النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 10:40 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سيدات الأهلي لكرة السلة يتوّجن بدوري المرتبط على حساب سبورتنج شراكة إستراتيجية بين متجر HUAWEI AppGallery واتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية في الإمارات إصابة 33 في حادث انقلاب أتوبيس سياحي قادما من دهب بطريق السويس- القاهرة خاص| بعد ترشحها لجائزة ”ساويرس” و”غسان كنفاني”.. حوار مع صاحب ”أبشاق الغزال” رئيس الغردقة في جولة تفقدية لبعض المشروعات المقترح افتتاحها في احتفالات العيد القومي فاركو يفوز على سموحة بهدفين في الدوري إنطلاق فعاليات أسبوع العمارة بمهندسي الإسكندرية: ”يوم العمارة” تحت مظلة الإبداع استكمال أعمال تطوير شارع المدارس بالغردقة نقابة الأطباء عن قانون المسؤولية الطبية: أداة للحساب تضاف للقنوات الموجودة (خاص) كارثة حال تطبيقه.. برلمانية سابقة: قانون المسؤولية الطبية يثير تخوف الأطباء (خاص) النني يصعد بالجزيرة إلى نصف نهائي كأس الرابطة الإماراتية بالفوز على العين محافظ القليوبية يفتتح معرض الكتاب الأول بقصر ثقافه القناطر الخيريه

مقالات

دنيا الجنس

عائشة بكير
عائشة بكير


بقلم : عائشة بكير 


الجنس sex: حالة يكون عليها الفرد من حيث إنه ذكر أو أنثى، أو أنه غير مؤكد الأنوثة أو الذكورة.
وهناك في الأعم والأغلب من ينظر ويتحدث عن الجنس بنوع من التدني والاستخفاف الذي يصل إلى حد الاستحقار وبخجل كأنه أدنى ما يوجد، وينطلق هذا الحديث من خلال أعرافه وعاداته ومعتقداته التي قد تكون مبتذلة وبها بعض التهكم والتزييف على الجنس لعدة أسباب واعية وغير واعية، والتاريخ يلعب دورًا كبيرًا في صنع تلك النظرة المتدنية للجنس؛ فهناك من ينبذ الجنس وهو لا يدري أنه ينبذ نفسه وذاته وغريزته قبل أي شيء.
فلسفة الجنس

للجنس فلسفة عميقة؛ فالجنس في الفلسفات القديمة كان يعد من الطقوس الدينية، وكذا في الكثير من الحضارات القديمة، ويرجع الأمر إلى أنهم كانوا ينظرون إليه بماهيته المجردة وغير المشوهة بتلفيقات الحياة والبشر، الجنس لديهم هو ممارسة لخلق الحياة واستمرارها؛ فهو التعبير الأخير عن الحب؛ فعندما تعجز الكلمات والأرواح والنفوس والقلوب عن إيصال الحب بين طرفين وقتذاك يلجأون لتبادل الحب والتعبير عنه عن طريق الأجساد؛ فالجنس هو أعمق التعبيرات عن الحب وصناعة الحياة واستمرارها، الجنس لغة عالمية لا تحتاج إلى مترجم، هو لغة تتحاكى بها الأجساد متناغمة، الحوار فيها يكون حبًّا وعشقًا ورغبة وتوحدًا، لغة تحكي الكثير وتقول الكثير وتعبر عن الكثير وتخلق من هو أكثر، من ينظر إلى البشر يجد أنهم قد أعطوا للجنس رهبة وتحقيرًا قد يجعلانه محرمًا وملجمًا أكثر من أي شيء آخر، بينما لو نظرنا إليه بعين الإنصاف لوجدناه شيئًا يستحق التقديس من الناحية الفلسفية؛ لأنه بداية لسيمفونية الحياة التي تتراقص فيها الأجساد وتتمايل في دلال وخفة ورقة وحب وعشق كي تثمر لنا حياة أخرى، وبذلك يتضح لنا أن للجنس فلسفة وجودية تسير نحو إثبات الذات والحب واستمرار الحياة.
ولكن اعتاد الكثير من البشر التعامل مع تلك الفلسفة التي تعتبر أفضل وأجمل ما لدى الإنسان من شهوة مرتبطة به، على أنها رجس أو مسخ يجب الهروب منه في خجل وليس في حياء، في استنفار وتحريم، ولو تجرد بنو البشر قليلًا من النظرة غير الواعية للجنس لوجدنا أن الجنس بريء من كل التهم التي يوصف بها بل ويُرشق بها، فقد جعلوه مشوهًا وقبيحًا في الأذهان، بل شُوِّه أكثر بممارساتنا التي لم تكن إلا نتيجة ذلك الكبت والحجب والتزييف الذي مورس علينا تجاهه، الجنس هو بداية كل شيء متعلق بالبشر في هذه الحياة، هو فن وفلسفة في الوقت نفسه، هو اللغة الأولى للحب، فن تم تجاهله وتشويهه وتم رسمه في عقولنا ونفوسنا بذلك الشكل القبيح الذي جعلنا نستقبح من خلاله غرائزنا الحتمية التي وُجدنا بها بل ونخجل منها، على الرغم من أن الجنس هو التدفق الإنساني لعاطفة الحب الفياضة ولفلسفة الوجود والحياة.

موضوعات متعلقة