"قيمة الإنسان" ودندره الثقافى بقلم د. كمال حبيب
الصعيد عالم هائل من الجمال والطيبة والمحبة يحتاج دوما لمن يقوم علي التواصل والاقتراب والحضور في هذا العالم الرائع الملئ بالحكايات والأساطير والأسرار ،، وحين دلفت إلي قنا لحضور المؤتمر الخامس لمركزدندره الثقافي وكان عنوانه " قيمة الإنسان " ، أدهشني حجم الحضور ، ودقة التنظيم للمؤتمر الكبير فلكل مشترك مكانه وكل مشترك يسجل بياناته كما يجري في المنتديات الثقافية والفكرية الحديثة - رغم الحضور الكبير الذي تجاوز الآلاف ، مستوي التقديم للمؤتمر من قبل الشبان والشابات كان رصينا ومميزا ،، وجلسات الحوار كانت خصبة ،، وتنوع المتحدثون بين مثقفين ورجال دين إسلامي ومسيحي وصحفيين وباحثين وشعراء ، وحين انتهت جلسات الحوار مررنا بآثار لخبرة تنموية مهمة من أول التركيز علي التعليم والنشر والثقافة وتعليم النساء مهنا يتكسبن منها في منازلهم عن طريق صناعة أشكال مختلفة من الحلي المصنوعة بالخرز والعقيق ،،
روح التنمية والمبادرة والإبداع شاعت في أوساط الشباب والفتيات ،، جسر التنمية بين الحالة الدندراوية وبين محيطها الاجتماعي أشاع أجواءً من الأمل والتسامح والتراحم ،، كان لي وللأصدقاء والزملاء الذين حضروا المناسبة جلسة طويلة ومعمقة مع الأمير هاشم الدندراوي عميد العائلة الدندراوية ، طرحت فيه الأسئلة الصعبة وكان الرجل علي قدر من الحصافة والصبر والمعرفة جعلته يجيب علي ما طُرح بإقناع ، فهمت منه أن للأسرة منهجا صوفيا ولكنها ليست طريقة صوفية بالمعني التقليدي ،، فهي تتخذ من التنمية والمحبة والتسامح وتعميق العلاقة مع المجتمع الأهلي وتغيير حياة الناس إلي الأحسن منهجا لها ،،
التجربة الدندراوية في قنا تحتاج إلي الالتفات إليها من الدولة وتحتاج إلي دعمها وتعميمها .
كان المرافقون من الشباب الرائع الجميل عنوانا للأصالة والمحبة والاحترام ،، وكانت أياما جميلة بين الجبل والوادي والنيل الخالد