النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 07:57 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

حاكم الشارقة يتكفل بإعادة ترميم وبناء المجمع العلمي المصري

أبدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسفه الشديد على حريق المجمع العالمي بجمهورية مصر العربية أحد الثروات العالمية التراثية الهامة، ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية، متعهداً سموه بترميم المجمع العالمي على نفقته الخاصة حباً وعرفاناً لهذا البلد الشقيق الذي طالما قام بدور حيوي في التعليم والتنوير لأشقائه العرب ولم يبخل بما لديه من إمكانيات تعليمية حتى في الفترات الصعبة مشيراً سموه أيضاً إلى البعثة التعليمية المصرية التي أرسلتها مصر إلى الشارقة عام 1954 رغم مرور مصر حينها بأزمة في العملة الأجنبية.جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لسموه من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس مع برنامج العاشرة مساءً على قناة دريم 2 المصرية، وذلك في لفته صادقة عقب تعثر التواصل مع بعض المسؤولين بهذا الشأن لإنقاذ مبنى المجمع العلمي الذي يحتوي على وثائق وكتب نادرة مشيراً سموه إلى أن مكتبته الخاصة بمنزله تضم العديد من الكتب والمخطوطات الأصلية التي طالها الحريق في تلك الأحداث المؤسفة ومنها كتاب (وصف مصر) والمجلة الدورية التي ظهرت عام 1860 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة والتي سيقدمها سموه جميعاً لمصر ومجمعها العالمي كهدية محبة لمصر وشعبها الشقيق.وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن دار الوثائق المصرية التي يتكفل سموه ببناءها على الأرض المقدمة من الحكومة المصرية بعين الصيره ستكتمل قريباً وستضم جميع الوثائق الموجودة بمجلس الوزراء حتى لا تمتد إليها الأيدي العابثة مرة أخرى حفظاً لتراث مصر التي طالما حفظت الأمة العربية.هذا وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد أعلن عن تبرعه بنسخ نادرة من المخطوطات لدار الوثائق المصرية، مؤكداً سموه على أن هذا المبنى وغيره من مباني المصريين ذات التراث وذات القيمة العلمية لابد من المحافظة عليها. وأكد سموه على أن هذه الوثائق والكتب موجودة في مكتبته الخاصة، وهي وصف مصر والمجلة الدورية التي ظهرت في سنة 1860، وقال صاحب السمو حاكم الشارقة الدوريات موجودة ولله الحمد، والنسخ التي احترقت من الطبعات الفرنسية معظمها موجودة لدي ويمكن إكمالها.وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الاتصال الهاتفي: النسخ الأصلية التي لدي كلها مقدمة هدية للمجمع، كما أن هناك نسخ وأنا أعلم أنها لربما احترقت وهي الخرائط الخاصة بالأمير يوسف كمال، وأنا أطمئن الأخوة بان لدي مجموعة منها وهي نادرة إذ لا توجد إلا في مدريد، وكذلك الكتب التي احترقت، حيث طلبت من الهيئة المكلفة أن يرسلوا لي القائمة كاملة وخلال الفترة التي سيتم فيها ترميم المجمع سنحرص على جلب هذه الكتب مباشرة إلى دار الوثائق للتحضير لإرجاعها قريباً بإذن الله تعالى.وقال صاحب السمو: اطمئن الناس بأن ما يصيب مصر يصيبنا وهذا ليس بمنة وهذا ليس بإكرام، إنما هذا جزء من رد الجميل لمن يسر علينا نحن وخاصة أبناء الشارقة، فنحن أتتنا البعثة المصرية عام 1954، وفي هذا الوقت كانت مصر بحاجة إلى العملة الصعبة، ومع ذلك وصلت البعثة المصرية إلى أعداد كبيرة تكفلت بها الحكومة المصرية، ونورونا وعلمونا وأكملوا الطريق في جامعاتهم في القاهرة والاسكندرية وفي عيشة ونحن لا نستطيع رد الجميل، بل مهما فعلنا لا يكفي لرد الجميل.وأضاف صاحب السمو: نحن نقوم الآن ببناء دار الوثائق المصرية بعين الصيرة، وستكتمل بإذن الله مع بداية السنة القادمة وستحتوي هذه الدار على جميع الوثائق الموجودة لمجلس الوزراء والتي سنجلبها بسرعة حتى لا تمتد الأيادي إليها كذلك جميع الحجج التي يمكن أن تتعرض لها هذه الأيدي.واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالقول: لقد خصصت لنا الحكومة المصرية أرض خلف هذا المبنى وهو دار الوئائق بعين الصيرة الذي نقوم ببناءه، أرض سامية لجلب كافة الوثائق الموجودة في مجلس الشعب وفي المؤسسات وفي البلديات إلى ذلك المكان لحفظها بالطرق الصحيحة، سنعمل بإذن الله على حفظ تراث مصر كما حفظت لنا مصر هذه الأمة العربية التي رعتها منذ سنوات وبذلت لأجلها الغالي والرخيص، ونحن لا ننسى موقف مصر في دولة الكويت وهذا لايساويه أي شيء.