النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 09:30 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

هل الأمر يحتاج لحوار أم لعقاب؟! 

أ, د /صابر  حارص
أ, د /صابر حارص



حملة منظمة لمقاطعة النبي وسنته وصحابته امتدت إلى محاولة تغيير أو تعطيل العمل باحكام القرآن،.. تأتي الحملة في ذكرى مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين بحجة تجديد الخطاب الديني الذي هو شأن خاص بكبار علماء وفقهاء الإسلام، محرم على الجهلة والسفلة والمرضى والشواذ والمتزلفين والإمعة حتى لو كانوا محسوبين على الأزهر، وهو منهم براء كما جاء في بيانه الحاسم واصفا أفكارهم بأنها فتنة وضلال ينبغي الحذر منها في العالم كله.
استمرار التطاول والسب والإساءة والمغالطات في حق الإسلام، ونبيه وصحبه وأصحاب البطولات في التاريخ الإسلامي والعربي يدعو إلى طرح العديد من التساؤلات:

هل هناك فرق بين حرية الرأي او الاجتهاد، وبين الإساءة للنبي وأصحابه والتشكيك في سنته من الأحاديث والسيرة؟

هل يجوز لغير أهل التخصص الدقيق في أصول الفقه والفتوى والشريعة الحديث في التجديد الديني؟

هل تدخل الإساءة للنبي في ذكراه والدعوة بمقاطعة سنته في باب النقد المباح رغم الآية الصريحة« يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول ولا تولوا عنه وانتم تسمعون»؟

أليست الإساءة للنبي وأصحابه والتشكيك في سنته ومحاولة تعديل أحكام الله تهديدا ساخنا لأمن المجتمع واستقراره ؟

أليس السكوت على هذه الإساءة للنبي والصحابة أقوى غطاء فكري وسياسي وشرعي لاستمرار الإرهاب، وبعث له من جديد بعد ان كان يلفظ انفاثه الأخيرة؟

أليس السكوت على هذه الإساءة للنبي والصحابة والأزهر وأحكام القرآن حجة للتكفير ومن ثم التفجير باعتباره إنكار من الدين معلوم بالضرورة، وأن هذا هو معنى الكفر في أكثر المفاهيم اعتدالا؟

أليس في ذلك عبئا كبيرا على الشرطة والجيش المعنية بالمواجهات الأمنية لجماعات الإرهاب والتكفير؟

ألم يعي الحكماء وولاة الأمر ان هذه فتنة كبرى داخل مصر وخارجها يمكن أن تثير غضب مليار وثماني مئة من المسلمين في العالم وتسيئ إلى مصر ونظامها لولا بيان الأزهر الشريف الذي هو حجتنا الرسمية في رفض هذه الدعاوى؟

هل يمكن لمجتمع يعاني من أزمات اقتصادية وارهابية ومؤامرات خارجية ان ينهض ونحن صامتون على هذه الفتنة وازدراء الإسلام ونبيه والإساءة إلى رسول البشرية انسها وجنها إلى يوم القيامة؟

الا يوجد في القانون والدستور ما يعاقب على جرائم ازدراء الإسلام واحداث الفتنة وهز المجتمع واستقراره؟

لماذا لم يتحرك المحامون إياهم الذين تحركوا من قبل بسرعة فائقة في أمور سياسية ووطنية؟! أليس ازدراء الإسلام والإساءة للنبي بالدعوة إلى مقاطعة سنته من اكثر الامور الوطنية والسياسية والثقافية والاجتماعية؟

اين دور مجلس النواب ولجنته الدينية، و وزير الأوقاف، و برامج الحواريات؟

ماذا لو تلاعبت الجزيرة بمشاعر المسلمين في العالم واقتطعت اقوالا من حديث الهلالي وغيره، وفعلت بمصر بسبب هؤلاء ما فعلته بالسعودية في مقتل جمال؟!

إلى متى نظل صامتين على سيد القمني، ويوسف زيدان، وإسلام البحيري، وخالد منتصر، وسعد الدين الهلالي، ومحمد الباز، ونوال السعداوي، وايناس الدغيدي، وفريدةالشوباشي؟

هل يحتاج هؤلاء إلى حوار بحكم جهلهم او نقصهم المعرفي بأصول الشريعة الإسلامية ام إلى عقاب رادع باعتباره الدواء الوحيد الذي يفيق بعده معتلي العقول ومثيري الفتن؟

موضوعات متعلقة