النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 07:29 مـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

توتر العلاقات الإيرانية البريطانية ... إلى أين؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تشهد العلاقات بين طهران ولندن توترا متصاعدا بعد اقتحام متظاهرين إيرانيينمجمعين للسفارة البريطانية في طهران، حيث أطلقت قنابل حارقة وأحرقت أعلام بريطانية، وهو ما يعيد الأذهان إلى أجواء عملية احتلال إيرانيين للسفارةالأمريكية في طهران، بعد الثورة عام 1979.تأتي هذه التوترات على خلفية قيام بريطانيا بقطع العلاقات المالية مع المصارفالإيرانية الأسبوع الماضي، بعد اتهامها بتسهيل البرنامج النووي الإيراني، ومصادقةمجلس صيانة الدستور في إيران على خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا، بعد يوم منتمريره في مجلس الشورى، وهو يلزم الحكومة بطرد السفير البريطاني وخفض مستوىالعلاقات إلى مستوى قائم بالأعمال.وعكست الموافقة السريعة لمجلس صيانة الدستور، الأهمية التي توليها إيرانلإظهار رد فعلها على العقوبات التي فرضتها بريطانيا عليها مؤخرا.ولم يكن القرار الذي اتخذه مجلس الشورى الإيراني وليد اللحظة، بل عكس طبيعةالعلاقات المتوترة التي سادت بين البلدين على مدى عقود. وكان المركز الثقافيالبريطاني قد ألغى نشاطاته الثقافية في إيران في فبراير 2009 احتجاجا علىالمضايقات التي تعرض لها موظفو المؤسسة من جانب السلطات التي أرغمت الموظفينالإيرانيين العاملين فيها على الاستقالة تحت الضغط من مناصبهم، فيما رفضت الحكومةالإيرانية منح تأشيرات دخول للموظفين البريطانيين في المؤسسة المتخصصة بتقديمنشاطات ثقافية وتعليمية بالتفاهم مع لندن، باعتبار أن هذه النشاطات جسر لمد أواصرالصداقة والتفاهم بين البلدين.والواقع أن ملف العلاقات الإيرانية البريطانية هو ملف ساخن ومليىء بالتجاذباتالسياسية منذ عدة قرون، بسبب الدور الذي لعبته السفارة البريطانية في طهران فيتاريخ إيران الحديث، ابتداء من إيوائها زعماء الثورة الدستورية المشروطة الذينلجأوا إليها عام 1906، وتدخل هذه السفارة في نصب وعزل القادة العسكريين والحكام،حتى تنصيبرضا شاه بهلوي عام 1925، حاكما أوحد على إيران، قبل أن تقوم الولاياتالمتحدة بإسقاطه لمصلحة نجله محمد رضا بهلوي عام 1941.