في احتفالية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
ابو الغيط: لا بديل عن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
ابو الغيط: سكوت العالم على جرائم اسرائيل عارٌ حقيقي .. وعلى الفلسطينيين الانخراط في مصالحة جادة لإنهاء الانقسام
شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على دعم الجامعة العربية للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الغرب المركزية
جاء ذلك في كلمته اليوم امام احتفالية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتي نظمتها الجامعة العربية بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين والمسؤولين من مصر والدول العربية
ووجه ابو الغيط في كلمته نداء إلى العدد المحدود من الدول التي يتحدث مسئولوها وسياسيوها، عن احتمال نقل سفارات بلادهم إلى القدس.. مثل البرازيل وجمهورية التشيك وأستراليا.. مؤكدا إن هذه الخطوة تُخالف القانون الدولي، وتُلحق ضرراً بالغاً بصورة هذا الدول لدى الرأي العام العربي، وبعلاقات هذه الدول بكافة الدول العربية على مختلف الأصعدة والمستويات، فضلاً عن كونها خطوة لا تُساعد في تحقيق السلام المنشود بل في تعميق العداوة والكراهية.
وقال ابو الغيط ان يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراها عام 1977 هو يومٌ نتذكر فيه حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحقوقه الطبيعية في ممارسة تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.، ونبعث فيه برسالة لأبنائه بأن العالم لا ينسى قضيتهم العادلة، ومعاناتهم وآلامهم الطويلة كما نبعث كذلك برسالة إلى المجتمع الدولي وشعوبه الحرة نذكرهم فيها بمسئولياتهم والتزاماتهم في صيانة الشرعية الدولية وحماية مبادئ القانون والنظام الدولي،
وشدد ابو الغيط على ان القضية الفلسطينية – بثوابتها المعروفة- هي محك رئيسي لقياس عدالة النظام الدولي القائم، ومدى التزامه بالقانون والشرعية.
وقال ابو الغيط ان ذكرى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تمر هذا العام، في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لتهديدات غير مسبوقة.. إذ ما زالت الإدارة الأمريكية تُصر على اتخاذ جملة من المواقف المنحازة والقرارات المُجحفة التي توشك أن تقضي على أي فرصة لتطبيق حل الدولتين دون أن تطرح بديلاً مقبولاً أو معقولاً ، فقد سعت الولايات المتحدة عبر العام الماضي لتغيير معالم حل الدولتين وتقويض ثوابته بسحب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة التفاوض، عبر نقل سفارتها للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إيقاف دعمها للأونروا .موضحا ان هذه الخطوات لن تغير من ثوابت القضية شيئاً.. وهي تظل خطوات معزولة لا تحظى بأي إجماع أو توافق دولي.. بل إن دول العالم المختلفة سارعت إلى إعلان تمسكها بالمرجعيات القانونية وبمقررات الشرعية الدولية في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس في ديسمبر من العام الماضي.. ثم سعت الكثير من الدول الصديقة، ولها كل الشكر والتقدير، إلى سد الفجوة التمويلية في موازنة الأونروا .. لكي تظل مدارسها ومشافيها مفتوحة أمام ملايين اللاجئين .. وبالتالي فإن الرسالة جلية، والإرادة الدولية في دعم الحق الفلسطيني واضحة وساطعة: لا بديل عن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ونبه ابو الغيط الى ان الاحتلال الإسرائيلي بلغ حداً غير مسبوق من الاجتراء على أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني.. حتى صار يتبنى، علناً وبلا شعور بالعار، منظومة كاملة من الفصل العنصري، لم يخجل أن يجعل لها قانوناً سموه "قانون القومية" الذي يتجاهل حقوق أكثر من 2 مليون فلسطيني من فلسطيني الداخل، ويقصر حق تقرير المصير على اليهود دون غيرهم.. ناهيك عن مخططات تهويد القدس وافراغها من سكانها –حصاراً وتهجيراً- وإحكام منظومة الاستيطان في الضفة – توسيعاً وترسيخاً- ليعيش الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة تُذكر بأسوأ نظم العزل والفصل العنصري التي عفى عليها الزمن، وتجاوزتها الإنسانية..
وقال ابو الغيط إن سكوت العالم على هذه الجرائم اليومية هو عارٌ حقيقي.. وما نلمسه من بعض الشركات العالمية مؤخراً من التوجه الجدي إلى مقاطعة الاستثمار والعمل في المستوطنات هو أقل ما يمكن عمله لرفض هذا الواقع اللاإنساني والتبرؤ منه.
وشدد على ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية مركزية .. والقمة العربية الأخيرة اتخذت من القدس عنواناً لها.. ولن يقرر مصير الفلسطينيين طرف سواهم.. ولكن عليهم أن يوحدوا كلمتهم عبر انخراط جاد ومسئول في مصالحة تنهي هذا الانقسام الذي أضر بالقضية وصورتها.
واضاف إن هذا اليوم يُجدد الثقة في عدالة القضية وصلابة من يحملون لواءها.. وكلما أمعن الاحتلال في القهر والعسف والتنكيل.. كلما زاد الفلسطينيون رسوخاً في الأرض، وتمسكاً بالحق، ودفاعاً عن القضية.. موجها التحية لهذا الشعب، ولكل من يتضامنون مع قضيته العادلة ونضاله النبيل.