان اضعاف الاسد قد يزج بسوريا في صراع اعمق يزعزع استقرار المنطقة برمتها وربما تتخوف بعضها من تهديد شعبي داخلي في حال اطيح بالاسد.ويوجد رئيس بعثة المراقبين الفريق اول الركن السوداني محمد الدابي في القاهرة حاليا لتقديم تقريره للوزراء الذين سيجتمعون عقب اجتماع لجنة الجامعة العربية بشأن سوريا.وقتل مئات الاشخاص خلال فترة مهمة المراقبين التي ارسلتها الجامعة الى سوريا لتقييم مدى تنفيذها لمبادرة عربية جرى الاتفاق عليها في اوائل نوفمبر تشرين الثاني الماضي.وقال نشطاء المعارضة السورية ان قوات الاسد قتلت 35 مدنيا يوم السبت وجرى العثور على 30 جثة مجهولة الهوية بمستشفى في ادلب. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان 14 سجينا على الاقل واثنين من افراد الامن قتلوا في مركبة امنية في محافظة ادلب.وقد يتيح تمديد مهمة المراقبين البالغ عددهم 165 مراقبا وربما منحهم المزيد من الصلاحيات الدول العربية المزيد من الوقت للتوصل الى طريقة للخروج من الازمة.ونقلت قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية عن مصدر لم تكشف عنه قوله ان الدابي يعتزم ابلاغ الوزراء ان الحكومة السورية لم تحترم بشكل كاف بروتوكول السلام ويعتزم طلب تمديد مهمة البعثة.والتقى الامين العام للجامعة نبيل العربي بعدد من المسؤولين العرب امس السبت وقال مصدر مقرب من الجامعة ان الوزراء قد يقررون تمديد المهمة لشهر اخر وتزويدها في نفس الوقت بدعم اضافي يتمثل في خبراء من الامم المتحدة او خبراء عسكريين.وتتعجل قطر والسعودية اتخاذ قرار ضد الاسد واقترحت قطر ارسال قوات عربية الى سوريا.وتقول مصادر الجامعة العربية ان من المقرر ان تناقش الجامعة الاقتراح لكن العمل العسكري ضد سوريا سيحتاج الى تأييد بالاجماع في وقت لا تزال فيه عدة دول تؤمن بحل عبر التفاوض. ويقول بعض معارضي الاسد انهم فقدوا الامل في الحكومات العربية منذ فترة طويلة.وطلب المجلس الوطني الانتقالي المعارض رسميا من الجامعة العربية في وقت سابق يوم السبت احالة الازمة السورية لمجلس الامن الدولي.وقال بسمة القضماني المتحدثة باسم المجلس في القاهرة ان المجلس يعتقد انه اذا احالت الجامعة العربية القضية للامم المتحدة ولمجلس الامن فان الموقف سيتغير.ولم يشهد اقتراح ارسال خبراء من الامم المتحدة لدعم المراقبين العرب تقدما يذكر في الاجتماع الاخير الذي عقد ببداية يناير كانون الثاني وقالت دمشق انها ستقبل تمديد مهمة المراقبين دون اي توسيع لنطاق نشاطها.وحاولت سوريا التي تسعى لتجنب تحرك اجنبي اكبر اظهار التزامها بالمبادرة العربية التي تطالبها بالكف عن القتل وسحب الجيش من المدن واطلاق سراح المعتقلين والسماح بدخول مراقبين ووسائل الاعلام والحوار السياسي مع المعارضة.واطلقت السلطات السورية هذا الشهر سراح مئات المعتقلين واعلنت عن عفو وابرمت اتفاقا لوقف اطلاق النار مع مسلحين في احدى البلدات وسمحت للمراقبين العرب بدخول بعض البقاع الساخنة واتاحت الفرصة امام دخول بعض الصحفيين الاجانب.ووعد الاسد ايضا باجراء اصلاحات سياسية وتعهد في نفس الوقت بمعاملة شديدة مع من وصفهم بالارهابيين الذين يحاولون الاطاحة به.وابلغ برهان غليون رئيس المجلس الوطني الانتقالي الصحفيين ان المراقبين غير مجهزين بشكل مناسب ليتمكنوا من تقديم تقييم نزيه عن التزام سوريا بالمبادرة العربية وان المجلس سيرفض اي نتائج لا تتطرق لتطلعات الشعب السوري