سيناء ومستقبل داعش
يقلم : حمدى البطران
تحدث الكثير في وسائل الأعلام , وفي وسائل التواصل الإجتماعي , وفي الصحف , وتكلموا وحللوا ما حدث في رية الروضة , ولكن ما ازعجني حقا , هو ما ذهب اليه البعض , من سوء الحالة الإجتماعية لقرية الروضة , وهو ما قررة افعلامي الشهير علي استحياء , ولكن كان يكاد ان ييصرخ , ثم أفتتح المزاد كالعادة علي التبرع لأهالي القرية , وألمح أيضا الي أن معظم التنمية في سيناء تذهب الي شرم الشيخ , وبعض المناطق السياحية , مع الإهمال الشديد لباقي مدن وقري سيناء .
فكأن ما حدث , من عمليات القتل , كان مقصودا ومعدا ومجهزا لأجل أن تهتم الدولة بالقرية وبمركز بئر العبد ثانيا .
وهناك من حاول أن يجد تبريرا منطقيا ليتلمس الأعذار للإرهابيين لأرتكابهم تلك المجزرة , وحاول ان يلقي المسئولية علي القرية بإعتبارها تضم أكبر عدد من المتصوفين , وقالوا انها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعات المسلحة في سيناء , المساجد الصوفية , وكان التنظيم الإرهابي قد أعدم في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، الشيخ سليمان أبو حراز، البالغ من العمر 98 عامًا، أكبر شيوخ قبيلة السواركة الأكثر عددًا في سيناء، إلا أن التنظيم الإرهابي لم يكتفِ بذبح الشيخ المُسنّ فقط، بل هدّد بقتل "كل من هو صوفي".
الحق أن هناك علامات استفهام حول استهداف هذا المسجد . المسجد المستهدف يرتاده المدنيون من أتباع المنهج الصوفي، لاسيما الطريقة "الجريرية"، بقرية الروضة، التي تبعد نحو 40 كيلو مترًا غرب العريش.
الواقع أن ماحدث في قرية الروضة التابعة لمدية بئر العبد كان لأسباب لا علاقة لها بالفقر , وإلا فإن كل قري الصعيد الفقيرة , مرشحة ليكون كل أبناءها إرهابيا , والواقع أنالإرهاب ليس لصيقا بالكفر ولا الإحتياج , ولكنه لأسباب اخري , منها ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية نفسها , او ما يعرف بداعش .
المعروف أن تنظيم الدولة الإسلامية يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة , وفي غضون نهاية العام الحالي , لن يتبقي داعشي في سوريا أو العراق او منطقة الشام عموما , وهو الأمر الذي يدعونا الي الحديث عن مستقبل هذا التنظيم الذي نما وترعرع تحت رعاية عربية وتركية واوروبية وامريكية .
لأجل هذا عقد يوم 24 نوفمبر 2017. مؤتمر قمة ثلاثية في مدينة سوتشي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، عُقد في المدينة اجتماع ثلاثي ضم رؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة للدول الثلاث قبل اجتماع القمة , وجرى بحث في الوضع في سوريا والخطوات التي ستتخذ للقضاء على الجماعات الإرهابية وضمان الأمن في مناطق خفض التصعيد في سوريا، بحسب وزارة الدفاع الروسية..ولكن الهدف الرئيسي للإجتماع هو الي اين سيذهب هذا العدد من المتطرفين , وخصوصا الأجانب منهم , كان ما يخشاه الرئيس أردوغان هو بقائهم في تركيا , فهم يشكلون أكبر خطر علي بلاده , وخصوصا أن بلاده تعتمد بالمقام الأول علي السياحة
كما اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية روري ستيوارت، أن الطريقة الوحيدة التي يجب أن تتعامل بها بلاده مع المئات من مسلحي "داعش" البريطانيين في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، هي قتلهم.
تنظيم إرهابي.
في حين أكدت أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي ، أن القضاء على أكبر عدد من إرهابيي تنظيم داعش، في الرقة أفضل بكثير لأوروبا. وان ما نريده، هو الوصول إلى نهاية هذه المعركة، وبالتأكيد كلما سقط إرهابيون في هذه المعارك، كان ذلك أفضل بكثير لنا .
الواقع أن المتطرفون لا يريدون العدة لبلادهم حيث ينتظرهم المصير الأسود ف ياوروبا , ولكنه فضلوا ان يتوجهوا الي ليبيا أو الصومال أو السودان , أو دولة في افريقية .
الواقع أن الدول الراعية للإهاب وعلي راسها تركيا وامريكا كانت حريصة دائما سلامة الداعشيين وضمنت خروجهم من لبنان عندما حاصرهم حزب الله في لبنان واجبرهم علي الخروج , فقد ضمن تركيا اومريكا ودول التحالف سلامتهم ف يحافلات النقل الي نقلوهم بها علي طول البلاد السورية حتي وصلوا الي منطقة حودية , كما كان تضمن سلامة خروج المتطرفيؤن من حلب والرقة ووفرت لهم متوبيسات مكيفة , وكان من السهل التخلص منهم وقصفهم في تلك الحالفلات , لو كانت لدي تلك الول الإرادة للإبادتهم .
لأجل هذا تحاول تلك الدول أن تدخرهم لإعادة تدويرهم مرة اخري في ليبا أو مصر , وكانت سيناء واحدة من محطات التدوير .