النهار
الخميس 10 أكتوبر 2024 08:17 مـ 7 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بمشروع استكشاف الكواكب.. فريق طلابي من المنوفية يفوز في مسابقة وكالة ناسا خلال ندوة «من انتصارات حرب أكتوبر ...إلى انجازات الجمهورية الجديدة» جامعة عين شمس تكرم اللواء أ ح سمير فرج لمسيرته التاريخية مهندس رامي غالي : الأحد ...انطلاق أعمال مؤتمر شباب قادرون لجذب الاستثمارات وتشجيع التصدير ودعم ريادة الأعمال والابتكار ” سرايا القدس ” تستهدف تجمعا لقوات إسرائيلية شمال قطاع غزة أشرف عبدالباقي يطلق حملة ”تعالوا اعرضوا عندنا” للفرق الفنية والمواهب علي مسرح نجيب الريحاني وزير الصحة يستطلع آراء المواطنين عن مستوى خدمات التأمين الصحي الشامل بالأقصر مشاهد خاطفة.. إطلاق البرومو الرسمي لفيلم ”عنها” بطولة احمد مالك وندى الشاذلي كمين محكم ”لكتائب القسام” يسفر عن وقوع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح مذبحة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال بمدرسة مكتظة بالآلاف النازحين بعد فوزه على منافسه الإسرائيلي.. ما لا تعرفه عن عبد الله التهامي بطل إفريقيا في الكاراتيه حزب الله يستهدف قوة لجنود الاحتلال بصواريخ فى رأس الناقورة عذبه حتى الموت.. مصرع طالب إعدادي بالمنوفية على يد والده

صحافة عالمية

الترجمة الكاملة والمحايدة لمقال ”فيسك ” عن الانتخابات المصرية

كتب روبرت فيسك الصحفى الأشهر مقالاً رائعاً فى صحيفة الاندبندت البريطانسة الشهيرة وقد اقتطعت وسائل الإعلام منه كلمة هنا وجملة هناك وهو ما أخل بمضمونه المتكامل وفى حوار مع الزميلة الصحفية والمترجمة آمال أبراهيم - ماجستير ادارة اعمال جامعة ادنبرة،ماجستير اعلام جامعة القاهرة - طلبت منها ترجمة كاملة ومحايدة فقدمتها لنا ولكم مشكورة وهى ماتتضمنه السطور التالية ولها على جهدها كل الشكر المستحقشعبان خليفةترجمة الأستاذة آمال ابراهيمروبرت فيسك: نظرة خاطفة فى الديموقراطية الحقيقية ولكنها قد تبرهن انها فى اعلي درجات الحقيقة.خرج الضباط والجنود فى الشوارع مرة اخري ولكنهم متجاهلين من قبل صفوف الناخبين امام لجان الانتخابات .هل كان ذلك بركة بزوغ فجر جديد؟ وقد امطرت السماء طوال الليل الا ان الشمس فى طابعها الشتوى والسماء القاتمة لمصر جلب المزيد من الزحام مصطفين خارج مكاتب التصويت او لجان الانتخابات متسمين ومتحلين بالصبر والحماس الذي يجعل اى دولة اوربية خجولة اثر هذا الفعل .لقد تجولت وتجولت ورأيت بعض الصفوف وقد وصلت الى النصف ميل تقريبا ثلاثة صفوف كل صف طوله ميل ،وقد تلاشت وخفقت ثقافة التصويت بطريقة فاسدة خلال نصف القرن الماضي . ولم يكن هناك شرطى ينظر نظرة خبيثة او يهدد اي من الرجال والنساء؛ الذين اتو للادلاء باصواتهم ، للتصويت لناخبيهم. ولم يكن هناك اي حد من هؤلاء الذين كانوا يلقون بأوراق الأقتراع فى النيل، لم يكن هناك هؤلاء الذين يحتالوا فى صنع طوابع برلمان اخري. ولكن علامة الاستفهام هنا اوجهها لكل هذا الحماس التى انتاب وردزورث تجاه الثورة الفرنسية.فبالنسبة للثورة المصرية فقد تحولت الى عنف وذهب النعيم والهناء وحل مكانها السخرية، فتجد الاخوان المسلمين يعتلون على الجيش بشكل لا يصدق ، وما زالوا يعتقدون بانهم قادرون على تسيير البلاد على نظام الاقطاعية الخاصة ، بل انهم اعتالو على مراكز التسوق الخاصة بالجيش وعلى تكتلاته المصرفية وعلى الفلل الفاخرة، كما انهم اضروا بالاقتصاد التى لم يمس من قبل اللجان الانتخابية. اضف الى ذلك ان هذا البرلمان، الذي من اجله خرج الملايين من المصريين للتصويت بالامس وسوف تستمر هذه الانتخابات فى العديد من المحافظات فى البلد حتى شهر يناير، لايتمكن من تشكيل حكومة او اختيار وزراءها. هل هذا انتقال حقيقي؟ او هل المشير طنطاوي رفيق مبارك، والصديق الحميم لمبارك كمال الجنزورى - رئيس وقائد جيش مبارك الذي كان له الحق فى تنصيب رئيس الوزراء السابق مرة بعد مرة يعتقدوا ان بامكانهم الاستيلاء على تلك الاماكن مرة اخرى ، فالتصويت الذي كان بالامس فى لجان الانتخابات هو بمثابة رغبة خيالية ، بمثابة انتخابات حقيقية لكل مرشح صادق ليس له سلطة.فهناك القليل من الشك بان البرلمان القادم سيكون برلمان الاخوان المسلمين والتى يسمى نفسه حزب الحرية والعدالة، وقد يكون فى حاجة الى تكوين تحالف يحكم البلاد وذلك فى حالة عدم تنصيب الجيش كحاكم حقيقي للبلاد- الا ان الاحزاب العلمانية فى مصر تعاني وتقاسي الموت ، وهذا هو ما اميل اليه بعد ثورة يناير فبراير. فما زالت الثورة قائمة وان كان فئات المتظاهرين فى ميدان التحرير بالامس قد ازدادوا شئيا ضئيلا، فلم تعرض صور شهداء نوفمبر الا قليلا كما صمتت تلك الاصوات التى كانت تنادى بمقاطعة الانتخابات وعدم التصويت فيها.وبمحاذاة الطريق تجد صور الجيش العظيم ، وهو اكثر صلادة من صور بنك ويست كما تجد المباني الضخمة والهائلة اكثر واقوى من الخرسانة الصلدة، وهو يصد الحشود والمتظاهرين بعيدا عن وزارة الداخلية . اصوارا مثل هذه اعتادة على الركود وتدريب ابدانهم على مدار العديد من الاسابيع . ولماذا وزارة الداخلية نراها وكانها كيان او مبني كريم غالي نفيس؟لأنه مازال الطغيان يخيم على عروشها . فالرجل الذي مازال يعمل مع اناس ارسل لهم جورج دابليو بوش كم من البرقيات وزودهم بكهربية تناسلية، بالاضافة الى روتين نظام مبارك وما نجم عنه من معارضين. او لان تلك الملفات التى تدينهم مازالت بحوزتهم اولأنه مازال هناك فى تلك المبني النفيس تلك الملفات التى هى بمثابة دليل وحجة على الطغيان وعلى الرعب الذي ينتاب وشنطن من القاهرة بالتعاون والتمسك بتلك الذريعة والحجة الا وهى مكافحة الارهاب فليس هناك طريق لأية سياسي فضولى يسلكه ليقترب من هذا المكان .فأين البلطجية الأن واين قطاع الطرق السكاري الذين استخدموا من قبل الشرطة للأساءة للمتظاهرين وضربهم والذين بدأو فى الظهور فى الوقت الراهن فى شوارع القاهرة ويحملون الات حادة بايديهم؟ فلقد ظهروا وبدوا للعيان وسط مجموعة من رجال الشرطة ثم اختفوا فجاة مع ان المشير طنطاوي لدية تحت سلطته الفرقة التاسعة للمحاربين، فقد مُحىَ تماما تلك الوجود الخاطف لهم ، كما ان وحشيتهم دائما ما يتبعها عبارات الأسف والحزن والأسي من قبل المجلس الاعلي للقوات المسلحة والدعاوى الطفولية بأن القائم بهذه الاعمال هى ايد اجنبية.فقد كان ضباط الشرطة والجنود فى الشوارع بالأمس يقوم الضباط بمشاهدة الجنود ، حال كونهم مسترخين فى سياراتهم العسكرية يدخنون و يتجاهلهم تلك الصفوف الحاشدة للناخبين امام اللجان الانتخابية . وتم مخالفة تلك الحظر على اللجان قبل الانتخابات باربع وعشرون ساعة ومازال رجال الوفد يملئون ايديهم بالدفاتر وتأخر اوراق الانتخابات والحبر المستخدم فى لجان الانتخابات . ولكن لم يقم احد بتقديم شكوى لمثل هذه الاحداث. فعلا كان هناك عنصرا او عاملا هزليا فى كل الاحداث. صبحي ابراهيم، رجل بناء معماري، انطلق الى ميدان التحرير مرتدي قبعة مرسوم عليها علم مصر معلق بها اربعة قفازات مكتوب عليه صوتك . اراد السيد/ ابراهيم ان يوصل للمتظاهرين رسالة الادلاء باصواتهم.وكان هناك ايضا صادق المولي، صانع الافلام الوثائقية، وكان لديه اصرار كبير فى عدم امتلاك طنطاوى و رفقائة الثمانية عشر الشرعية فى الحكم . والمهندس محمد عبدالمحسن ، المقتبس ورقة من جريدة المعارضة الحزب وكان فيها صورة كلا من سوزان مبارك وكمال الجنزوري فى صفحة واحدة والتى كان يشير فيها الى ان سوزان مازالت تسيطر على الجنزوري ومازال هو الاخر يسيطر عليها . ومن ثم لا يمكن ان تنتهى او تكتمل انتخابات بلا حبكة .فلا يمكن ان تنهض مصر اذا لم يكن فيه تلك الرموز الذين يساعدون الامييم من خلال اوراق الاقتراع. فقد كانوا متعة خلاقة بل وقد كانوا احيانا بمثابة متعة مثيرة للضحك. ففى الملصقات الكائنة بالشوارع بأمكانك ان تجد منارات او اسماك او اهرامات او تشيرتات او شاحنة تحمل المركبات او مفاتيح او امشاط او ميزان العدالة او خلاطات الفواكه. خلاطات الفواكه فمن يمكنه التنبأ بسبب اختيار مثل هذا الرمز؟ فالحياة فى المستقبل هى الحياة الرغدة الوفيرة من وجهة نظري ، خليط من الفراولة والموز والمسلمين والمسيحين ومصر التى تتميز بالسماحة وعدم التعصب ؟ ولكن يبقي السؤال قائما وهو من الذي سيضع يده على هذا الخلاط.