النهار
الخميس 28 نوفمبر 2024 04:54 مـ 27 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سكرتير عام البحر الأحمر يستعرض موقف لجنة التنازلات بمدن المحافظة نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الشراكات في محافظة البحر الأحمر أطول بيتزا طولها 20 متر في مهرجان البيتزا علي شواطئ مرسي علم ”آنكر إنوفيشنز” Anker Innovations تكشف النقاب عن رؤيتها المستقبلية فى مصر أبو الغيط يدعو لتوحيد التشريعات العربية وتعزيز التعاون بين مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب إحالة أوراق سفاح التجمع إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه جامعة سوهاج تُسدل الستار على «ماراثون» انتخابات الاتحادات الطلابية: «لبيب» رئيسا و«حسن» نائبا لاتحاد الطلاب مجموعة أغذية تعزز أهداف النمو الاستراتيجي في معرض أبوظبي 2024 هواوي تقدم خدمات استثنائية لجعل نهاية العام ذكرى لا تنسى قمة ”إيجيبت أوتوموتيف” تختتم أعمال قمتها التاسعة بإعلان التوصيات مجموعة البارون تستضيف الحدث الأول لشركة إل تور الألمانية لتعزيز التعاون السياحي موعد وحكام مباراة دجوليبا وبيراميدز في دوري الأبطال

مقالات

لغز جثث أطفال المريوطة

شعبان خليفة
شعبان خليفة

بقلم : شعبان خليفة

 

نجحت أجهزة الأمن فى حل  لغز جثث الأطفال  الثلاثة التى تم العثور عليهم محترقين و فى حالة تعفن بمقلب قمامة بالمريوطية بمحافظة الجيزة ما تسبب فى حالة رعب بين المواطنين مع انتشار شائعات عن نزع اعضائهم نفاها الطب الشرعى لكن الشائعة ظلت منتشرة و بقوة حتى تم حل اللغز بعد جهود أمنية احترافية وفى وقت قصير تفاصيل الجريمة و ملابساتها تثير الاشمئزاز حيث أن الأطفال أشقاء انجبتهم الأم من زيجات متعددة و تسبببت بأهمالها فى الكارثة التى البشعة التى انهت حياتهم  ..

البداية

تعود بداية  الواقعة، إلى مشاهدة الأهالى لتجمع الكلاب حول أكياس قمامة بسجادة اكتشف الأهالى أنها جثث لثلاثة أطفال محترقين فتم إبلاغ أجهزة الأمن و قد تبع الخبر شائعات لا حصر لها عن أن وراء الجريمة تجارة فى أعضاء الأطفال و رغم أن كل المختصين فضلاً عن الطب الشرعى نفوا نفياً قطعياً أن يكون للأمر أى علاقة بتجارة الأعضاء إلا أن الشائعات ظلت تزداد و بينما التزمت أجهزة الأمن الصمت رسمياً إلا أن تعليمات على أعلى المستويات بحل لغز الجريمة فى اسرع وقت كشفت المستور و الذى لم يخطر على بال أحد كسيناريو لهذه الجريمة البشعة ، فحسب وزارة الداخلية فأنه بعد  ورود بلاغ يفيد بالعثور على  جثث لأطفال الثلاثة  بتقاطع شارعي الثلاثيني مع المريوطية دائرة قسم شرطة الطالبية بالجيزة داخل أكياس بلاستيكية وسجادة في حالة تعفن وبهم آثار حروق، ونظراً لأهمية الواقعة وما أثير ببعض المواقع الإخبارية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة حول ظروف وملابسات ارتكابها تم تشكيل فريق بحث على أعلى المستويات  من قطاعات "الأمن الوطني - الأمن العام - أمن الجيزة "

عمل جماعى

و بدأ التحرك وفق خطة منظمة وسريعة فى مهمة محددة وهى حل لغز الجريمة فى اسرع وقت وضبط الجناة وإعلان التفاصيل للرأى العام و بدأت التحريات من موقع الحادث و ما يحيط به حيث  أسفرت جهود فريق العمل الأمنى  إلى التوصل لشاهد عيان لعب دوراً مهماً فى كشف لغز الجريمة وهو بحسب أجهزة الأمن  ( بائع مشروبات متجول بمنطقة العثور على الجثث ) وبسؤاله قرر أنه حوالى الساعة 11مساءً وأثناء تواجده بمنطقة عمله شاهد "توك توك" قادماً من الاتجاه العكسي بطريق المريوطية يستقله سيدتان وطفلة وقامتا بإلقاء سجادة وكيسين من البلاستيك الأسود وانصرف سائق "التوك توك" ثم استقلت السيدتان والطفلة "توك توك" آخر و انصرفا .

حل اللغز

من هنا أصبح لغز اللغز فى " التوك توك " و بالفعل تحرك  فريق البحث الأمنى و قام بجمع المعلومات وحصر سائقي "التوك توك" العاملين بالمنطقة، و اعترف أحد سائقي "التوك توك" بما قرره شاهد الواقعة وأنه قام بتوصيل السيدتين وبرفقتهما طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات من إحدى المناطق بالقرب من شارع الطالبية وكان بحوزتهما سجادة ملفوفة و2 كيس بلاستيك أسود، و طلبتا منه التوقف عند المكان الذى تم العثور على جثث الأطفال به و حصل على الأجرة  منهم وانصرف.

وبتكثيف التحريات أمكن التوصل إلى العقار محل سكن السيدتين الكائن 35 شارع مكة المكرمة من شارع المصرف حيث تم تحديد الشقة سكنهما بالطابق الرابع، وتبين وجود آثار حريق بإحدى الحجرات  وتبين أنها مستأجرة لصالح  "سها.ع"، وتعمل بملهى ليلي، وعُثر على عقد الإيجار ووثيقة زواج للمذكورة من "محمد.إ"، وأنهما يقيمان بالشقة وبصحبتهما "أماني.م"، وشهرتها "منال"، عاملة بأحد الفنادق.

 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأخيرة بمسكن زوجها "حسان. ع"، مزارع - مُقيم بشبرامنت بالجيزة ، وأنها متزوجه منه منذ خمس سنوات، ومنذ حوالى شهر تعرفت على سها من خلال ترددها على أحد الملاهي الليلية بمنطقة الطالبية، وأقامت رفقتها وأطفالها الثلاثة (محمد حسان – يبلغ من العمر 5 سنوات ، أسامة حسان - يبلغ من العمر 4 سنوات، فارس - يبلغ من العمر عامين وغير مُقيد بسجلات الأحوال المدنية ) ومساء يوم الحادث توجهت سها إلى أحد الفنادق الكائنة بشارع الهرم، ولدى عودتهما الساعة 6 صباحاً للشقة اكتشفتا حدوث حريق بإحدى الغرف ووفاة الأطفال الثلاثة فقامتا بوضعهم داخل الأكياس والسجادة والتخلي عنهم بمكان العثور.

اعترافات

و بالتحقيق مع الأم  قررت أمام النيابة  أن الطفل الأول من زوجها عرفياً "مبروك.أ"، مطرب شعبي، ومُقيم بكرداسة، وأن الطفل الثاني من زوجها عرفياً "عيد.ع"، مطرب شعبي، ومُقيم بمدينة النور بالهرم، وأنها قيدتهما باسم زوجها حسان - والطفل الثالث من زوجها عرفياً "عزام.م"، عاطل - ومُقيم بكفر الجبل بالهرم.وبتكثيف الجهود أمكن ضبط "سها.ع"، وزوجها "محمد.إ"، سائق وبمناقشتها أيدت ما جاء بأقوال الأم

وأسفر فحص خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية عن وجود آثار حريق بإحدى غرف الشقة ووجود آثار احتراق ببابها تشير إلى غلقه أثناء نشوب الحريق، كما تبين سلامة باقي غرف الشقة من أية آثار للحريق.

تم رفع عينة من أرضية الحجرة  بمنطقة تركز الحريق وبفحصها معملياً تبين خلوها من أية آثار لمواد تساعد على الاشتعال، وأن سبب الحريق اتصال مصدر حرارى سريع ذي لهب مكشوف "عود ثقاب" ببعض المحتويات سهلة الاشتعال بأرضية الحجرة  "ملابس ومفروشات" ليحدث الحريق بالحالة التي وجد عليها.

خطيئة وجريمة

بإجراء الفحوص المعملية وتحليل البصمة الوراثية DNA تبين أن "أمانى.م"، هي أم بيولوجية للأطفال الثلاثة المعثور على جثثهم وأن كل طفل منهم من أب مختلف عن الآخر وليس من بينهم زوجها الحالي "حسان.ع"، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الجناة ليتم اسدال الستار على حالة الرعب و سيل الشائعات و تبدأ المحاكمة العادلة على جريمة بشعة بدأن بخطيئة و انتهت بجريمة .