اغتصاب الروح
بقلم : عائشة بكير
إن من ألوان العنف وصوره إكراه الزوجة على إقامة العلاقة الزوجية قهراً دون رغباتها أو رضاها, وهو سلوك لا يعتبره المجتمع إدانه بل يعتبر الخضوع والامتثال له واجباً والزامياً, وقد يكره الزوج زوجته على أساليب منحرفة في العلاقة رغماً عن أنفها, وكأن هذا الجسد ليس ملكا لها هى بل ملك له هو , وقد أجرى مركز النديم ومركز دراسات المرأة الجديدة بحثاً ميدانياً في مصر أفادت نتائجه بأن 93% من عينة البحث يعتبرن المعاشرة الزوجية بدون رغبة الزوجة عنفاً, وتم اطلاق كلمة عنف بدلاً عن كلمة اغتصاب ولم يصرحن بذلك من باب التأدب .
وقد خلصت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في بلدان متعدّدة إلى أنّ 15فى المائة إلى 71 فى المائة من النساء أبلغن عن تعرّضهن، في مرحلة ما من حياتهن، لعنف جسدي أو جنسي مارسه ضدهن الأشخاص الذين يعاشرونهن.
الاغتصاب هو اغتصاب للروح, والتحرش الجنسي هو تحرش بكل ما هو جميل في هذا الكون والمرأة قارورة عطر تتعطر بها الدنيا في هجير الوحدة وقيظ اليأس, فلنجعلها تفوح ناشرة شذاها غير خائفة وغير مرعوبة من ذئب يتلذذ بجسدها , أو بلطجي ينهش روحها لا تمنعوا عطرها بتحويله إلى بركة دم.
وهنا تتثمل القضية فى العنف نفسة سوء ضد زوجة أو طفلة صغيرة أو حتى طفل ونخص بذكر الأنثى التى هى تعد كيان المجتمع والمكون الرئيسى فيه فقد قال الروائي الفرنسي والحائز على جائزة نوبل "أناتول فرانس" المرأة هي مكونة المجتمع، فلها عليه تمام السلطة , لا يعمل فيه شيء إلا بها، ولأجله . ونحن نصنع عكس ذلك تمام نتعامل معه على أنها سنيد مثل دور الممثل فى الأفلام ممكن الفيلم يستمر بعدم وجود هذا السنيد وهذا ليس بصحيح بالمرة لأنها هى الممثل الرئيسى فى قصة الحياة المجتمعية الواقعة بالفعل وليس كما يعتقد الآخرون أنها سنيد وعلى الطرف الآخر أن يراجع تلك النظر الدونية إلى النساء بشكل عام سوء زوجة أو أم او أخت أو زميلة أو أو أو ......... إلخ