النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 10:13 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

شعبان خليفة يكتب : مزرعة الإرهاب

شعبان خليفة
شعبان خليفة

 

 

العالم كله تقريباً على شفا حفرة من جحيم الإرهاب الذى صنعه التواطؤ من دول بعينها وأجهزة استخباراتها التى ارادت التقرب الى القتلة وتصفية الحسابات مع نظام بشار الأسد فمولت قطر ودول أخرى صفقات السلاح ونقل الأفراد بمساعدة تركية حتى صارت الأراضى السورية مزرعة كبرى للإرهاب تكاثر فيها الارهابيون وتناسلوا وتدربوا ومارسوا ابشع أنواع القتل والتدمير... الأرقام التى حصلنا عليها بشأن هؤلاء الإرهابيين سواء عددهم أو بلادهم أو تسليحهم أو البدء فى الهروب للدخول إلى بلادهم لتجنيد وتدريب أجيال من الإرهابيين أرقام ووقائع تثير الفزع ويمكن وصفها بالكارثة العالمية التى إن لم يتوحد العالم فى مواجهتها فسيكون الثمن خراباً ودماراً ممتداً لسنوات لا يعلمها إلا الله فإلى التفاصيل:

البداية مع دراسة أعدها مركز الدراسات الألمانى “فيريل” حيث كشفت هذه  الدراسة، التى أعدها الدكتور جميل شاهين للمركز الألمانى, أن مجموع المقاتلين الأجانب, من كل الجنسيات, الذين قاتلوا ضد الجيش السورى, منذ إبريل 2011 م حتى نهاية 2015م, بلغ 360 ألف مقاتل أجنبى بالتناوب،

ويشمل العدد, رجالا ونساء, وكل من شارك فى القتال بشكل مباشر, أو بالدعم العسكرى أو اللوجستى, والأطباء والممرضين ومن قيل إنهن مُجاهدات النكاح, وأنه بحسب الدراسة قتل من هؤلاء 95 ألفاً, بحسب الدراسة، من هؤلاء الإرهابيين.

 90 ألف مقاتل من سوريا نفسها, وأن غالبيتهم فى صفوف تنظيم الدولة ”داعش” وجبهة النصرة المصنفة ارهابية, أما عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية فبلغ 21500, عاد منهم8500 فقط إلى دولهم الاصلية بعد الهزائم التى منى بها داعش .

التجمع الكبير

بحسب الدراسة فإن أكبر تجمع للمقاتلين الأجانب فى التاريخ حصل فى سوريا, مؤكدة أن “عدد الجنسيات المقاتلة بلغ  93 ألفا من مختلف دول العالم, ومن كافة القارات، وأن المسلحين جاءوا أيضاً من كافة الدول العربية دون استثناء .

تؤكد الدراسة أن الأتراك احتلوا المرتبة الأولى بعدد المقاتلين الإجمالى, ويشمل ذلك عناصر وضباطا من الجيش والمخابرات التركية, ومنظمة الذئاب الرمادية, ومن التركمان السوريين ويقاتلون مع جبهة النصرة أو شكّلوا تنظيمات مستقلة يقاتلون فيها كمقاتلين قادة أو أساسيين, مثل ميليشيات تركمان سورية  .

وقالت الدراسة إن الجيش التركى خسر, أكثر من 350 جندياً وضابطاً وطياراً, وإن أسباب وفاتهم نسبت لظروف أخرى, فى وسائل الإعلام التركية.

وأضافت أن عدد القتلى الأكبر بين هؤلاء المقاتلين يعود للسعوديين، مشيرة إلى أن 24500 مقاتل سعودى شارك فى القتال بسوريا، قتل منهم 5990.

نساء تونس

بالنسبة لعدد النساء الأجنبيات فى سوريا، قالت الدراسة إن تونس لا تزال الأولى فى هذا السياق، نظرا لأن 180 امرأة ومراهقة تونسية شاركن بجهاد النكاح, بحسب الدراسة وأن 45 منهن قتلن هناك .

وأشارت الدراسة الى ان العام 2015م شهد ارتفاعاً كبيراً فى اعداد المقاتلين الاسلاميين القادمين من دول وسط اسيا الى سوريا، لافتة إلى أنه تم  صرف حوالى 45  مليار دولار لتمويل الأعمال العسكرية ضد الجيش السورى قدمتها دول خليجية.

وقالت إن تنظيم داعش يحتل المرتبة الأولى فى قيمة رواتب مقاتليه, بينما كان الجيش الحر الأقل دفعاً, ورواتبه انقطعت خلال أقل من عامين بسبب انقطاع الدعم الخارجى.

وأوضح معد الدراسة أن بعض الأرقام الواردة تقريبية فيما يخصّ القتلى بسبب اختفاء الجثث, مؤكداً أن البحث استند إلى ما نشرته صفحات ومواقع ووسائل إعلام عالمية ومحلية عن عدد القتلى إضافة إلى 51 مصدراً آخر, حددها فى نهاية الدراسة.

حرب للمخابرات

وفى دراسة أخرى أعمق لنفس المركز عن دور المخابرات فى هذه الحرب قالت الدراسة إن أكبر تجمع فى التاريخ لأجهزة المخابرات تم على الاراضى السـورية منذ 2011م, وإن 16 جهــازا استخباريا عالميا تعمل علـى الأراضى السورية بعضها شكل خطراً حقيقياً, وقامت بدعم المعارضة بشقيها السياسى والمسلح, وأمدتها بمعلومات عسكرية هامة, وبالسلاح والخطط العسكرية, بينما تغلغلت أجهزة مخابرات أخرى فى مناطق عديدة, ووصل عملاؤها إلى بعض المفاصل الحساسة فى الدولة السورية.

بينما حددت الدراسة 5 أجهــزة استخباراتية فقط تعمــل بالتنسـيق مـع المخابــرات الســورية هـى: الروســية, الإيرانية, العراقية, استخبارات حزب الله, وهنـاك حضور خفـى للاستخبارات الصينية أيضا.

كما أشارت الدراسة لوجــود غيـر دائم لاسـتخبارات دول أخـرى مثـل: البلجيكية, الكندية, الكورية, الباكستانية, وغيرها, وقالت إن المخابرات الكورية تلعب دوراً خفياً هاماً، فيما يخصّ الأسلحة غير التقليدية.

وقالت إنه منذ أوائـل 2013م, لوحـظ بدايـة تقــرب من اسـتخبارات فرنسا, ألمانيـا, بريطانيـا باتجـاه سوريا وحصل تعاون بينهم.

وحسب مركز فيريل للدراسات؛ تتعامل مخابرات دول عربية خليجية ثلاث من بينها قطر مع الموساد الإسرائيلى بخصوص سوريا بشكل مؤكد،

كما أن الاستخبارات الإسرائيلية من أنشط أجهزة المخابرات العالمية فى سوريا, ورغم ذلك فشلت فى وقف نقل الصواريخ إلى حزب الله من سوريا, رغم عدة ضربات جوية نفذها سلاح الطيران الإسرائيلى داخل الأراضى السورية.

عرب ومصريون

 تشير الإحصائيات أيضاً ألى أن أكثر من 54% من الإرهابيين فى سوريا عربا، و31% من تركيا ومنطقة آسيا الوسطى، وبينما ينتمى هؤلاء الإرهابيون إلى جميع الدول العربية والإسلامية تقريبا إلا أن اللافت للنظر أن نحو تسعة عشر الف إرهابى جاءوا من فلسطين لإسقاط النظام السورى بدلا من محاربة من يحتل أرضهم وقتل منهم ما يقارب من خمسة آلاف شخص.

طبقا للمصادر نفسها  فقد بلغ عدد الإرهابيين المصريين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية فى سوريا نحو 8100، قتل منهم 2200. ويبقى الخطر الأكبر فى عودة بعض الإرهابيين إلى بلدانهم لتجنيد وتدريب المزيد من العناصر ليستمر الإرهاب خطراً كارثياً يهدد أمن العالم كله لسنوات طويلة مقبلة.

موضوعات متعلقة