النهار
الخميس 28 نوفمبر 2024 04:44 مـ 27 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أبو الغيط يدعو لتوحيد التشريعات العربية وتعزيز التعاون بين مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب إحالة أوراق سفاح التجمع إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه جامعة سوهاج تُسدل الستار على «ماراثون» انتخابات الاتحادات الطلابية: «لبيب» رئيسا و«حسن» نائبا لاتحاد الطلاب مجموعة أغذية تعزز أهداف النمو الاستراتيجي في معرض أبوظبي 2024 هواوي تقدم خدمات استثنائية لجعل نهاية العام ذكرى لا تنسى قمة ”إيجيبت أوتوموتيف” تختتم أعمال قمتها التاسعة بإعلان التوصيات مجموعة البارون تستضيف الحدث الأول لشركة إل تور الألمانية لتعزيز التعاون السياحي موعد وحكام مباراة دجوليبا وبيراميدز في دوري الأبطال وزيرة البيئة تعلن بداية برنامج لإستعادة النظام البيئي في منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء انطلاق أعمال الدورة الـ40 لمجلس وزراء العدل العرب برئاسة السعودية بالجامعة العربية رئيس البارالمبية الدولية يلتقي أبطال مصر ويشيد باهتمام الرئيس بالرياضة البارالمبية مهرجان الفيوم السينمائي يكرم الطلاب صناع الأفلام بمنصة قارون

مقالات

من وحي الثانوية العامة

اللواء حمدى البطران
اللواء حمدى البطران

 

منذ أيام قليلة . ظهرت نتيجة الثانوية العامة , ولم أسمع طلقة بندقية واحدة , أو حتي طلقة فشنك . تعلم الناس الأدب , بعد ان بدأت الشرطة تداهم الأماكن التي يطلق فيها الرصاص , وتقبض علي حائزي الأسلحة المرخصة وتلغي تراخيصها , وغير المرخصة وتقوم بعمل قضايا لهم بحياو اسلحة وذخائر دون ترخيص .

وتذكرت عندما ظهرت الثانوية العامة في أعوام 2011 , وما يعدها وحتي العام القبل الماضي عندما تحولت المنطقة المحيطة بمنزلي في ديروط إلي تبة هائلة لضرب النار, وكأن هناك جيش بأكمله يتدرب علي إطلاق الرصاص , دفعات متتالية وطويلة من الرصاص تنطلق , إبتهاجا بنجاح الأنجال,كان إطلاق الرصاص لا يتوقف حتى الثانية صباحا .        
وقتها كان يطلق الرصاص ابتهاجا بنجاح الأبناء والبنات في تلك الشهادة الملعونة , التي يلعنها الآباء والأمهات , وتحبها حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة       . 
ولأنني أفهم في السلاح , فإنني سمعت طلقات مدافع الجرينوف . والمورترز ,ومدافع صغيرة تحمل علي عجل , ويتم تغذيتها بالذخيرة عن طريق شريط مملوء بالطلقات كبيرة الحجم .
الغريب أن الناس عندنا تجامل بعضها البعض بالرصاص , في السابق كان الناس يجاملون بعضهم بصناديق المياة الغازية , ولكنهم الآن يتبادلون المجاملات بالرصاص , ويقول الواحد للأخر : أنا جاملت فلان بخزنتين آلي  !!
وبعضهم يجامل الذخيرة الحية , أي تلك التي لم يتم استعمالها . ولكن هذا يتم في حالات نشوب معارك , وأصبحت علب وصناديق الذخيرة مجالا للمجاملات بين الأهالي .         
وقت أن كانت هناك شرطة , كنا نخرج من بيوتنا عندما نسمع طلقة خرطوش , ونسأل عمن اطلقها وأسباب ذلك , وبعدها كان ضابط المباحث يأتي في البوكس ومعه المخبرين , ولا يبرحون المكان حتي يأخذوا معهم البندقية التي أطلقت الطلقة اليتيمة وصاحبها .

الغريب أن السلاح لم يعد سلعة يحرص عليها الأغنياء فقط , الفقراء أيضا حصلوا علية وحمله أولادهم الصغار , ويحاولون إظهاره في مثل تلك المناسبات السعيدة تظاهرا , والكئيبة عندما يفتح التنسيق أبوابه ,عندها يبحث أولياء الأمور عن كلية مناسبة فلا يجدوا الا معاهد الخدمة الاجتماعية التي تخرج منها نصف شبابنا       .
ثمة ظاهرة غريبة أيضا , لم تكن موجودة ولكنها ظهرت في هذا العام , وهي إقبال أولياء الأمور علي إلحاق أبناءهم بكلية الشرطة والكليات العسكرية , حتى هؤلاء الذين يقل مجموعهم عن ال70 في المائة . وتلك الكليات تبيع ملفاتها بأسعار غالية , ويضطر أبناء الصعيد عندنا إلي الذهاب الي القاهرة لشراء تلك الاستمارات حتي قبل أن تظهر النتيجة , ومن الغريب أيضا أن بعضهم يشتري أكثر من استمارة.       
وصارحني بعضهم بأنه سمع أن تلك الكليات تحررت من الوساطة والمحسوبية , وأنهم سيقبلون البسطاء ., وقلت لهم : فعلا هذة الكليات أصبحت متاحة للجميع , وأنها تحررت من الوساطة والمحسوبية بنسبة كبيرة, ولكنها لم تتحرر من مجموع الدرجات.       
بدأ السماسرة والوسطاء يطرقون أبواب بيوت أوليات أمور طلبة الثانوية العامة , يعرضون خدماتهم مقابل مبالغ ليست طائلة فقط مائة وخمسين ألف للطالب الواحد , ويعدون الناس بالقبول , حتي هؤلاء الذين يرتدي أبنائهم النظارات الطبية , يقولون لهم إن هذا العام سيكون الكشف بالنظارة , ولكنهم ينصجوهم بإجراء عملية الليزر , وينصحون أولياء أمور الشباب القصار القامة بالذهاب الي الجيم , وتلك المحلات انتشرت في كل مدن وقري الصعيد , وأصحابها أيضا يساومون علي إدخال الشباب الكليات العسكرية.      
وهو ما دعاني الي التفكير العميق , وسألت نفسي :      
-  هل هي الوطنية وحب الوطن ؟

 

 

موضوعات متعلقة