بعد ردود أفعال واسعة : د. صابر حارص يكشف اسباب سؤال فستان رانيا فى امتحان إعلام سوهاج
بعد ان استمرت مواقع الصحافة والتواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أسبوعا كاملا في التعليق على سؤال إمتحان مادة الإعلام المتخصص بجامعة سوهاج الذي أشار فيه الدكتور صابر حارص إلى فستان الفنانة رانيا يوسف في ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كنموذج تطبيقي للتغطيات الصحفية والتعليق عليها... يبقى السؤال المهم فى الموضوع هو كيف يرى صاحب الامتحان سؤاله وما تعقيبه على ما تم تداوله...؟
سؤال وجهناه للدكتور صابر حارص الذى أكد أن ما احدثه السؤال من ردود افعال يكشف عن جدوى إثارة السؤال أيا كان أسلوب تناوله، لانه أعاد طرح المعايير المهنية والأخلاقية من جديد سواء بالامتحانات العلمية ذاتها أو لدى وسائل الإعلام ومواقع الصحافة والتواصل الاجتماعي، وخلق حالة من النقاش الجاد والهادف حول علاقة الامتحانات بالأحداث الجارية وربطها بالواقع والظواهر المجتمعية حتى لو كانت ظواهر شاذة أو سلبية.
وأكد حارص من خلال مراجعته لكل ما نشر أو أذيع حول الموضوع ان ثمة وعي إعلامي وشعبي كبير بجدوى السؤال لدارسي الإعلام والمشتغلين به عكس ما تصور البعض من مهاجمة ورفض للفكرة.
وتابع حارص ان التحفظات كانت على استخدام هذه الواقعة في إمتحان علمي لان ذلك يعطيها فضلا لا تستحقه، وكان يجب عدم ذكر اسم الفنانة، أو الخجل من استخدام الواقعة كمثال، كما دعا البعض بتجنب استخدام الأمثلة التي تثير الرأي العام..
بينما جاءت الإشادة بالسؤال كما رصدناها ورصدها د. صابر حارص بنفسه على نطاق واسع من اكاديميين واعلاميين وصحفيين ومثقفين وطلاب وخريجين، استعادوا طريقة تدريسه المعتادة التي تنقل طالب الصحافة من قاعة الدرس إلى صالة التحرير بالمؤسسات الصحفية، وإلى معترك الإعلام والمجتمع بتناقضاته وحسناته وسيئاته أيا ما كان سياسة أو إقتصاد او فن او رياضة او مرأة وغيرها.
اشادات
فالإعلامي والصحفي والمدرب المعروف الدكتور محمد سعيد محفوظ يرى أن امتحانات الإعلام يجب أن تختبر تطبيق النظريات على الواقع بكل تناقضاته وتحدياته، وأن الامتحان فعلاً مميز..
كما أن الإعلامي المعروف محمد علي خير بالقاهرة والناس في برنامجه «المصري أفندي» اشاد بالسؤال وطالب رئيس الجامعة بتقديم التحية للأستاذ الذي قام بوضعه لانه أدرك الفرق بين تقييم طالب اعلام عن تقييم طلاب الشرطة أو الهندسة والطب
أما البروفسير الدكتور مرعي مدكور عميد كلية الإعلام بجامعة السادس من أكتوبر يؤكد ان الامتحان أداة جيدة لكشف الطالب المتابع عن الطالب المنقطع، والطالب المهتم عن المهمل ويجبر الطلاب على الحضور بدلا من الأسئلة التقليدية التي يقوم الطلاب بالإجابة عليها بمجرد استذكار المذكرة او الكتاب أيام الامتحان.
معايير الجودة
بينما ذهب الخبير التنموي الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج إلى أن السؤال كان قياس لأداء الطالب في نقد الأحداث الفنية وتدريبه على التغطيات المهنية المناسبة لأحداث فنية معروفة يفترض أن يكون طالب الإعلام على دراية بها بحكم اثارتها للرأي العام سابقا...
كما أكد د. عزيز على أن تطبيق معايير الجودة في الامتحانات يلزم الأستاذ بقياس مدى ما تحصل عليه الطالب من مهارات الفهم والمعرفة والتطبيق والتفكير والالتزام بقواعد المهنة.
أما الدكتورة عزة عثمان رئيسة قسم الإعلام بجامعة سوهاج ترى أن السؤال ممتاز لانه يتناول طريقة تناول الإعلام للحدث وليس الحدث نفسه.
كما أكد الكاتب الصحفى شعبان خليفة رئيس التحرير التنفيذي لجريدة النهار أن السؤال تقييم لأداء الطلاب على التغطية المهنية واخلاقياتها، وصاحبه استاذ ديناميكي يفكر خارج الصندوق.
جدل محمود
أما الدكتورة عزيزة عبده أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج ترى أن الواقعة لا تثير غرائز طالب الإعلام لأننا نعده كالطبيب الذي لا يهيم بجمال مريضته.
أما الطلاب الذين أجابوا على هذا السؤال فقد احتشدوا في مواقع التواصل الاجتماعي إشادة بالامتحان واستاذهم، واعتبروه خروجا عن النمط التقليدي للأسئلة التي لا تحترم عقولهم ولا تشعرهم بأنهم دارسي للإعلام، وأنه لا حياء في العلم والقرآن الكريم ناقش أمورا أكثر انحرافا من مجرد ملابس عارية
وأوضح الطلاب أنهم بحاجة إلى مثل هذه الامتحانات التي تدربهم على تقييم الأحداث والظواهر المجتمعية التي تخالف النسق القيمي وتكسبهم مهارة رسم الطريق الصحيح للوقائع الغريبة التي لا تحترم تقاليد المجتمع.
وعبر عموم الصحفيين عن المكانة والمنزلة التي يحتلها الدكتور صابر حارص في قلوب وعقول تلامذته من الصحفيين والاعلاميين الذين تعلموا منه قواعد وأصول وقيم المهنة وتطبيقاتها.
وتساءلوا: ما فائدة الإعلام اذا لم يدور في معترك الأحداث، ويصبح نافذة للإبداع وطاقة لإثارة الجدل والتعبير عن الرأي عبر أساليب علمية في التدريس والتعليم والتدريب.