النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 08:14 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

أمـــام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس

ابو الغيط : لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرارُ في المنطقة إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967

 
 ابو الغيط يحذر من خطورة  سياسة اسرائيل الممنهجة لتهميش الوجود العربي في القدس وحصاره
 
ابو الغيط : مساندة المقدسيين  واجبٌ على كل عربي ومسلم ولابد من توفير الدعم لصندوقي القدس والاقصى
 

شدد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على ان مساندة المقدسيين هو واجبٌ على كل عربي ومسلم ، مؤكدا ان القدس ليست بقعة جغرافية من الأرض، وإنما قطعة من الروح والوجدان والوعي الديني للعرب والمسلمين وإن قراراً لدولة، مهما كانت مكانتها، لا يغير من هذه الحقائق شيئاً.
وقال ابو الغيط إن الموقف العربي في شأن القرار الأمريكي واضحٌ لا لبس فيه، بان القدس الشرقية أرض محتلة، وهي عاصمة للدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرارُ في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الشرعية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

واكد  ابو الغيط  مجددا في كلمته امام مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس إن إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها مدانٌ ومرفوض وليس له من أثر قانوني أو سياسي سوى إدانة الدولة التي اتخذته، وعزلها، ووصم سياساتها بالظلم ومواقفها بالانحياز وقراراتها بالبُطلان ، مضيفا انه إنه قرارٌ لم يرفضه العرب وحدهم، ولا حتى المسلمون دون غيرهم، وإنما رفضته الكثرة الغالبة من أمم العالم من أقصاه إلى أقصاه، ففي قرارٍ للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي صوت لصالحه 128 دولة، بما يعكس حالةً تقتربُ من الإجماع الدولي على بطلان القرار وعدالة الموقف الفلسطيني.

ونبه الى ان  الوزراء العرب في اجتماعهم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في 9 ديسمبر الماضي  توافقوا على خطة عملٍ من أجل التصدي لهذا القرار الأمريكي الجائر، والإبقاء عليه في دائرة البطلان والرفض الدولي، والحد من تبعاته السلبية، والحيلولة دون إقدام أية دولة على خطوة مماثلة
واوضح ان الوزراء العرب  سيجتمعون أول الشهر المقبل لمناقشة الإجراءات التفصيلية والخطوات المُحددة التي ستقوم بها الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، والحفاظ على هذا الزخم العالمي المؤيد والمُساند.. وتصعيد الحملة الداعية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد ابو الغيط على اهمية الجهد المبذول على الصعيد الرسمي إلا أنه اوضح ان  القضية  أكبر من أن تُحصر في المجال الرسمي أو أن تحمل لواءها الحكومات وحدها، حيث ان القدس قضية كل عربي، مسلماً كان أو مسيحياً ، ويتعين على القوى الحية في هذه الأمة أن تحتضن هذه القضية احتضاناً كاملاً، وأن تحتشد لها، وتدافع  عنها

 ولفت الى ان سكان القدس  يرزحون تحت نير واحدٍ من أشد أشكال الاستعمار بطشاً وقسوة، وأكثرها إمعاناً في التنكيل
وقال ابو الغيط ان  نحو ثلاثمائة ألف فلسطيني  في القدس يمارسون كل يوم صموداً أسطورياً ، وجودهم في المدينة هو العنوان الحقيقي على عروبتها، صمودهم شرفٌ على جبين هذه الأمة.. وإستمساكهم بالأرض وصلاتهم في الأقصى هو ما يحول بين المحتل الغاشم وبين تحقيق مخططاته لتهويد المدينة.

ونبه ابو الغيط الى ان إسرائيل لديها  سياسة مُمنهجة لتهميش الوجود العربي في المدينة وحصاره، عبر منع تصاريح البناء لتحجيم النمو العمراني الطبيعي ، وسحب الهويات وعدم تجديدها، وزرع المستوطنات بين مدينة القدس وبقية مناطق الضفة الغربية، بل وفي قلب الأحياء العربية في القدس، فضلاً عن المخططات الخطيرة للحفر أسفل المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم.. وإدخال جماعات من اليهود المتطرفين كل يوم إلى باحات المسجد الأقصى بحجة الصلاة.. وانتهاءً بالقانون الباطل المدعو "القدس الموحدة" الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي، وهو الحلقة الأخيرة في سلسلة من القرارات والإجراءات والقوانين العنصرية التي تهدف إلى إجراء عمليات تهجير قسري للمقدسيين، من أجل الإبقاء على أغلبية يهودية في المدينة.
وقال ابوالغيط ان مساندة المقدسيين هو واجبٌ على كل عربي ومسلم وقد تعهد الوزراء العرب في القرار الذي تبنوه في 9 ديسمبر الماضي بزيادة موارد صندوقي القدس والأقصى دعماً لصمود الفلسطينيين الأبطال "المرابطين على أرضهم والمتمسكين بمبادئهم"
ودعا ابو الغيط إلى حشد الموارد المالية لهذين الصندوقين ، مشددا على إن نصرة الأقصى لا تتم سوى بنصرة أهله ، بعملٍ منهجي من أجل دعم وجودهم في المدينة، وتعزيز نضالهم اليومي من أجل تحدي الاحتلال وإفساد مخططاته.
​وقال ابو الغيط ان من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء هو واهم ، و مخطئٌ من يعتقد أن انتزاع القدس من وعي المسلمين والعرب هو أمرٌ ممكن.
. واكد اهمية الدور الاساسي للازهر الشريف في تحصين وعي الأجيال من أي عبث بهذه القضية الهامة، وفي صيانة هذا الوعي من أي تشويه أو تحريف ، معربا عن ثقته في ان الازهر لن يُضيع القضية ولن يخزل القدس أبداً.