النهار
الخميس 30 يناير 2025 07:16 مـ 1 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كلية «العلاج الطبيعي» بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تفتح باب القبول ببرامج الماجستير...تعرّف على التفاصيل مدير منظمة العمل الدولية يشيد بالدور الريادي للسعودية في قيادة مستقبل سوق العمل العالمي رئيس البرلمان العربي يبحث مع الأمين العام لمجلس النواب البحريني تعزيز التعاون المشترك الأحد …انطلاق أعمال دائرة الحوار العربية حول: ”الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية” إنسانة جميلة شكل وروح.. تامر حسني يوجه الشكر للمذيعة ندى سلام محافظ السويس يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطويرًا شاملًا في الأداء الحكومي بالمحافظة استمرار التصفيات النهائيةللأولمبياد المحافظات الحدودية في نسخته الخامسة لمحافظة البحر الأحمر طلاب جامعة المنوفية تشهد اصطفاف عناصر من الجيش المصرى بقاعدة المشير طنطاوي بالهايكستب محافظ البحيرة تفتتح المرحلة الأولى لنادي City Club بدمنهور محافظ البحيرة تفتتح وحدة العناية المركزة بمستشفى حوش عيسى المركزي الرعاية الصحية تبحث سبل تشغيل المستشفى الإيطالي ببورسعيد الكشف عن شخصية مصطفي شعبان في ”حكيم باشا” بالبرومو التشويقي

مقالات

ضرورة محاربة خطاب الكراهية

د. محمد القضاة
د. محمد القضاة

 

بقلم : د. محمد القضاة *

ما دفعني لهذا المقال اتساع خطاب الاساءات والإشاعات والأكاذيب والفبركات الإعلامية التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الجديدة والمواقع الإخبارية الالكترونية، وجميعها تثير البلبلة والتشاحن والبغضاء وتنشر اجواء الكراهية والسموم والطاقة السلبية، في وقت احوج ما نكون فيه الى تكاتف الجهود الإيجابية لتجاوز خطاب الكراهية والتحديات القاسية والظروف الصعبة، ومن يتابع هذا الخطاب يرى بأم عينه كيف ينتشر وينال من مسؤولين وأشخاص اعتباريين ويتكرر ويصل أحياناً أعلى المستويات. وهذه الاساءات مرفوضة في الاعراف والقيم والعادات الأردنية رفضا قاطعا، وتشكل اساءة واعتداء على هيبة الدولة وسيادتها، ولا يحق لأحد الاعتداء على الشارع والمعلم والمدير والناس والاساءة لهم ولا يجوز لاصحاب الصوت العالي ان يتنمروا بآرائهم وخطابهم وعدّها حرية رأي وهم بهذا الفعل يساعدون اصحاب الفكر المريض من حملة خطاب الكراهية، والاخلاق الأردنية تأبى الاساءة لأحد وترفض النيل من كرامة الناس، وهذا ما أكده جلالة الملك مؤخرا أن لا احد فوق القانون ولا حصانة لفاسد، ويجب ترجمته على ارض الواقع

وتعالوا معي لنتابع «الميديا» الجديدة بوسائلها المختلفة لتروا حجم الكراهية والاساءات والاكاذيب اليومية عبرها، وتستوقفك عبارات وافكار اساسها الكذب والنيل من الاستقرار والامان؛ فتُذهل احياناً لحجم السخط الذي يعبر فيه الناس على تغريدة لمتدربة في عالم الميديا، وقانون الاهمال هو أنجع الطرق للاستمرار والابداع وان إعطاء الشيء التافه قيمة هو الشيء الغريب. ولنتذكر قول الشاعر: قل ما شئت في مسبتي فسكوتي عن اللئيم جواب. وللأسف غالباً ما يتداول الناس مسجات لأشخاص اعتباريين تحمل افكارا جادة يحمّلونها فوق طاقتها التعبيرية فيسيئون لأصحابها، مع انها تمثل الفكرة نفسها التي يؤمنون بها، وتصدم لحجم تداولها، والمذهل في الامر ان الناس قد تقدمك قربانا لشيء هم لا يقدمون عليه. وتعالوا لتروا كيف أصبح اليائسون! وكيف غدت أواصر التراحم والمودّة؟ وكيف أضحى حال العمل في مؤسسات المجتمع؟ تعالوا لتروا المحن إلى أيّ حدّ زادت! والعفن إلى أيّ درجة طفا على السطح! ولتروا السفهاء والجهلة كيف همُ اليوم؟ وفي المقابل تروا مآلَ الشرفاء والأوفياء والأصفياء والانقياء، تعالوا وانظروا إلى تنامي الجرائم في المجتمع، والى الجشعين والحاقدين، أولئك الذين تبوّأوا المكانة الفضلى في زمن انقلبت فيه الموازين، تعالوا لتروا وجعَ الناس في زمن يستأسد فيه الأذلّة، تعالوا وقارنوا بين ذلك الجيل الذي تربّى على البساطة والقلّة والإيثار، وما يشيع في حاضرنا من سخف وصَغار وأوكار ومواخير لانهاية لها.

وبعد لا بد من محاربة خطاب الكراهية بلا هوادة في مواقع التواصل الاجتماعي بفكر متزن وعقل منفتح ونشر ثقافة الحب والتسامح والجد والاحترام وتفعيل القيم الحسنة والحريّة المسؤولة واعادة الحياة لمعنى الاسرة في بيوتنا ومجتمعنا وممارسة فعل الخير في كل مناشط حياتنا، وعلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ان يفكروا بعمق قبل ان يكتبوا افكارهم وآراءهم، وان يكتبوا بموضوعية وان يفكروا بروية وان يحترموا حروفهم وأفكارهم وأنفسهم، والا ينساقوا خلف خطاب الكراهية والمزاودين والمنافقين وبائعي التمائم والامراض، وان يحاربوا الاساءة بالإحسان؛ خاصة ان الاردن وأهله كانوا مثار الإعجاب؛ فلنحافظ على هذا الارث العظيم، ولا ينبغي أن تكون هذه الاساءات سببا في التضيق على حرية التعبير؛ خاصة ان مجلس النواب ينظر في دورته العادية القادمة في قانون الجرائم الالكترونية وبالتالي على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يتذكروا أنّ الاساءة قد تفضي إلى إقرار ذلك القانون الخلافي؟!

* كاتب بصحيفة الرأي الأردنية

موضوعات متعلقة