من سلسلة عباقرة الصعيد قابلتهم 2- الدكتور مصطفي رجب
بقلم : حمدى البطران
تحثنا في مقالتنا السابقة عن الدكتور الفيلسوف نصار عبد الله , واليوم نتحدث عن الأستاذ الدكتور مصطفي رجب .
تقول عنه ويكبيديا , أو الموسوعة الحرة .أنه مصطفى محمد أحمد رجب، من مواليد 18 أغسطس 1956. حفظ القرآن في صغره، والتحق بالتعليم العام فدرس بمدرسة شطورة الابتدائية، ثم المدرسة الثانوية بمركز طهطا ثم التحق بكلية التربية جامعة أسيوط ليسانس الآداب والتربية تخصص لغة عربية ودراسات إسلامية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف الأولى من كلية التربية بأسيوط – مايو 1978م. لليسانس الممتازة في الآداب لغة عربية ودراسات إسلامية من كلية الآداب بسوهاج – جامعة أسيوط – بمرتبة الشرف 1987م. دكتوراه الفلسفة في التربية (تخصص أصول التربية) من كلية التربية بسوهاج جامعة أسيوط، فبراير 1985م. دكتوراه الفلسفة في الآداب (تخصص أصول الفقه) من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب بسوهاج – جامعة جنوب الوادي في سبتمبر 1995م. العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة سوهاج وأستاذ التربية الإسلامية ورئيس قسم أصول التربية السابق . رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار .
لا احاول التطويل في سيرته الذاتية التي يعرفها أحبابه ومريدوه . اخذته الدراسات والإبحاث التربوية والأدبية والفقهية , من جانب إبداعي لو تخصص فيه , لغدا واحدا من كبار الظرفاء العرب , وهو جانب السخرية . وهو ملمح لا تخطئه عين , إذا ما تعاملت معه مباشرة لمدة ساعة واحدة , ستنطلق منه السخرية تلقائية , يسخر من كل شيء , الي الحد الذي قد تعتقد أنه ليس جادا , حتي وأنت تظن أنه يتحين الوقت للفكاك من تلك الجدية التي تلبسها , الي حين .
كل صوره مبتسمة أو ضاحكة , وهو ما يجعلك تقترب منه , بنيته قوية تليق بضابط مقاتل , كان من الممكن أن يكون رئيس أركان حرب القوات المسلحة , لو سلك الطريق الي السلك العسكري ,بذكاءه ولياقته . لونه أسمر ,كالصلصال الذي صنعت منه بعض تماثيل الفراعنة . وهو اللون الشائع لأبناء الجنوب , اكتسبه من سلسلة عريقة من النسب , تمتد في أعماق تاريخ الصعيد ,كمعظم عائلات الصعيد , ولكنه ينفي أن يكون فرعونيا , ويفتخر بجده الأعلى الشيخ رجب الذي كان من علماء الأزهر الشريف وله مخطوطات آلت للدكتور مصطفي رجب , ولا نعرف علي وجه التحقيق لماذا لم ينشرها أو يحققها .
دولة همبكستان
مدونة جميلة , كتبها عندما كانت المدونات موضة , أعتقد ان هذا النوع من الكتابة , لم يدرس بدرجة كافية , وتغافل النقاد عن دراستها وتحليل مضمونها , شانها شان اليوميات التي يكتبها الكثير في صفحات الفيس بوك , وتعبرونها مكانا لنشر أبداعهم , مع أنني أراه نوعا من النشر الذاتي , أو مخاطبة أعداد قليلة من الأصدقاء والمريدين , وتتيح للكاتب أن يكتب براحته وحريته ,
ويقول في مقدمة مدونته . بعنوان , دولة همبكستان . هي مدونة على مزاج صاحبها لا تحتوي إلا السخرية من كل ما لا يجوز السخرية منه ، و إحترام ما ينبغي ازدراؤه ، و حماية السلام الإجتماعي و السلام الجمهوري و السلام 98 .
وكلمة "همبكستان " , خليط من لفظتي : ( همبكة , و " ستان " التي تدل على ( مكان أو أرض ) ) باللغة الفارسية ,. وقد شكل لها مجلس الشورى, يناسب طبيعة دولته , ويتكون من : شيخ غفر الدولة وجعل هذه الوظيفة لنفسه بوصفه رئيسا للمجلس و عضوية أصدقائه : شيخ شريف شيخ باثولوجي رئيسا للجنة الصحة.والعريف الركن المتقاعد شيخ أحمد شيخ أبو الدهب رئيسا للجنة الدفاع ( عن بلصفورة ) والقمل القومي , وشيخ ياسر شيخ بطيخ رئيسا للجنة الشؤون الدينية والإفتاء السريع مع الاشتراك في الأرباح. والشيخ عبد الرحمن شيخ شريف رئيسا للجنة فض المنازعات .,شيخ موهوب شيخ غريزي رئيسا للجنة المعسل والقمح المسرطن .
وسأنقل جزءًا مما كتبه مصطفى رجب يوم 3 يوليو 2009 :
". قالت السفيرة الوزيرة الأسبوع الماضي فيما نشرت الصحف ( احنا دلعنا المواطن أكتر من اللازم ) أو ( احنا بندلع المواطن.....) أو كما قالت .. ، لافض فوها و تب َّ شانئوها.
والدلع لا يعرفه لسان العرب ولكنه معروف في لسان بني همبكة وبني بَكَش , وهما بطنان من بطون بني أونطة , الذين سكنوا ضفاف النيل ، زمن الرومان ، وبقيت فلول منهم تقطن نواحي الفسطاط حتى قيل إن بعضهم شهد التعديلات الدستورية ، وقد تكون هذه مبالغة من المؤرخين ، إلا أن المحقق أن منهم من عاش في عصر الرزاز ، فقد عثر باحثون على مخطوطات لبعضهم بها وصف فاحش مبتذل لابتسامة عاطف عبيد ، وهو يمارس الخصخصة في وضح النهار
وعند ابن سلام يدل لفظ ( الدلع ) على ما كانت تقوم به حكومات سلفت ، من حوار ديموقراطي مع مواطنيها ، كأن تبيعهم علاجا مغشوشا لأمراض السكر والضغط ، أو تستورد لهم دماء الخنازير ودماء السحالي ودماء الحمير ، لئلا يلجأ المواطن إلى بنوك الدم في المشافي فيجدها فارغة ، ويضيع وقته في البحث عن متبرع . ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تقطع عن بيوتهم الكهرباء ليلا ،وتضيئ لهم الشوارع نهارا ، لتيسر للجان التفتيش المرورية أعمالها .
ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم يضّيعون أوقاتهم الثمينة أمام المخابز بحثا عن بضعة أرغفة ، مع أنهم يعلمون – كما تعلم الحكومة – ان ابن آدم ما ملأ وعاء شرّا من بطنه !! ، وأن المعدة بيت الداء . ولو كانت الحكومة قاسية لمنعت تلك الطوابير ولردَّت أولئك العابثين ردا عنيفا إلى بيوتهم ليتابعوا جلسات مجلسي الشعب والشورى ، أو إلى دواوينهم لينجزوا مصالح العباد . ولكنها تتركهم يمرحون ويمزحون حد الاقتتال أمام المخابز ، من باب الدلع البحت !!
و للحديث بقية