إنجليزية في مصر [2]
بدأت إميليا . ب . إداوردز رحلتها في ذهبية طاقمها عبارة عن خليط من البشر من جنسيات متعددة , وهم : الريس حسن , وهو بدوي يعيش في القاهرة صارم النظرات ومتسلط وموجه الدفة ومساعد يسمي الجندي وهو ذو حرف متعددة ويعمل حلاقا ويكتب الخطابات لزملائه , وممثل كوميدي , وله دراية بإصلاح الأحذية , وخمسة من البحارة من الأقصر ,وأربعة من ينتمون الي مكان قرب فيلة وواحد من كوم أمبو , وبحار من القاهرة وإثنان نوبيان من أسوان, والترجمان إلياس تلحمي كان سوريا, رئيس الطباخين حسن بدوي ومساعده سوريان أيضا , واثنين من الجرسونات هما ميشيل وحبيب والولد الذي يطبخ طعام البحارة .
اما الأجانب فهم الكاتبة وصديقتها وخادمتها , وسيدتان وإبن آختهما .
كانت أول محطة تتوقف فيها ذهبية إميليا . ب . إداوردز هي البدرشين . ومنها ذهبت الي منف وسقارة , وتقول عن سقارة إنها مليئة بقطع صغيرة من الفخار والحجر الجيري والرخام والمرمر وشظايا الزجاج الأخضر والزرق والعظام البيضاء وخرق الكتان الأصفر, وسرعان ما إلتقط أحدنا رأس تمثال جنائزي صغير بدون أنف ذا لون أزرق . وإنحنوا جميعا ينبشون الأرض بحثا عن الكنز .
كانت المناطق الأثرية المصرية في تلك الوقت تعج بالمغامرين الذين يبحثون عن الأثار , وكانوا ينبشون القبور لاستخراج المومياوات والدفائن , كانت الآثار في ذلك الوقت لا صاحب لها , وكانت حكومة إسماعيل تستقدم الأجانب للنبش في الآثار وتتركهم يحملون منها ما يشاءون . لقد كان هذا العصر عصر النهب العظيم لآثار مصر .
وبدأت إميليا . ب. إدواردز في الحفر . وتصف شعورها وهي تقوم بالحفر بين المقابر لسرقتها قائلة :
- .. تعلمنا أن ننقب بين المقابر المتربة دون الإحساس بتأنيب الضمير أكثر من إحساس أعصاب مدربة من محترفي سرقة الجثث , كانت الرغبة في اقتناص الرفات جامحة لدرجة إنني أشك في أننا لن نتراجع عن عمل نفس ما عملناه لو عادت الظروف .
وتحكي عن معبد السرابيوم في أول محطة وقفت فيها في سقارة ومنف , وتقول هذا هو أشهر معبد جنائزي للعجول المقدسة الذي إكتشفة مارييت عام 1850 أى قبل وصولها بإثنين وعشرين عاما . كما اكتشف مارييت أيضا الطريق المؤدي الي المعبد والذي ينتهي الي منصة دائرية يحيط بها تماثيل لمشاهير الفلاسفة والشعراء الإغريق , بالإضافة الي ثلاث معابد أخري صغيرة وثلاث مجموعات متميزة لسراديب دفن العجل أبيس .
دخلت إميليا . ب. إدواردز الي المعبد صحبة إعرابي كدليل يقودها الي داخله , ووصفت التوابيت التي دفنت فيها العجول بالضخامة , وقالت إن التابوت الواحد يمكن أن يجلس بداخله أربعة أفراد حول منضدة صغيرة للعب الورق وهو مرتاحون .
شاهدت إميليا . ب. إدواردز أربعة وعشرين تابوتا , جميعها فارغة , وحسب ما أورده مارييت مدير عام الآثار وقتها فإن المكان قد سلب بمعرفة المسيحيين الأوائل , الذين يبدو أنهم بجانب ما استطاعوا حمله من الذهب والمجوهرات التي وجدوها , فقد دمروا في طريقهم العجول , ودمروا المعبد العظيم وسووه بالأرض .ولكنهم لحسن الحظ تجاهلوا او تركوا عدة مئات من السبائك البرونزية الرائعة ربما لأنهم اعتبروها غير ذات قيمة وخمسمائة قرص من القربان المقدس .
وتحكي إميليا عن سرقة تلك التوابيت وتقول إن مارييت بعد اكتشاف تلك التوابيت استدعي فجأة إلي باريس بعد عدة شهور من افتتاح المعبد , لم يتمكن مارييت من نقل التوابيت إلي باريس , لذلك قام بدفن أربعة عشر حالة في الصحراء انتظارا لعودته , ومن ضمن تلك الحالات تابوت حجري احتوي علي مومياء عجل , وقد رحل مارييت الي باريس حاملا معه كل ما يمكن حله من كنوز الآثار المصرية القديمة .
وتقول إميليا أنه جاء إلي مصر أرشيدوق ألماني , كان واحدا من أعضاء الأسرة الحاكمة الألمانية , قام هذا الإرشيدوق بدفع نقود للإعراب المقيمون بالمنطقة , فكشفوا له عن لتوابيت التي أخفاها مارييت , ولم يتوانى الأرشيدوق وقام بحمل التوابيت كلها الي الإسكندرية , ومنها تم نقلها الي بلاده .
يتبع