النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 09:10 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

فلاتر ربانية لتنقية العبد من الذنوب 

علاء شبل
علاء شبل


بقلم : علاء شبل 
إذا كنا قد أصّلنا  في مقالنا السابق حقيقة دامغة تعلمناها  من  أهل السنة والجماعة والتي تُعد منهج حياة قد يجهله كثير من المغيبين الذين يسارعون لتكفير المسلمين
لذنوب اقترفوها بعلمٍ أو بجهل عظُمت أو كانت من اللمم وتلك القاعدة التي ندندن حولها وسنظل هي  أنه لا ُيُكفر مسلم بذنبٍ مالم يستحله   وإلا لو كُفر كل مقترفٍ لذنب لما كان للحدود فائدة ونعوذ بالله ان نقول بذلك فلو كان  الذنب  يكفر صاحبه ما قطعت يد السارق حدا باعتباره عاصيا وكان قد قُتل تنفيذا لحكم الردة ومثله الزاني محصنا كان أو غير محصن فإنه يُحد مع اختلاف درجة الحد  لتطهيره من الذنب ولا يُقتل حدا باعتباره كافرا مرتدا ومع ذلك  فهل  يعني ذلك أن يُترك أهل الذنوب يرتعون في الأرض فسادا اعتمادا على عدم خلودهم في النار وهل يلحقهم اليأس من غفران ذنوبهم ودخولهم النار ولو لفترات متفاوتة وهل لتلك الذنوب حلول تُنجي صاحبها من العذاب الأليم و الإجابة تأتي على الفور بنعم فمن رحمة الله وكرمه أنه لم يكتف بعدم تخليد العصاة في النار ولكنه سبحانه وتعالى منَّ عليهم بمكفرات عديدة للذنوب هي بمثابة فلاتر لتنقية العبد من ذنوبه ونعيش مع هذه الفلاتر ليعلم كل موحد مقدار كرم الله وحبه للعبد فأولى محطات التنقية التوبة النصوح بشروطها التي أجمع عليها العلماءمهما بلغ حجم الذنب  ألا وهي الإقلاع عن الذنب والندم علي اقترافه والعزم الأكيد على عدم العودة له من جديد ورد المظالم لأهلها إن أمكن ذلك وثاني هذه الفلاتر الاستغفار وهذا ايضاً متفق عليه كما ورد في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فيما يحكي عن رب العزة : أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال الله تعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذبالذنب ثم عاد فأذنب فقال مثل ذلك فقال الله عز وجل اعمل ماشئت فقد غفرت لك قال عبد الأعلى لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة اعمل ماشئت رواه مسلم برقم (٢٧٥٨)
وثالث مراحل التنقية الحسنات الماحية مصداقا لقول الله تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) هود ١١٤
ورابع المراحل دعاء المؤمنين  لأخيهم  المؤمن مثل صلاتهم على جنازته فعن عائشة رضي الله عنها عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من ميت تُصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفعوا فيه) مسلم (٩٤٧)
والخامسة ما يُصنع للميت من أعمال الخير كالصدقة ونحوها ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتفع به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له) مسلم (١٦٣١)
ومحطة التنقية السادسة تتمثل  في شفاعة النبي  عليه السلام وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة وقد تواترت الأحاديث في الشفاعة منها مارواه أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )رواه الترمذي وابو داوود وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٣٧١٤)
وسابع محطات التنقية تلك المصائب التي يُكفر الله بها الخطايا وثبت ذلك في أكثر من نص منها مارواه أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولاهمٍ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها عن خطاياه ) رواه البخاري برقم (٥٦٤١)ومسلم برقم (٢٥٧٢)وبعد ذلك ومن المكفرات أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها وبعد ذلك كله وقبله رحمة الله وعفوه بلاسبب من العباد فلا يخلد في النار أحدُ مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل كما أنه لا يدخل الجنة أحدُ مات على الكفر ولو عمل من أعمال البر ما عمل وللحديث بقية إن كتب الله لنا بقية في العمر

موضوعات متعلقة